أنت هنا

5 جمادى الثانية 1426
القاهرة ـ وكالات

احتدم الجدل بين القاهرة وبغداد اللتين تتبادلان الاتهامات بتحمل مسؤولية اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية في بغداد ايهاب الشريف.
وكان الدبلوماسي المصري الذي اعلنت مجموعة ابو مصعب الزرقاوي الخميس الماضي انها قتلته اختطف في الثاني من يوليو الجاري بينما كان يسير بمفرده في شارع تجاري ببغداد.
واكدت الحكومة العراقية الجمعة انها تحقق في اتصالات محتملة اجريت مع المجموعات المسلحة قد تفسر وفقا لها تحرك السفير بمفرده من دون حراسة في لحظة اختطافه.
وصرح ليث كبة الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي الجمعة الحكومة العراقية تجرى تحقيقا بشان اتصالات قد تكون مصر اجرتها مع المسلحين العراقيين لحملهم على التفاوض معتبرة ان ذلك قد يتيح القاء الضوء على اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق.
وأضاف "اننا نحقق في ما اذا كانت مصر تحاول المساعدة (على ايجاد حل سياسي في العراق) باجراء اتصالات مع مجموعات ناشطة سنية بل وايضا مع متمردين". واضاف ان "ذلك ربما يعطي فكرة عن الطريقة التي غادر بها (الدبلوماسي) منزله بدون حراسة وخطفه في الشارع".
ورد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط معربا عن استيائه من تلك التصريحات ومؤكدا انها تبدو كمحاولة "لابراء الذمة"
ونقلت عنه صحيفة الاهرام الحكومية الاحد قوله "في الوقت الذي تقتضي فيه الظروف تكثيف الجهود من اجل تعقب الجناة واحترام مشاعر الشعب المصري وحزنه العميق على فقدان احد ابنائه المخلصين وهو يعمل من اجل خدمة الشعب العراقي تتلقى مصر تلك التصريحات التي تدعو الى التساؤل حول مغزاها وما اذا كان المقصود منها ابراء الذمة وتجاوز المسؤولية ام ترديد شائعات وتبريرات للمأساة التي وقعت".
وقال ابو الغيط ذلك في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة الوفد "اي سفير عربي او اجنبي في اي عاصمة يجب ان يحظى بحماية هذه العاصمة ونحن لسنا في مجال العراك مع الاخوة في العراق ولن ادخل في نقاش حول مسؤوليات الحكومة المضيفة".
ونفى مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية الاحد بشكل قاطع امام الصحفيين قيام الدبلوماسي الذي تم اغتياله باتصالات مع المجموعات المسلحة.
وقال ان سجل "وزارة الخارجية عن مقابلات السفير الفقيد طوال الثلاثين يوما التي امضاها رئيسا للبعثة الدبلوماسية في بغداد لا يدل على وجود اي اتصال مع عناصر من خارج اطار اركان النظام العراقي". واكد ان "كل اتصالات الشهيد الشريف كانت مع وزراء عراقيين واركان المؤسسات الرسمية العراقية وبعض رموز القيادات العشائرية والسنية التي هي على صلة دائمة مع الحكومة العراقية".
ومنذ اعلان اغتيال رئيس بعثتها في العراق اتخذت مصر مجموعة من الاجراءات ليس من شانها ان تلقى ترحيب الحكومة العراقية.
واصدرت مصر الخميس توضيحا بشان مستوى تمثيلها الدبلوماسي في العراق نافية لاول مرة تصريحات لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد فيها ان مصر رفعت مستوى بعثتها الى سفارة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية "ليس لمصر سفارة في العراق وانما بعثة دبلوماسية يرأسها قائم بالاعمال".
وكان زيباري صرح في 22 يونيو الماضي اثناء مؤتمر دولي حول العراق في بروكسيل ان "مصر اصبحت اول دولة عربية تعين سفيرا في بغداد". والجمعة اعلنت القاهرة خفض عديد بعثتها الدبلوماسية في بغداد.
والاحد نقلت صحيفة الاهرام عن احمد ابو الغيط قوله ان القائم بالاعمال المصري في العراق الذي سيعين خلفا لايهاب الشريف لن يذهب الى بغداد وانما "سينتقل الى الاردن ليمارس مهامه الدبلوماسية من العاصمة عمان لفترة من الوقت".
من جهتها دعت بغداد الدول العربية والاسلامية الى عدم الإذعان للارهاب والى ارسال سفراء الى العراق على الرغم من اغتيال الدبلوماسي المصري.

وعلى الصعيد المحلي، فقد قرر عدد من رموز حزب الغد رفع دعوي قضائية ضد الرئيس مبارك بتهمة التفريط في حياة السفير المصري ايهاب الشريف الذي لقي حتفه في العراق منذ ايام علي ايدي خاطفيه.
ويأتي قرار رموز الحزب مستندا الي مجموعة من الوقائع تتهم النظام المصري بالمخاطرة بحياة الشريف من اجل نيل رضا الادارة الامريكية كي تقلل من ضغوطها التي تمارسها ضد نظام الرئيس مبارك.
من جانبه، اكد د. ايمن نور رئيس حزب الغد انه يشعر بالمرارة في حلقه بسبب فقد الدبلوماسية المصرية احد كوادرها علي هذا النحو.
وقال بانه لم يكن هناك ما يبرر ان ترسل القاهر بعثة دبلوماسية لبغداد في الوقت الذي تلتهب فيه الاراضي العراقية بالنار.
كما وصف سلوك النظام علي مدار الايام الماضية وقبل اعلان اغتيال السفير بانه كان يتسم باللامبالاة من جانب رموز النظام الذي لم يقم بجهود حقيقية بهدف الافراج عن الشريف من خلال الاتصال بمختلف الاطراف التي لها علاقة بمراكز الضغط هناك.
وألمح نور الي انه سيكون من العبث ان تقدم الحكومة المصرية خلال الوقت الراهن بارسال بديل للسفير القتيل، مشيرا الي ان تلك الخطوة من الاساس خلت من الحكمة.
علي صعيد اخر ادانت حركة كفاية قتل السفير المصري واتهمت النظام المصري بانه يسعي لتخفيف الضغوط التي تمارس عليه من خلال محاولة كسب رضا امريكا بدعمها من اجل الخروج من المستنقع المتورطة فيه بالعراق.
من جهته، اشار جورج اسحق الناطق بلسان حركة كفاية ان فقد السفير المصري علي هذا النحو ينبغي ان يفتح الباب امام استجواب كبار رموز النظام الذين دفعوا بالرجل بالرغم من الكوارث المحيطة بالبعثات الدبلوماسية هناك.
وقال اسحق بانه كان الاحري بالنظام ان يشتري رضاء شعبه في الاساس ولو كان ذلك علي حساب غضب الادارة الامريكية.
كما انتقد مجدي احمد حسين امين حزب العمل واحد رموز كفاية الصفقة السرية بين واشنطن والقاهرة والتي دفعت بارسال بعثة دبلوماسية للعراق كان من نتيجتها ان فقدت القاهرة واحدا من دبلوماسييها.
واشار مجدي الي ان سمعة النظام المصري باتت في الحضيض داخليا وعلي المستوي العربي ووصف قتل الشريف بعد ايام من وصوله لبغداد بانه ربما كان مسمارا يضاف للمسامير التي تدق يوميا في نعش النظام.
وشدد علي ان هذا الامر لا ينبغي ان يمر بدون حساب كل الذين اشاروا علي الرئيس مبارك بسرعة ارسال الرجل لهناك. وعبر حسين عن قناعته الشديدة بان مبارك قام من تلقاء نفسه بهذه الخطوة املا في تخفيف الضغوط التي تمارس عليه من قبل الادارة الامريكية.
من جانبها، شنت جماعة الإخوان المسلمون في مصر هجوماً عنيفاً ضد الرئيس حسني مبارك، فاتهموا نظامه بأنه «الركن الركين في الاستقواء بالأميركان»، كما حمّلوا حكومته مسؤولية إهدار حياة السفير إيهاب الشريف في العراق.

وفي سياق آخر، قالت صحيفة المصريون الإلكترونية أنها علمت من مصادر عراقية عالية الثقة أن السفير المصري الدكتور إيهاب الشريف لم يتم اختطافه من قبل تنظيم القاعدة ، وإنما قامت باختطافه جهة استخباراتية عالية الكفاءة والنفوذ في الداخل العراقي هو والمجموعة الأمنية المرافقة له ، وصرح المصدر التابع لمكتب هيئة العلماء المسلمين في العراق بأن السفير المصري كان يواصل مفاوضاته مع هيئة علماء المسلمين في مساء اليوم الذي اختطف فيه وكان مقررا استكمالها في اليوم التالي ، وكان مقررا أن يلتقي في مساء نفس اليوم مع مجموعة من المقاومة العراقية ، وقد خرج السفير في حماية مجموعة مسلحة تابعة لهيئة علماء المسلمين إلا أن مجموعة استخباراتية قال أنها تتبع دولة مجاورة غير عربية قامت بمحاصرة مجموعة الحماية واختطفتهم مع السفير الذي اختفى ومعه المجموعة حتى هذه اللحظة ، حيث لم يعرف شيئ أيضا عن المجموعة الأمنية التي كانت ترافقه ، المصدر العراقي أكد بوضوح شديد أن المجموعة التي اختطفت السفير ليست مجموعة الزرقاوي وليست من جماعات المقاومة التي نعرف ـ والكلام له ـ طرق تحركاتها وإمكانياتها ، وأضاف المصدر أن جهة أمنية مصرية حساسة كانت تتابع المفاوضات التي يجريها السفير عن قرب ، إلا أن مصادر في هذه الجهة على ما يبدو ـ والكلام للمصدر ـ تعجلت وسربت أنباء عن هذه المفاوضات إلى الجانب الأمريكي الذي سربها إلى آخرين ، واعتبر المصدر أن هذه التسريبات كانت خطأ فادحا أدى إلى خلط الكثير من الأوراق وكشف تحركات السفير وأبعادها واستفز أطرافا إقليمية لها نفوذ كبير في الشأن العراقي ، وأضاف المصدر أن حوارات السفير المصري ومفاوضاته كانت تركز على النفوذ المتزايد لاستخبارات دولة مجاورة في الشأن العراقي ، المصدر العراقي أكد أن تحركات السفير قبل هذه التسريبات كانت آمنة تماما ، ولم يكن يستشعر أي تهديد من أي جهة ، حتى أنه لحظة اختطافه كان يحمل كل أوراقه الثبوتية ، بما في ذلك بطاقة الرقم القومي المصري الخاصة به ، رغم أنها غير مطلوبة لنشاطه الرسمي أو غير الرسمي في العراق ، مصادر مكتب هيئة علماء المسلمين في العراق أكدت أنها سوف تعلن عن المزيد من التفاصيل المهمة حول هذه العملية ومن باع السفير المصري لإحدى المجموعات ، خلال اليومين المقبلين ، يذكر أن اختطاف السفير المصري ظل غامضا عدة أيام دون أن تعلن أية جهة عن اختطافه ، حتى أعلنت في الأخير جماعة أبو مصعب الزرقاوي عن أن السفير المصري بحوزتها ثم أعلنت تاليا عن إعدامه ، وكان السفير الفقيد أحد خبراء الديبلوماسية المصرية في الشأن الإيراني وقد حصل على شهادة الدكتوراة عن رسالته عن الثورة الإسلامية في إيران .

يذكر أن الدبلوماسي المصري الذي اعلنت مجموعة ابو مصعب الزرقاوي الخميس الماضي انها قتلته اختطف في الثاني من يوليو الجاري بينما كان يسير بمفرده في شارع تجاري ببغداد.