23 ربيع الأول 1430

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<BR>أنا فتاة عاملة، وعملي هذا تقريباً طوال النهار من 10 صباحاً إلى 10 مساءً، والسؤال هو أني في وقت الصلاة لا أستطيع ترك العمل؛ لأنه لا يوجد من يساعدني أو يعمل معي، ولا أستطيع إغلاق المكان؛ لأن نوع العمل يقتضى وجود الزبائن لبضع ساعات متواصلة، ولذلك أنتهز فرصة قلة الزبائن للصلاة، وأضطر للصلاة في مكان العمل وإلا فاتتني الصلاة، وقد يراني بعض الزبائن وأنا أصلى، فهل ذلك يبطل صلاتي؟ <BR>ماذا أفعل؟ هل أقوم بتأجيل الصلاة وأصليها قضاء أم أصلي في مكان العمل ؟<BR>

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فممارسة أي نوع من الأعمال أو الوظائف، إذا كان يترتب عليه الوقوع في محذور شرعي فإنه لا يجوز، فإذا كان يترتب عليه مثلاً ترك الحجاب، أو ترك الصلاة، أو غير ذلك فإنه لا يجوز، اللهم إلا إذا كان هناك ضرورة، بحيث يحتاج الإنسان إلى طعام وشراب، ولا يجد ما يدفع به ضرورته إلا بهذا العمل، فحينئذ يجوز له هذا العمل من باب الضرورة فقط، وعلى ذلك ينبغي لهذه السائلة أن تجعل لها مكاناً مستقلاً في مكان عملها؛ حتى لا تضطر لتأخير الصلاة عن وقتها؛ لأن ذلك لا يجوز، بل إن تأخير صلاة واحدة حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى يعد كبيرة من كبائر الذنوب، فهي إن تمكنت أن تجعل لها مكاناً خفياً تصلي فيه فعلت، وإن لم تتمكن فإنها تجمع بين الصلاتين التي يمكن الجمع بينها، مثل: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جمع تقديم بأن تصلي الظهر والعصر في وقت الظهر، والمغرب والعشاء في وقت المغرب، أو جمع تأخير بأن تصلي الظهر والعصر في وقت العصر، والمغرب والعشاء في وقت العشاء، وكلا الأمرين جائز، لكن الأمر الجدير بالتنبيه، هو: أنه لا يجوز بحال تأخير الصلاة إلى الليل ثم الجمع بين الصلوات كلها جملة واحدة، هذا لا يجوز بحال، والله _تعالى_ أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.