أنت هنا

6 جمادى الثانية 1427
المسلم-رفح:

في رد فعل عفوي يحمل الكثير من البراءة لكنه في الوقت نفسه يعلن الكثير من السخرية والاستهزاء الممزوجين بالتحدي والصمود، قرر أطفال رفح مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي أطلق عليه "أمطار الصيف" بطريقتهم، حيث تظاهروا بالقرب من مطار عرفات الدولي الذي تسيطر عليه القوات الصهيونية حالياً وهم يرتدون القبعات ويحملون المظلات.
ولـم تمنع تحذيرات جيش الاحتلال بإطلاق النار صوب كل من يحاول الاقتراب من محيط مطار ياسر عرفات الدولي الخاضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، الأطفال من تنفيذ ما جاؤوا من أجله، حيث تجمع عشرات الفتية والأطفال حاملين في أيديهم الـمظلات، وواضعين على رؤوسهم قبعات، في تحد للتهديدات بتنفيذ عملية "أمطار الصيف".
وقد ردد الأطفال شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي الـمتواصل، الذي أسفر عن قتل وإصابة عدد كبير منهم، كما طالبوا الاحتلال بالكف عن تنفيذ الغارات الوهمية في أجواء القطاع، نظرا لـما تسببه من حالات رعب وهلع في نفوس الأطفال.
و رد جنود الاحتلال الذين فوجئوا بالمسيرة الطفولية بإطلاق النار في الهواء، وفي محيط الـمنطقة التي تجمع فيها الأطفال، لإجبارهم على الرحيل من الـمكان، مما اضطرهم لـمغادرة الـمنطقة عائدين إلى وسط الـمدينة، وتمنى أمير بريكة (أحد أطفال البرلـمان الـمشاركين في الـمسيرة)، أن تكون الرسالة وصلت إلى دول العالـم الـمتحضر، على حد تعبيره.
وأشار بريكة إلى أن عملية أمطار الصيف الإسرائيلية، لا تهدف إلى إطلاق سراح الجندي الأسير حسب زعم قادة الاحتلال، بل إلى إلحاق الأذى بالفلسطينيين وترويع الآمنين من الأطفال والنساء. وقال: إذا أرادت إسرائيل إطلاق سراح الجندي فعليها اللجوء للتفاوض، ومبادلته بأسرى.
يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها الأطفال الفلسطينيون في تظاهرات، فقد شاركوا في الـمسيرة السلـمية التي نظمت في الثامن عشر من مايو من العام 2004، التي كانت متوجهة إلى حي تل السلطان الـمحاصر وقت ذاك، بهدف إيصال الغذاء والدواء وحليب الأطفال لسكانه، غير أن الدبابات والطائرات الإسرائيلية قصفتهم قبل وصولهم الحي، مما أسفر عن وقوع أكثر من عشرة شهداء، معظمهم من الأطفال، إضافة إلى نحو 60 جريحا.