أنت هنا

8 محرم 1426
بيروت - المسلم

خرج مئات الآلاف من اللبنانيين عصر اليوم الأربعاء، لتشييع جنازة (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، الذي اغتاله انفجار ضخم، هز أحد شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وهز معه لبنان والمنطقة، في اعتداء راح ضحيته 17 قتيلاً ونحو 136 جريحاً.

وسار موكب ضخم من المشيعيين في شوارع بيروت، وهم يحملون نعش الحريري، وقد لفّ بالعلم اللبناني.

وطلبت عائلة الحريري من الحكومتين السورية واللبنانية أن تتجنبان المشاركة الرسمية في التشييع، في إشارة إلى استمرار اتهام سوريا والحكومة اللبنانية بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
في وقت سحبت واشنطن سفيرها من دمشق، وطالب مجلس الأمن الدولي من لبنان أن تقدم قتلة الحريري للعدالة.

وحسب إحصاءات وكالة الأسوشيتدبرس، فإن أكثر من 200,000 شخص، شاركوا في تشييع جثمان الراحل عبر ميدان بيروت المركزي حول مسجد (محمد الأمين) الشاهق، الذي بناه الحريري على نفقته الخاصة، حيث سيدفن جثمان الحريري الذي كان على مدى 10 سنوات، رئيساً للحكومة اللبنانية.

وخرجت الجنازة المحاطة بحراسة أمنية مشددة، من قصر الحريري، ثم سارت في شوارع العاصمة اللبنانية، قبل الوصول إلى مسجد (محمد الأمين) لدفنه هناك.

وحمل نعش الحريري عدد من الأقارب، من بينهم أبناؤه الثلاثة، ووضعوه في سيارة إسعاف، سارت فيه في شوارع بيروت.

وحاول النجل الأكبر للحريري تهدئة جموع المشيعيين خلال دفنه، طالباً منهم التزام السكينة في المسجد.
وقال: " لا نريد أن تكون هذه الدقائق الأخيرة بمثل هذا الشكل".

ونقلت جثة الحريري صباح اليوم الأربعاء من ثلاجة الموتى في مستشفى الجامعة الأمريكية إلى منزله، قبل أن تحمل 6 سيارات إسعاف جثمان الحريري وخمسة من حرسه الشخصيين، الذين قتلوا خلال الانفجار الأخير، حيث صلت جموع غفيرة عليهم قبل دفنهم.

وشهدت الجنازة الكبيرة مشاركة من قبل عشرات شيوخ السنة والشيعة والدروز، بالإضافة لرجال الدين النصارى.

و تحول موكب تشييع الحريري في بيروت إلى مظاهرة تلقائية معادية لسوريا، حيث هتف الآلاف ضد الوجود السوري في لبنان، مطالبين الرئيس السوري بسحب قواته الموجودة منذ عام 1976م.

وكان (نائب الرئيس السوري) عبد الحليم خدام (صديق عائلة الحريري المقرب) وصل في وقت سابق إلى المسجد، إلا أنه لم يشارك في التشييع الشعبي، بعد تحذيرات من قبل عائلة وأقارب الحريري للحكومتين السورية واللبنانية بعدم المشاركة في التشييع.

وقام التلفزيون السوري بنقل وقائع تشييع الحريري على الهواء مباشرة، بعد أن أدانت الحكومة السورية عملية الاغتيال.