أنت هنا

7 جمادى الثانية 1427
المسلم-فلسطين المحتلة:

لا يقتصر المشهد اليومي في غزة على البندقية وإرادة المقاومين الفولاذية، إذ يضم إلى جانب ذلك مشاهد مروعة للمعاناة اليومية لنساء وأطفال أبرياء تحت سمع العالم وبصره، فهناك نحو 200 ألف أسرة فلسطينية في قطاع غزة مازالوا بلا كهرباء، في صيف غزة الساخن وما يتضمنه ذلك من توقف ثلاجات 179 ألف أسرة عن العمل وفساد ما بها من مأكولات؛ في حين لا تكفي السلع الغذائية الأساسية التي بحوزة الغزاويين، في أحسن الأحوال، لأكثر من أسبوعين، وستفقد 170 ألف أسرة مصدر الوقود للطبخ خلال أسبوع.
ووفقا لبعض المصادر، وفي ما يتعلق بالتكاليف الإضافية اليومية على الأسر في غزة، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي والتزود بالمياه، فإن ثمن الشموع ومصادر الإنارة البديلة، تكلف الأسر الفلسطينية أكثر من نصف 111 ألف دولار يوميا.
وذكر رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن هناك 22 مستشفى في قطاع غزة بلا كهرباء أو تعتمد على مصادر بديلة للتزود بالكهرباء، في ظل نفاد الوقود المستخدم في التشغيل.
وفي هذا السياق فان 200 عملية جراحية يوميا لن يتم إجراؤها، وهناك 250 شخص مصاب بالفشل الكلوي حياتهم مهددة بالخطر نتيجة تعطل وحدات غسيل الكلى.
وأكد أن حوالي 2400 أسرة فقدت مصدر دخلها الرئيسي لصيد الأسماك نتيجة الحصار البحري المفروض على غزة، كما سيتكبد الصيادون خسائر يومية فادحة، ويحرم قطاع غزة من التزود بما يعادل 30 طناً من السمك يومياً، إضافة إلى خسائر الصيادين من خطورة فقدان مراكب الصيد الموجودة في عرض البحر، والتي تقدر بحوالي 300 مركب.
وذكر تقرير إحصائي فلسطيني أن هناك ما لا يقل عن 30 ألف طفل فلسطيني يعانون من سوء التغذية المزمن. وتوقع أن تتفاقم مشكلة سوء التغذية المزمن نتيجة ارتفاع نسبة الإسهال جراء تلوث المياه والأغذية، كما أن أكثر من 50 ألف طفل سيعانون من الأحلام والكوابيس المزعجة، و80 في المئة من أطفال غزة فقدوا مصادر الترفيه وقضاء الوقت نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وغياب الأمن .
من جانبها قالت الأمم المتحدة إن 25 ألف فلسطيني يمكن أن ينزحوا من منازلهم في شمال غزة وحده إذا ما شنت قوات الاحتلال هجوما واسع النطاق على الشريط الساحلي ذي الكثافة السكانية، لكن لا أحد يعرف إلى أين سيتجهون في ظل وجود قوات الأمن المصرية بكثافة على الحدود وعدم سماحها لأي فلسطيني بالدخول، في خطوة بررها بعض المراقبين بعدم إعطاء إسرائيل الفرصة لتهجير جديد للفلسطينيين على غرار ما حدث في النكبة الأولى عام 1948 .