أنت هنا

9 شعبان 1426
فلسطين المحتلة – وكالات

أحرق الفلسطينيون المعابد اليهودية في المستوطنات التي أخلتها قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد سنوات من المقاومة المسلحة، التي تكبد فيها الإسرائيليون خسائر فادحة. في وقت تضاربت الأنباء فيه حول مقتل فلسطيني بنيران القوات المصرية المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية.

وتدفق الفلسطينيون بأعداد كبيرة على المستوطنات المخلاة (خاصة مستوطنتي نيفيه ديكاليم وغاني تل ضمن تجمع غوش قطيف جنوب القطاع) منذ صباح اليوم الاثنين بعيد رحيل آخر جندي إسرائيلي في حوالي السابعة صباحا.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي هدم معظم مباني المستوطنات التي تحولت إلى ركام هائل اتجه الفلسطينيون من كافة الأعمار كبارا وصغارا وحتى بعض الجرحى والمقعدين إلى المستوطنات ليشاهدوا هذه الأرض المجهولة بالنسبة إليهم.

ولم تكد الدبابات الإسرائيلية تنهي انسحابها من مستوطنة كفار داروم وسط قطاع غزة حتى دخلها عشرات الشبان الفلسطينيين الذين سرعان ما انقضوا على المخلفات الإسرائيلية يحطمونه ويحرقونه.
وتجاوز نحو ثلاثين شابا رجال الشرطة والأمن الفلسطينيين الذين لم يسعهم سوى إفساح الطريق أمامهم, ليدخلوا إلى كنيس المستوطنة أحد الأبنية القليلة التي لم تهدم فيها,
واقتحم الشبان المبنى المستدير بأرضيته الرخامية والذي كان رئيس الوزراء ارييل شارون وضع لبنته الأولى.

وقالت مصادر الإعلام العالمية: "كان الناس يعبّرون عن غضبهم إزاء ما بقي من المستوطنة."
وصوتت الحكومة الإسرائيلية الأحد ضد هدم المعابد قائلة: " إن مصيرها سيبقى بأيدي الفلسطينيين".
غير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال: " إن المباني لم تعد معابد كما كانت من قبل وسيتمّ هدمها من أجل استخدام الأراضي التي أقيمت عليها لبعث مشاريع من أجل تحسين ظروف معيشة الشعب الفلسطيني".
وقال مسؤول فلسطيني: " إن السلطة الفلسطينية ستستخدم بعض المعابد كمراكز تجمعات، غير أنّه ليس هناك أي مخطط لحماية المعابد من أي فلسطيني يمكن أن يلحق ضرارا بها".
وهدم الفلسطينيون أركان معبد نتساريم ثمّ أشعلوا النيران فيها.

على صعيد آخر، أفاد شهود ومصدر طبي أن فلسطينيا قتل برصاص عناصر حرس الحدود المصريين في منطقة رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر. في وقت نفى فيه سليمان عواد (المتحدث باسم الرئاسة في مصر) أن يكون حرس الحدود المصري قد قتل أحد الفلسطينيين.
ونقلت مصادر إعلامية عن المصدر الطبي قوله: " إن نافذ عدنان عطية (34 عاما) قتل لإصابته في الرأس, وجرح آخر في الفخذ عندما تعرضا لإطلاق نار في المنطقة الحدودية من رفح".
وأفاد شهود عيان أن "حرس الحدود المصريين أطلقوا النار باتجاه أشخاص اقتربوا من السياج الفاصل" بين منطقة رفح والأراضي المصرية.

ويعد القتيل في حال ثبت خبر مقتله، أول ضحية يسقط بعد ساعات من انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وتسلم قوات الأمن الفلسطينية السلطة فيه.
وقالت مصادر إعلامية: " إن إطلاق النار وقع بعد أن شهدت المنطقة الحدودية تدفقا لعشرات الفلسطينيين باتجاه المنطقة العازلة التي أخلتها القوات الإسرائيلية صباحا".
وقال مراسل فرانس برس في المنطقة: " إن العشرات من الفتية تجاوزوا السياج الحدودي الأول في الجانب الفلسطيني إلى المنطقة العازلة".

يذكر أن الحكومة المصرية والإسرائيلية اتفقتا مؤخراً على نشر 750 جندي مصري على الحدود الفلسطينية المصرية المشتركة، بغية منع إدخال أية أسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.