أعربت إيران اليوم عن أسفها لبيان مجلس الأمن الدولي الصادر أمس بشأن البحارة البريطانيين المعتقلين لديها منذ الجمعة الماضية والذي أعرب فيه عن أسفه وقلقه العميق لاستمرار الأزمة، وطالب طهران بالسماح لمسؤولين بريطانيين بالاجتماع مع الجنود.
وفي بيان صدر عن ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة أوضحت إيران أن "بيان المجلس لا ينسجم مع صلاحياته وأنه تم استغلال المجلس لأغراض خاصة" .
وأكد البيان الرواية الإيرانية التي تشير إلى اعتقال البحارة البريطانيين في المياه الإقليمية الإيرانية وليس في المياه العراقية كما زعمت الرواية البريطانية .
وأشار البيان إلى إمكانية حل هذا الموضوع عن طريق الحوار الثنائي وليس من خلال الطرق الأخرى، حيث جاء فيه: إن "هذه القضية يجب أن تحل من خلال القنوات الثنائية وأن محاولة الحكومة البريطانية إقحام أطراف أخرى، بما فيها مجلس الأمن، لن يكون مفيدا".
من جهة أخرى أكدت وكالة الأنباء الإيرانية اعتذار أحد البحارة البريطانيين لدخوله المياه الإقليمية الإيرانية، حيث بث التلفاز الإيراني تصريحات لبحار بريطاني جاء فيها: "أريد أن أعتذر للشعب الإيراني على دخولنا المياه الإقليمية الإيرانية دون إذن قبل أن يتم احتجازنا على يد حراس السواحل الإيرانيين".
وعلى الصعيد ذاته طالبت الجندية البريطانية "فاي بولي" المحتجزة لدى طهران حكومتها بـ"تغيير تصرفاتها القمعية تجاه الشعوب"، مشيرة إلى أنها "ضحية لسياسات حكومتي بوش وبلير".
ومن جهة أخرى، طالب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد باعتذار رسمي من بريطانيا على دخول بحارتها المياه الإيرانية، فيما وجه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نداءًا تضامنيا مع بريطانيا؛ حيث قال خافيير سولانا: إن "إطلاق سراح الجنود البريطانيين يجب أن يتم فورا"، فيما عبر بعض وزراء الخارجية الأوروبيين عن عدم مشاركتهم في الحظر التجاري البريطاني .
وطالبت لندن مجلس الأمن ببيان قوي يشجب الموقف الإيراني ويطالب إيران بالإفراج الفوري عن بحارتها ولكن مساعي لندن فشلت بعد معارضة روسيا لذلك، وإن كانت بريطانيا قد أعربت عن رضاها ببيان مجلس الأمن حيث قالت: إن البيان يمثل "نتيجة جيدة" لبريطانيا.
وكان علي لاريجاني سكرتير الأمن القومي الإيراني قد هدد بريطانيا باتخاذ إجراءات قانونية ضد الجنود البريطانيين المحتجزين لدى إيران حال رفع بريطانيا القضية إلى مجلس الأمن، وتأجيل إطلاق سراح الجندية البريطانية، وتجميد العلاقات الثنائية.
