أنت هنا

6 جمادى الثانية 1427
دمشق - المسلم

كشف عشرات العلماء في سوريا أول أمس، عن وجود خطة تآمرية ضد التعليم الشرعي في البلاد، تقوم بها وزارة التربية والتعليم، وتستهدف التعليم الشرعي السني بالدرجة الأولى، في رسالة تم توجيهها إلى (الرئيس السوري) بشار الأسد.

وقالت مصادر سورية: " إن الرسالة التي وقّع عليها 39 من علماء سورية، من بينهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والشيخ صلاح كفتارو والشيخ وهبة الزحيلي تضمنت معلومات موثقة عن خطة تآمرية تهدف إلى تجفيف منابع التعليم الشرعي السني في سوريا".

وجاء في الرسالة التي وجهّت للرئيس السوري قبل لقاء جمعه مع بعض الموقعين على البيان يوم الجمعة الماضي: " يبدو أن هنالك من يحاول إبراز التآمر على أخلاق هذه الناشئة ودينها، في مظهر التدبير لشأنها، والاهتمام بمصالحها، وهي في الحقيقة مؤامرة تحاك خيوطها منذ قرابة عامين".

وقالت الرسالة "إن الحوزات الشيعية ماضية في تجاهل هذا التعميم (من وزارة التربية) مصرة على عدم الاستجابة له، ومدارس الشويفات تضيف إلى منهاج المرحلة الأساسية ما تشاؤه من الزيادات في الساعات والمقررات، والمدارس التبشيرية الأجنبية ماضية في مناهجها الخاصة بها وأساليبها التربوية دون أي معارضة ولا إشكال".
وتساءل الموقعون: "ترى ما هي الحكمة من أن ينزل هذا البلاء برأس المعاهد والثانويات الشرعية وحدها؟ وأن تمضي هذه الخطة في التطبيق على التربية الدينية عموماً ومناهج التعليم الشرعي خصوصاً حتى الاختناق؟ وماذا لو فضحنا الخفايا واستشهدنا بما يعرفه بعض موظفي وزارة التربية من رسم خطة تآمرية مقصودة للإطاحة بدين هذه الأمة وثقافتها الإسلامية وتراثها الشرعي؟".

ورأت الرسالة أنه "من الممكن تنفيذ الهدف الرامي إلى إحداث المرحلة الأساسية مكونة من حلقتين الابتدائي والإعدادي، وتدريس مقرراتها كاملة، دون الحاجة إلى حذف المقررات الشرعية التي يكلف بها طلاب المعاهد والثانويات الشرعية من حلقة الإعدادي فيها، وتلك هي الحال في مدارس الشويفات، تدرس فيها مقررات المرحلة الأساسية مضافاً إليها زيادات غير موجودة في مدارس الدولة، ولم يعترض أحد على تلك الزيادات ولم تطالب إدارة تلك المدارس بحذفها".

ورأى الموقعون أن "الخطة المرسومة في وزارة التربية تهدف إلى تجفيف روافد الثانويات والمعاهد الشرعية ثم القضاء عليها، وذلك لأن الطالب إذا تجاوز الحلقة الثانية من المرحلة الأساسية بعيداً عما لا بد منه من المقررات الشرعية الممهدة فإنه لن يجد ما يدعوه تربوياً ولا ثقافياً إلى التحول إلى الدراسة الشرعية ولسوف يختار ما هو أمامه من الفرع العلمي أو الأدبي وبذلك يتم القضاء على المعاهد والثانويات الشرعية من حيث هي".

وأوضح الموقعون أن "تسكين الهياج القائم اليوم في صدور الآباء والأمهات لهذا البلاء الذي فوجئوا به عن طريق الوعد بإحداث معاهد شرعية متوسطة ألعوبة لا تنطلي على أحد ولا يمكن لها أن تخدر المشاعر أو أن تبرد لظى هذا الهياج". ورأوا أن "المقصد الذي لا بديل عنه ولا تعيض عنه كنوز الدنيا أن تتوفر لأولاد هذه الأسر في مرحلة المراهقة ضمانات التربية الدينية والسلوك الأخلاقي الأمثل، وإنما ميقات ذلك الحلقة الأولى في منهاج المعاهد والثانويات الشرعية يليها ما تتممها من الدراسات الشرعية اللازمة في الحلقة الثانية. وإذا زج بالتلامذة في مرحلة المراهقة داخل تيار الضياع الأخلاقي وبين أمواج النزوات النفسية فهيهات للمعاهد المتوسطة أن تصلح فساداً أو أن تقوم أي اعوجاج".

وتضيف الرسالة: "من المعلوم أن معظم المدارس الابتدائية وما كان يسمى بالإعدادي في الأرياف وضواحي المدن مدارس مختلطة وقد كانت الأسر المحافظة المقيمة في تلك الأماكن تفر بأولادها من آفات الاختلاط وآثاره الشائنة إلى الثانويات أو المعاهد الشرعية بدءاً من المرحلة الإعدادية، ولكن الخطة التأمرية ترمي اليوم إلى سد هذا السبيل في وجوه الأسر وإنما الأداة إلى ذلك إلغاء المرحلة الإعدادية من المعاهد والثانويات الشرعية (وكم وكم جرى التآمر بهذا الهدف وراء الكواليس) وهكذا تجبر هذه الأسر على زج أولادها في بؤر الفساد الأخلاقي والجنوح إلى الموبقات ولعل واقع المخدرات من أهونها. وإننا لنعلم أن مناحات تقوم اليوم في كثير من البيوتات التي ترى الموت أقل مرارة من أن تبصر بأم عينها الهلاك الأخلاقي الذي سيحيق بأبنائها وبناتها بعد التعب الذي بذلوه في تربيتهم".



وقد وقع على الرسالة كل من: الشيخ محمد الفاتح الكتاني، الحافظ الشيخ محيي الدين الكردي، الشيخ محمد كريم راجح (شيخ قراء بلاد الشام)، الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الدكتور وهبة الزحيلي، الشيخ عبد الرزاق الحلبي، الدكتور محمد محمد الخطيب (وزير الأوقاف الأسبق)، غسان النحاس (عضو مجلس الشعب)، الدكتور محمد عجاج الخطيب، الدكتور مازن المبارك، الشيخ صادق حبنكة، الشيخ محمد ديب الكلاس (الشهير بالشيخ أديب)، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي، الشيخ محمد علي الشقيري، الشيخ صلاح الدين أحمد كفتارو، الشيخ محمد زياد الحسني الجزائري، الدكتور محمد راتب النابلسي، الحافظ الشيخ محمد سكر، الحافظ الشيخ شكري اللحفي، الحافظ الشيخ بكري الطرابيشي، الحافظ الشيخ محمد نعيم عرقسوسي، الشيخ أسامة الخاني، الدكتور توفيق محمد سعيد رمضان البوطي، الدكتور عبد العزيز الخطيب الحسني الجزائري، الداعية الأستاذ أحمد معاذ الخطيب الحسني الجزائري، الأستاذ عبد الهادي الطباع، الشيخ حسن وحود، الدكتور محمد عبد اللطيف فرفور، الشيخ هاشم العقاد، الأستاذ سعيد الحافظ، الدكتور محمد سامر النص، الأستاذ ضياء الدين خطاب، الشيخ محمد هشام سعيد البرهاني، الشيخ نزار الخطيب، الشيخ الدكتور مصطفى الخن، الدكتور عماد الدين الرشيد، الأستاذ بديع السيد اللحام، الدكتور بشير العمر.