أنت هنا

16 محرم 1427
نيويورك - المسلم

نشر خبراء في الأمم المتحدة تقريراً خجولاً يتّهم الولايات المتحدة، بممارسة (أفعال ترقى إلى درجة انتهاك حقوق الإنسان) في معتقل غوانتانامو(!)، بعد جملة الفضائح التي كشفتها مصادر إعلامية وسجناء سابقون في المعتقل الإرهابي الأمريكي.

وقالت مسودة تقرير أعده خمسة من خبراء لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ونشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايم): "إن بعض المعاملات الأميركية للمعتقلين في القاعدة العسكرية بكوبا تصل إلى حد التعذيب!!".
ويتجنّب التقرير الصادر من الأمم المتحدة (إحدى المنظمات الدولية المسيّرة من قبل الأمريكيين) توجيه اتهامات حقيقية للولايات المتحدة، وفضح الممارسات التي تتخطى حدود التعذيب إلى درجة القتل المقصود والبطيء، والانتهاكات الجسدية والنفسية والدينية للمعتقلين هناك.

وجاء في التقرير أن السلطات الأميركية انتهكت حقوق حوالي 500 سجين جسديا وذهنيا، مشيراً إلى أن من بين هذه الممارسات الإطعام القسري للمضربين عن الطعام عبر الأنابيب، والاستخدام الموازي لعدد من تقنيات الاستنطاق كالسجن الانفرادي طويل الأمد، وتعريض السجناء للضجيج والضوء ولدرجات حرارة لا تطاق! دون الإشارة إلى الممارسات الأخرى التعذيبية، كالضرب المبرح والتقييد لساعات وأيام بوضعية معينة، والمضايقات الجنسية، وتمزيق المصحف الشريف أمام أعين المعتقلين، والحرمان من النوم أو الماء لأوقات طويلة، وغيرها من المعاملات التي كشف عنها معتقلون سابقون في غوانتانامو.

ونقلت الصحيفة عن مانفريد نواك (أحد المحققين الخمسة الذين وضعوا التقرير) قوله: "إننا ندرس بدقة كل الحجج التي قدمتها الحكومة الأميركية، غير أننا استنتجنا أن الموقف في العديد من النقاط ينتهك القانون الدولي والمعاهدة حول حقوق الإنسان والتعذيب".
كما أوصى التقرير الولايات المتحدة بإغلاق المعتقل، وإعادة النظر في كافة أساليب التحقيق الخاصة التي تنتهجها وزارة الدفاع الأميركية.

وكان المحققون الخمسة طالبوا بزيارة المعتقل الأمريكي الإرهابي، إلا أن الموافقة الصادرة من وزارة الدفاع الأمريكية، اشترطت الزيارة بدون مقابلة المعتقلين، ما دعا الخبراء للاحتجاج وعدم الذهاب إلى هناك.