أنت هنا

7 شعبان 1426
بغداد - المسلم

شنت القوات الأمريكية والعراقية الموالية لها فجر اليوم السبت، هجوماً واسعاً ضد مسلحين في المقاومة العراقية بمدينة (تلعفر) القريبة من الحدود العراقية السورية المشتركة، وفق ما أكدت مصادر أمريكية وعراقية.

وقالت مصادر رسمية عراقية: " إن القوات العراقية مدعومة بقوات أمريكية، شنت فجر اليوم هجوماً ضد المسلحين".
فيما قالت مصادر في قيادة الاحتلال الأمريكية بالعراق: " إن العمليات العسكرية الواسعة، تحاول اجتثاث المقاومة المسلحة، ووقف عمليات نقل الأسلحة والمجاهدين القادمين من سوريا إلى المدن العراقية".

وكانت قوات الاحتلال الأمريكية قد قصفت المدينة قبل أسبوع، عبر القنابل، في ضربة تمهيدية، استهدفت ترويع الساكنين، وإجبار المدنيين للنزوح عن المدينة، بغية إعادة احتلالها.
ورغم مرور أكثر من عامين على احتلال العراق، إلا أن مدينة تلعفر لا تزال تحت سيطرة المقاومة المسلحة، التي ألحقت الخسائر الواسعة ضد قوات الاحتلال الأمريكية.
وتسعى قوات الاحتلال الأمريكية هذه المرة إلى إعادة احتلال المدينة، وبسط سيطرتها عليها، بدعم من القوات العراقية التابعة للحكومة الموالية للاحتلال، وبحجة تطهير المدينة ممن أسمتهم "بالإرهابيين" وحاولت وصمهم بأنهم يقومون بترويع الأهالي وقتل المدنيين!

وقال (رئيس الوزراء العراقي) إبراهيم الجعفري: " إن القوات العراقية والأمريكية شنت هجوماً مشتركاً على مدينة تلعفر الشمالية للقضاء على المسلحين".
مشيراً إلى أنه وعند الساعة الثانية من قبل فجر السبت، وبناء على أوامر منه، باشرت القوات العراقية اجتياحها للمدينة، في محاولة للقضاء على المسلحين.

من جهته، قال (وزير الدفاع العراقي) سعدون الدليمي: " إن القوات العراقية والأمريكية قتلت أكثر 140 مسلحاً واعتقلت 197 آخرين خلال الهجوم الذي نفذته على مدينة تلعفر اليومين الماضيين".
مشيراً إلى أن القوات الحكومية مستعدة لضرب المسلحين في أربع مدن أخرى بشمال غرب البلاد.
ونقل عنه القول في مؤتمر صحفي: "إننا نقول للذين في الرمادي وسامراء وراوه والقائم إننا قادمون".
في إشارة إلى عملية عسكرية واسعة وطويلة الأمد، تحاول خلالها قوات الاحتلال الأمريكية إعادة احتلال المدن الواقعة بالقرب من الحدود السورية، مرة أخرى، ولكن هذه المرة عبر ضرب العراقيين بين بعضهم البعض!

وتقع تلعفر على بعد 400 كيلومتر شمال غرب العاصمة بغداد، وتقع غربي مدينة الموصل الشمالية وبالقرب من الحدود السورية.
وتزعم قوات الاحتلال الأمريكية والقوات العراقية منذ مدة طويلة أن تلعفر تستخدم ممراً لتهريب المعدات والمقاتلين الأجانب من سوريا، لمحاربة الحكومة العراقية التي يتزعمها الشيعة والأكراد وقوات الاحتلال الأمريكية في أنحاء البلاد.

من جانبه، حذر الميجر الأمريكي ريك لينش(من قيادة الاحتلال) الأسبوع الماضي من أن الولايات المتحدة تستعد للقيام بعمل عسكري "حاسم" في المدينة ضد المسلحين هناك.
قال لينش: " إن تقارير المخابرات تشير إلى أن نحو 20 في المئة من المقاتلين في تلعفر من الأجانب". مشيراً إلى أن القوات الأمريكية والعراقية تحاول القضاء على المقاومة المسلحة في البلدة منذ مايو الماضي، ولكنها فشلت حتى الآن.

وقد مشطت القوات شوارع المدينة وانتقلت من بيت إلى بيت، حسبما قالت وكالة أسوشييدبرس للأنباء، وأمكن سماع صوت الرصاص من إحدى المناطق بالمدينة القريبة من الحدود السورية،
وقد شهدت المدينة قتالاً شديداً وضربات جوية أمريكية خلال الأسبوع الماضي.

وتؤكد تقارير إعلامية ميدانية أن هذه العملية العسكرية هي أكبر عملية ضد المسلحين في العراق منذ الهجوم على الفلوجة العام الماضي.

وكان من المتوقع منذ فترة شن الهجوم على المسلحين في المدينة، وقد حثت الحكومة العراقية في وقت سابق سكان تلعفر، ويناهز عددهم 200 ألف نسمة، على مغادرتها.