أنت هنا

14 جمادى الثانية 1427
المسلم-وكالات:

أوردت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية أمس نقلاً عن وثائق حكومية عراقية أن الفساد يتفشى في صفوف الشرطة العراقية، وضباطها متورطون في حالات خطف وقتل واغتصاب سجينات. وذكرت الصحيفة أن الوثائق السرية لوزارة الداخلية العراقية تستند إلى أكثر من 400 تحقيق في حالات فساد داخل الشرطة، وأن مسؤولين حاليين وسابقين في الشرطة صادقوا عليها.

ويؤكد أحد هذه التحقيقات أن مدير سجن في بغداد أقدم في أغسطس 2005 على اغتصاب سجينة، فيما قام ضابطان بتعذيب سجينتين أخريين واغتصابهما. وتتواصل أربعة تحقيقات على الأقل في مقتل 15 سجيناً من جانب وحدات قتالية تابعة للشرطة.

وكشفت الوثائق السرية عن حقائق شملت عمليات تعذيب واغتصاب للسجناء والسجينات، وإطلاق المعتقلين الشيعة مقابل رشا، والمشاركة في عمليات اغتيال، ومساعدة المليشيات الشيعية علي القيام بهجمات وتفجيرات.

وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز التي حصلت علي الوثائق أن تقييما أجراه مؤخرا قسم المتعاقدين لتدريب قوات الشرطة العراقية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يؤكد ما ورد في الوثائق التي أكدت أن ضباط الشرطة العراقية أقدموا على ضرب عدد من السجناء حتى الموت، وتورطوا في شبكات للخطف مقابل فدية، وسرقوا وزوروا آلاف جوازات السفر العراقية، ومرروا معلومات أمنية حيوية إلى المليشيات الشيعية.

وتطال التهم المذكورة في التقارير والوثائق عشرات وحدات الشرطة ومئات الضباط ومن ضمنهم عناصر شرطة في الخدمة وجنرالات ورؤساء دوائر شرطة.


وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت العام 2006 عن اكتشاف قيام شبكة من مسؤولي الشرطة العراقيين بإدارة منشأة اعتقال سرية خارج بغداد بالاشتراك مع ميليشيا شيعية، وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع في العراق، طلب عدم الكشف عن اسمه، في مقابلة مع لوس أنجلوس تايمز الشهر الماضي: إن محمود وائلي وهو مسؤول جهاز الاستخبارات في كتائب بدر، وهي ميليشيا شيعية، هو أحد كبار المسؤولين عن تجنيد عناصر لقوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية .

واتهمت الوثائق وزير الداخلية الشيعي السابق بيان صولاغ، الذي كان في منصبه عند إجراء التحقيقات المذكورة في الوثائق، بالسماح لمقاتلي الميليشيات الشيعية بالتغلغل في صفوف القوات الأمنية.

وتفصل هذه الوثائق وقائع جرائم تعذيب وقتل علي يد عناصر من الشرطة بشكل مستمر تقريبا.
وأشارت الوثائق الي أن عناصر الشرطة في منطقة الرصافة في بغداد عذبوا المعتقلين بالكهرباء والضرب المبرح وفي حالة واحدة الاغتصاب، بينما كان الإفراج مكافأة لمن يقدر أقاربه وعائلته علي دفع رشوة للضباط المسؤولين.

وكشفت عن تعرض السجينات للاغتصاب، وأظهرت قيام آمر سجن في منطقة الكرخ باغتصاب سجينة كان يعتقد أنها من قوات المتمردين في آب (أغسطس) الماضي كما قام ملازمان في الشهر ذاته باغتصاب سجينتين أخريين.

واتهمت الوثائق العميد عادل غيدان، قائد الشرطة السابق في محافظة ديالي بمصادرة أملاك المواطنين بطريقة غير شرعية واستغلال النفوذ ودفع رواتب لموظفين وهميين.

واتهمت الوثيقة العميد احمد محمد الجبوري، رئيس الشرطة السابق في محافظة نينوي بتأليف قوات شرطة خاصة له يبلغ تعدادها 1400 شخص وتتبع أوامره الخاصة وليس أوامر وزارة الداخلية. كما أمر باعتقال حوالي 300 عراقي لأشهر من دون تهم وانفق آلاف الدورات علي ولائم وحفلات باذخة وأهمل جهود مكافحة الإرهاب للتركيز على اعتقال تجار السيارات.
ولفتت الوثائق إلي أن الجبوري قام بمصادرة معظم سيارات هؤلاء وبيعها لربحه الشخصي كما أهدي عددا آخر لأصدقائه.