أنت هنا

7 محرم 1426
واشنطن - المسلم

في خطوة جديدة تشير إلى حجم الضغط الذي قد تتعرض له دمشق خلال المدة المقبلة، قامت الإدارة الأمريكية اليوم الثلاثاء، بسحب سفيرها لدى دمشق، بعد حادثة اغتيال رفيق الحريري (رئيس الوزراء اللبناني السابق) عصر أمس الاثنين.

وقالت مصادر دبلوماسية في واشنطن: " إن الولايات المتحدة سحبت سفيرتها إلى سوريا، بسبب التوتر العالي الذي حصل إثر اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق".
ونقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن الدبلوماسي الأمريكي قوله: " إن السفيرة الأمريكية في دمشق مارغريت سكوبي، سلمت ملاحظات صارمة "شديدة اللهجة" إلى الحكومة السورية"

وقال ريتشارد باوتشر (المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية) الذي أعلن سحب السفير الأمريكي: " إن هذا التحرك الأمريكي الأخير، يعكس الغضب العميق لإدارة بوش على اغتيال الحريري " !

إلا أن باوتشر رفض توجيه الاتهام لسوريا بشكل صريح، واكتفى بالقول: " إنه يود التوضيح بأن الوجود العسكري والسياسي القوي لسوريا في لبنان، يعد مشكلة، ولم يزود الأمن في الدولة المجاورة".
وقال: " يذكرنا هذا بشكل كامل أن الوجود السوري في لبنان غير جيد، ولم يقدم أي شيء للشعب اللبناني ."

ورفض باوتشر تبيان فحوى الرسالة الدبلوماسية التي تركتها السفيرة مارغريت للحكومة السورية.

ولم يصدر أي بيان من وزارة الخارجية السورية حتى الآن حول موضوع سحب واشنطن سفيرها من دمشق.
كما أن دمشق لم تقم بخطوة مماثلة بسحب سفيرها من الولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة مارست ضغطاً مباشراً وعبر الأمم المتحدة، لإجبار سوريا على سحب قواتها من لبنان. إلا أن دمشق استخدمت الطرق الدبلوماسية لمواجهة ما تسميه "بالتدخل الأمريكي في الشؤون اللبنانية الداخلية".

وأدانت الحكومة الأميركية عملية اغتيال الحريري، مشيرة إلى ضرورة خروج القوات السورية من لبنان.

ومن المتوقع أن تواجه دمشق خلال المدة المقبلة، ضغوطاً كبيرة من أجل إجبارها على سحب قواتها من لبنان، والبالغ عددها 15 ألف جندي، بسبب عملية اغتيال الحريري، الذي انسحب من الحكومة اللبنانية بسبب تمديد حكومة (الرئيس اللبناني) إميل لحود، المدعوم من قبل دمشق، وظهور أنباء عن انضمامه للمعارضة بوجه الوجود السوري.


واستمراراً للضغط على سوريا، قال (رئيس الحكومة الإسرائيلي) آرييل شارون خلال لقائه بالمراسلين الأجانب اليوم الثلاثاء: " إن على سوريا وقف دعمها (لما وصفه بالإرهاب) وسحب قواتها من لبنان".

من جهته، اتهم (نائب الرئيس السوري) عبد الحليم خدام (إسرائيل) بالوقوف وراء اغتيال الحريري، وجاءت تصريحات المسؤول السوري أثناء تقديمه عزاء القيادة السورية في منزل رئيس الوزراء السابق.

وجاء الاتهام السوري، في محاولة خجولة لإزاحة التهم نحو الإسرائيليين، الذين يهمهم إشعال فتيل الأزمة الطائفية في لبنان، وكذلك الفتنة بين التيارين المؤيد والمعارض للوجود الأمني السوري في لبنان.