أنت هنا

26 صفر 1427
واشنطن - وكالات

أكدت مصادر أمريكية مطلعة أن المحادثات الإيرانية - الأمريكية بدأت بالفعل الأسبوع الماضي في مقر سفارة دولة أوروبية حليفة للولايات المتحدة في بغداد. دون ذكر اسم السفارة، ضماناً لسرية وأمن المفاوضات.

وقالت المصادر الأمريكية: " إن الدعوات إلى مباحثات ثنائية قد لاقت تجاوباً بين الأطراف، وإن المباحثات قد بدأت بالفعل منذ الأسبوع الماضي".
وكان الجانبان قد وضعا جدول أعمال اتفقا على نقاطه الأساسية في خطوطها العامة خلال اتصالات تمهيدية أدارها (سفير واشنطن في العراق) زلماي خليل زاده، وانحصر الجدول بالفعل في القضية العراقية وحدها دون الخروج عنها. ورافق الاستعداد لبدء المفاوضات تشكيل فريق عمل تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية ويضم ممثلين عن جهات أخرى لمتابعة تطورات عملية التفاوض خطوة بخطوة.

وعرف أن جدول الأعمال تضمن تبادل إيضاح موقف إيران والولايات المتحدة من تطورات العملية السياسية في العراق ومن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، كما تضمن جدول الأعمال نقاطاً جوهرية تتعلق بوجود ميليشيات مسلحة ذات صلة بإيران في العراق وبشرح نوايا الولايات المتحدة المستقبلية بشأن وجود قواتها هناك أو بناء قواعد عسكرية.
كما تضمن الجدول ما وصفته مصادر واشنطن بالتواجد المؤثر للمخابرات الإيرانية في العراق وفي بعض الوزارات بصفة خاصة وذلك عبر شبكات من عناصر عراقية فضلاً عن تبادل إيضاح المواقف بشأن قضية الفدرالية وما قيل عن مطالبة قوى سياسية في جنوب العراق بحصول ذلك الإقليم على حق الحكم الفدرالي الخاص به.

وفيما نفت مصادر واشنطن وجود احتمال - في المرحلة الحالية على الأقل - لتطور المباحثات كي تتناول قضايا أخرى غير قضية العراق بسبب الحذر الأمريكي من أن تستخدم طهران هذه المباحثات لكسب الوقت على مضمارها النووي وإبطاء التحرك الدولي بهذا الصدد فإن معلقين أمريكيين أعربوا عن اعتقادهم بأن المباحثات لابد ستتناول قضايا أخرى - إذا نجحت مرحلتها العراقية - مثل قضية أفغانستان ولا سيما بعد رصد دخول المخابرات الإيرانية "على الخط" هناك ربما لزيادة أوراقها التفاوضية، ومثل أوضاع الشرق الأوسط ولاسيما فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية وبسوريا التي أوضح نائب رئيسها للمسؤولين الإيرانيين موقف بلاده في زيارة خاطفة لطهران لعرضه إذا ما تطرقت إليه المباحثات.

وقالت مصادر أمريكية: " إن المرحلة الأولى من المباحثات الإيرانية - الأمريكية حول جدول الأعمال المشار إليه لن ترمي إلى الاتفاق حول تلك النقاط ولكن إلى فهم كل طرف لمواقف الطرف الآخر من كل نقطة سيتناولها النقاش بوضوح شديد حتى يتسنى إبعاد الافتراضات غير الدقيقة".