أنت هنا

21 شعبان 1426
بغداد - وكالات

نقلت مصادر إعلامية غربية اليوم السبت، عن ضابط وجنديان أمريكيان خدموا في العراق، مشاهد من طرق وأساليب التعذيب التي قام بها جنود الاحتلال الأمريكي بحق السجناء العراقيين في الفلوجة وبغداد وغيرها.
وقال الضابط الأمريكي برتبة كابتن (رقيب)، والجنديان برتبة سارجنت (رقيب) في تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) أمس الجمعة: " إن السجناء العراقيين المحتجزين قرب الفلوجة غربي العاصمة العراقية بغداد كانوا يضربون بمضرب البيسبول ويكومون في أشكال هرمية ويحرمون من الطعام والمياه ويجبرون على الوقوف في أوضاع مؤلمة حتى يغشى عليهم".
وأضاف الكابتن الذي خدم في العراق وأفغانستان أن الانتهاكات كانت تحدث دائماً بموجب أوامر أو بموافقة الضباط الكبار.

وأضاف أنه سعى على مدى 17 شهراً لنقل المخاوف بخصوص الانتهاكات بحق المعتقلين إلى قادته من خلال التسلسل القيادي العسكري كما سعى للحصول على توجيه أكثر وضوحاً بخصوص معاملة هؤلاء المعتقلين، وتابع أن القادة أبلغوه أن يغض الطرف عن ذلك وأن جهوده تلك قد تضر بوظيفته.

ونقلت وكالة رويترز عن الضباط الثلاثة الذين لم يعرفهم التقرير بالاسم أو بالموقع في الجيش، قولهم: " إن جنوداً بالفرقة 82 المحمولة جواً في قاعدة عمليات أمامية قرب الفلوجة هم الذين ارتكبوا الانتهاكات بحق السجناء".

كما نقلت الوكالة عن بول بويس (المتحدث باسم الجيش الأمريكي) قوله: " إن المحققين الجنائيين بالجيش تحدثوا إلى الكابتن الذي وصفه بأنه ضابط غير معرف بالاسم وفتحوا تحقيقاً في ادعاءاته بأنه شاهد أو سمع بوقوع إعمال انتهاكات بحق المعتقلين أثناء خدمته في العراق وأفغانستان."
وهذه الرواية للأحداث التي وقعت في القاعدة في المدة من صيف عام 2003م وحتى ربيع عام 2004م تشبه انتهاكات كانت تحدث في نفس الوقت تقريباً في سجن أبو غريب بضواحي بغداد.

وقال جندي برتبة رقيب في تصريح له بالتقرير: "كنا نوجه لهم لكمات في الرأس والصدر والأقدام والمعدة ونطرحهم أرضاً ونلقي القاذورات عليهم. كان ذلك يحدث كل يوم".
ويضيف "القيادة لم تقدم توجيهاً واضحاً لذا توسعنا في ذلك. ...سمعنا شائعات بأن (سجناء) يموتون لذا كنا حذرين. حافظنا على ألا يتعد الأمر كسر أذرع وأقدام".
وأضاف "ما فعلناه كان خطأ.. لكننا في ذلك الوقت فعلنا ما كان ينبغي أن نفعله. كل شيء فعلناه كان مقبولاً.. الجميع أداروا رؤوسهم ".

وقال الكابتن في التقرير: "شاهدت انتهاكات كنت أعرف وقت وقوعها أنها مخالفة لمعاهدات جنيف لكنني كنت تحت تأثير الانطباع بأن ذلك كان سياسة أمريكية في ذلك الوقت".

وقالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان: " إن الاتهامات التي جاءت بالتقرير تناقض مزاعم إدارة الرئيس جورج بوش بأن الانتهاكات بحق المعتقلين على يد القوات الأمريكية لم تكن منظمة أو سياسة سارية".