أنت هنا

25 ذو الحجه 1428
المسلم-وكالات:

انتشر الآلاف من عناصر الشرطة الكينية فجر اليوم الخميس في نيروبي، بعدما دعا زعيم المعارضة رايلا أودينجا أنصاره إلى تظاهرة مليونية، احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي.
وحذر الناطق باسم الشرطة الكينية في بيان من أن "كل شخص يشارك في هذه التظاهرة سيعامل وفقا لما ينص عليه القانون".
وكانت الحركة قد عادت إلى نيروبي أمس بعد أسبوع من الشلل التام، بيد أن المتاجر أقفلت أبوابها اليوم الخميس مجددا خشية وقوع مواجهات، بعد الصدامات التي خلفت مئات القتلى والجرحى بين الحكومة الكينية والمعارضة، منذ الانتخابات العامة التي جرت في 27 ديسمبر.
ومن الجدير بالذكر أن ثلث سكان كينيا من المسلمين، وعلى الرغم من أن عددهم يجاوز الملايين العشرة، فإنهم لا يلعبون دورًا سياسياً يذكر، ويعانون من التهميش، حيث إن مجلس الوزراء الكيني لا يضم إلاّ وزيرين مسلمين للتضامن الاجتماعي والتراث، وهما منصبان ثانويان.
ويعاني المسلمون في كينيا من زحف تنصيري هائل، وسيطرة يهودية متغلغلة في البلاد. لا سيما بعد إجبار الهيئات والمنظمات الإسلامية كمؤسسة الحرمين، والندوة العالمية للشباب الإسلامي على مغادرة البلاد إثر تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مما فسح المجال أمام حركات التنصير والتهويد مثل "شهود يهوه"، والإرساليات المعمدانية الأمريكية. وتنفق هذه المنظمات أموالاً طائلة؛ لتذويب هوية المسلمين، غير أن هذا الإنفاق لم يُقابل بتحقيق نجاحات إلا نادراً، وفي أوساط القبائل الوثنية.
ومنذ وصول هذه الحركات التنصيرية وبدء نشاطها سعت الى إلغاء القضاء الشرعي، وإحداث تعديلات في قوانين الأحوال الشخصية، ولا تقف محاولات هذه الجهات عند هذا الحد؛ بل أغرقت مناطق المسلمين بأطنان من المخدرات ونبات القات الذي ينتشر تعاطيه في أوساط المسلمين بقوة.

ومن الجدير بالذكر أن الإسلام وصل كينيا في عهد عبد الملك بن مروان؛ عندما وفد إلى جزيرة "سنجا" الكينية آلاف من المسلمين الذين عمّروا المدينة، وبنوا فيها مسجداً ومراكز إسلامية، لدرجة أن بعثة بريطانية قد اكتشفت حفريات تعود إلى عصر الخليفة الأموي، ثم جاءت الموجة الثانية عبر قوافل التجار أولاً، ثم تلتهم موجة الفارين من الصراع الذي اشتعل بين الأمويين والعباسيين، فضلاً عن البدو الرحل؛ الذين جاؤوا من سلطنة عمان وزنجبار.
وينتشر الإسلام في أغلب المدن الكينية، خصوصاً في مدن الشمال والشرق الكيني، مثل "موباساى" و"كيلوا"، و"ماتيه" و"جيدي"، و"سانجي" و"لامو"، و"ماليدي" و"ماجوما"، بالإضافة إلى (300) ألف مسلم يعيشون في العاصمة نيروبي.