أنت هنا

16 شعبان 1426
بغداد - وكالات

أكدت القوات البريطانية أنها قوات احتلال عبر قيامها باقتحام سجن في مدينة البصرة العراقية وإطلاق سراح اثنين من البريطانيين، بعد ساعات على اعتقالهم لقيامهم بإطلاق النار على الشرطة العراقية.
ووصفت مصادر عراقية حكومية التصرف البريطاني بأنه همجي وغير مسؤول، فيما وصف مراقبون سياسيون هذه الخطوة بأنها تعبير عن حقيقة أن البريطانيون والأمريكيون هم قوات احتلال، وليست قوات تحرير كما تدعي.

وحررت القوات البريطانية في جنوب العراق الجنديين البريطانيين بعد أن كانت الشرطة العراقية قد اعتقلتهما في وقت سابق من مساء أمس الاثنين في مدينة البصرة، بعد إطلاقهما النار على قوات الشرطة العراقية.

وقالت الشرطة العراقية: إن الجنديين كانا مرتديين لملابس عربية ومسلحين وعثر بحوزتهما على متفجرات وقت اعتقالهما.
من جهته، أدان مسؤول عراقي التصرف الذي وصفه بـ"البربري والهمجي وغير المسؤول"، بينما اكتفى (وزير الدفاع البريطاني) جون ريد بتأكيد "إطلاق سراح" العسكريين دون الخوض في التفاصيل.

وتثير الحادثة العديد من التساؤلات بشأن مدى السيادة والسلطات الممنوحة للحكومة الانتقالية العراقية في أعقاب تسلمها السلطة من قيادة قوات الاحتلال العام الفائت، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ويرى العديد أن الحادث، الذي يعد محك اختبار حقيقي وعلني للحكومة العراقية، يعكس مدى السلطات التي تتمتع بها هذه الحكومة، وكيفية تعامل القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها.

وأدان (محافظ البصرة) محمد الوايلي الحادثة التي قال: "إن قوة من عشرة من الجنود البريطانيين مدعومة بالمروحيات العسكرية هاجموا السجن المركزي ودمروه.. إنه تصرف غير مسؤول وعمل بربري وهمجي".

ومن جانبه أكد وزير الدفاع البريطاني في وقت متأخر الاثنين "إطلاق سراح" اثنين من العسكريين البريطانيين، قائلاً: "أوكد أن اثنين من الجنود البريطانيين ، تم اعتقالهما في وقت سابق من قبل الشرطة العراقية، ثم أُطلق سراحهما وانضما لبقية قواتنا."
وادعى ريد إن الجنديين أطلق سراحهما عقب "مفاوضات"!

وأكدت وزارة الداخلية العراقية في بيان رسمي قيام القوات البريطانية باقتحام المخفر وإطلاق سراح البريطانيين الموقوفين فيه.
كما أكدت السفارة البريطانية في بغداد أن الموقوفين البريطانيين الآن في أيدي القوات البريطانية بالبصرة.

وقال شهود عيان: " إن الدروع البريطانية هدمت جدران المخفر، وإن زهاء 150 من السجناء الآخرين قد استغلوا الموقف ولاذوا بالفرار بينما قام الجنود البريطانيون باقتحام المبنى وأخلوا سبيل زميليهم".
واعترفت وزارة الدفاع البريطانية بأن جداراً من جدران المخفر هدم عندما حاولت القوات البريطانية "استلام" الرجلين من الشرطة العراقية التي اتهمتهما بفتح النار على رجالها.
إلا أن مصادر بالداخلية العراقية قالت: " إن ستة دبابات بريطانية استخدمت لتدمير الجدار في عملية استعراض للقوة".