أنت هنا

15 شعبان 1426
باريس - وكالات

تسربت معلومات استخباراتية في فرنسا عن احتمال إجراء صفقة بين دمشق وباريس على خلفية اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني) رفيق الحريري، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الإيطالية.

ونقلت الوكالة في خبر لها اليوم الأحد، عن مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى قوله: " إن اللواء آصف شوكت (رئيس الاستخبارات العسكرية في سوريا، وصهر الرئيس السوري) قد يحاول إقناع الفرنسيين بأن يكون ضمن صفقة يجري الحديث عنها في الأوساط الضيقة، فيما لو تم إثبات تهمة تورط النظام السوري في قضية اغتيال الحريري".
ورأى المصدر الفرنسي الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه في حال إثبات التورط السوري بالاغتيال فإن الفكرة الأولية "تقضي باتهام النظام السوري وتبرئة الرئيس بشار الأسد شخصياً"، وهي الصفقة "التي يحاول شوكت تشميل نفسه بها".
إلا أنه لم يصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية حول الموضوع.

واعتبر المصدر أن شوكت الذي زار فرنسا أكثر من مرة بشكل غير رسمي "ربما يحاول إقناع الفرنسيين بأنه هو الوحيد القادر على السيطرة على الأمن في سورية".

كما نقلت الوكالة عن معارض سوري (فضّل عدم ذكر اسمه) قوله: " إن شوكت وراء الحملة الأمنية التي بدأت مطلع العام الجاري وطالت ناشطين من أحزاب معارضة ومن لجان أهلية ومنظمات حقوقية"، واعتبرها "تصب في سياق الإيحاء للغرب أنهم أمام خيارين، التطرف أو السلطة البعثية الحاكمة، في ظل غياب (قمع) أي نوع من أنواع المعارضة".

وتأتي تعليقات الدبلوماسي الفرنسي إثر أنباء عن زيارة "خاصة" غير معلنة يقوم بها شوكت وزوجته وأولاده إلى فرنسا بدأت مساء الثلاثاء الماضي، وأكّد مصدر دبلوماسي سوري في فرنسا أن اللواء شوكت صهر الرئيس الأسد "على وشك العودة إلى دمشق"، فيما اعتبرت مصادر من الخارجية الفرنسية أنها "لا تملك معلومات خاصة حول هذا الموضوع"، وأنها "لا تعلق على الزيارات الخاصة التي يقوم بها مسؤولون أجانب".

وتأتي زيارة شوكت لفرنسا بعد يومين من مغادرة القاضي الألماني ديتليف ميليس (المكلف بالتحقيق في اغتيال الحريري) لدمشق التي قام بزيارتها عدة ساعات على أن يعود إليها في 20 الشهر الجاري للقاء مسؤولين أمنيين وسياسيين سوريين.
ويعد اللواء شوكت أحد دعائم النظام الأمني في سورية بعد أن تم تعيينه في يونيو الماضي رئيساً للاستخبارات العسكرية، وتم تعيين رؤساء لفروع الأمن الأخرى من المقربين له.
وتتوقع بعض الأوساط المراقبة أن يكون شوكت بين من سيلتقيهم رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الأسبوع القادم.