11 محرم 1425

السؤال

س/ سائل يقول أنا شاب قد منّ الله عليَ بالهداية، فأنا عندما أتعلم شيئاً من العقيدة وأمور التوحيد أبدأ بالشكوك وانشغال الذهن وأعلم أنها يقيناً من المسلمات ،فما الحل ؟أرشدونا إلى الصواب .

أجاب عنها:
عبد العزيز الراجحي

الجواب

جـ/ هذا من فضل الله عليك أن منّ عليك بالهداية، فعليك أن تشكر الله سبحانه وتعالى وتلهج بذكره وتحميده وتقديسه وتلاوة كتابه، والتعبد إليه سبحانه وتعالى بما شرع في أداء الواجبات وترك المحرمات، وأما هذه الشكوك التي ترد عليك، فعليك أن تفعل ما أرشدك إليه النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يأتي الشيطان أحدكم يقول من خلق كذا من خلق كذا، حتى يقول من خلق الله، فإذا وجد ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله ولينتهي)، فالواجب عليك أن تقطع التفكير بهذه الشكوك، وتقول آمنت بالله ورسوله، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، حينئذ تزول هذه الشكوك، واعلم أن هذه الشكوك والوساوس من عدو الله الشيطان الرجيم،فهو يريد أن يعذبك ويؤذيك، وما دمت أنك تكره هذه الشكوك ولا تتكلم بها وتشق عليك وتحار بها، فاعلم أن هذا من الإيمان، ولهذا شكا بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الوساوس التي يجدونها في نفوسهم، فقد ثبت في الاحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعني من الوساوس ما أن يخر من السماء أفضل من أن يتكلم به، وفي لفظ أن يكون- حممة- يعنى فحمة خير له من أن يتكلم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا يعني أن كتم الوسوسة ودفعها، واستعظام التكلم بها ومحاربتها صريح الإيمان، ولقد ذكرت في السؤال إنك تعلم يقيناً أنها من المسلمات، يعني تعلم يقيناً ما يجب اعتقاده من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن هذه الوساوس كلها تنافي عقيدة المؤمن بالله وبكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فما عليك إلا أن تحاربها وتدفعها وتكتمها ولا تتكلم بها، وتقطع التفكير عنها وتقول آمنت بالله ورسوله وحينئذ تزول ولا تضرك. وأسأل الله أن يلهمك التوفيق والتسديد والسلامة والعافية من الفتن ومضلات الفتن.