دعا (رئيس الوزراء الدنماركي) اندرس فوغ راسموسن، ممثلي جمعية إسلامية جديدة تحمل اسم (المسلمون الديموقراطيون)، إلى اجتماع اليوم الاثنين، في محاولة لتطويق الأزمة التي اشتعلت بعد نشر إحدى الصحف اليمينية المتطرفة رسومات كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد _صلى الله عليه وسلم_.
وجاءت دعوة راسموسن لممثلي الجمعية الجديدة بعد رفضه مقابلة قيادات إسلامية ودبلوماسية عربية لبحث الأزمة، في إشارة إلى وجود دعم حكومي مسبق لهذه الجمعية الإسلامية (!)، والتي أعلنت منذ البداية نيتها في الدفاع عن الدنمرك، قبل الخوض في مشكلة نشر الرسوم المسيئة للنبي المصطفى _صلى الله عليه وسلم_.
وقال فتحي العبد، أحد مؤسسي جمعية (المسلمون الديموقراطيون) والتي تشكّلت قبل أسبوع واحد فقط(!): "إن هدفنا هو أن نظهر أن هناك الكثير من المسلمين في الدنمارك الذين يشعرون بالحزن؛ لأن بلدهم أصبح موضع إدانة في الخارج، ويسعون إلى الحوار وليس إلى المواجهة"
في محاولة منه لإظهار المسلمين في الدنمرك على أنهم مهتمون بالضغوط المفروضة على بلدهم، بدل اهتمامهم بالإساءة للرسول الكريم.
وكانت قيادات إسلامية حقيقية في الدنمرك، أكدت ولا تزال، على أولوية تقديم اعتذار رسمي من قبل الحكومة الدنمركية للإساءة الحاصلة بحق الرسول المصطفى، مؤكدة على أنها تعاني من التمييز العنصري في بلد تشكّل فيه ثاني أكبر أقلية دينية.
وكشف القيادي في الجمعية الجديدة، أن جمعيته تضم (700) مسلم فقط، في وقت يشارك فيه (2400) دنماركي من طوائف أخرى(!)، ما يشير إلى أنه الجمعية ليست إسلامية.
كما كشف عن أن جمعيته الجديدة، التي حصلت على طلب من رئيس الوزراء الدنمركي لمقابلة قيادتها، قد تلقّت دعماً مالياً كبيراً من قبل الشركات والأفراد، ما يظهر مقدار الأهمية التي تتميّز بها هذه الجمعية فيما يتعلق بالسياسية الدنمركية الرامية إلى تطويق الأزمة بين المسلمين دون تقديم أي اعتذار للإساءة.
كما غمز العبد في القيادات الإسلامية الحقيقية في الدنمرك، والتي سعت لكشف حقيقة ما يجري في بلادهم لدول عربية وإسلامية، مقدمين الهمَّ الإسلامي على الانتماء للدولة الغربية النصرانية، حيث قال: "نريد أن نؤكد أيضاً أن الدنمارك ليست عنصرية ولا معادية للإسلام، كما يحاول أن يروج البعض"، في إشارة إلى وفدين من أئمة دنماركيين زاروا مصر ولبنان في ديسمبر، للحصول على دعم السلطات الدينية في البلدين. لإدانة الجو المعادي للمسلمين في الدنمارك.
من جهته، حاول مكتب رئيس الوزراء الدنمركي الادعاء أن هذه الجمعية تمثل المسلمين في البلاد، حيث قال في بيان له أمس: "إن الهدف من الاجتماع، إقامة حوار مع الدنماركيين من الطائفة الإسلامية حول الوضع الراهن، وسياسة الاستيعاب!"، وأوضح أن هذه الجمعية الجديدة سترسل وفداً يضم 12 شخصاً هم ستة رجال وست نساء(!!) إلى الاجتماع الذي سيعقد في مقر الحكومة في مارينبورغ شمال كوبنهاغن.