9 صفر 1425

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم<BR><BR><BR>فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله<BR>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:<BR>كثر الكلام هذه الأيام عن ما يعرض في بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية خاصة مثل برنامج ( ستار أكاديمي) في قناة LBC، وبرنامج ( بق برذر) في قناة MBC، وبرنامج (على الهوا سوا ) في قناة ART، وبرنامج (تحدي الخوف) في قناة MBC، وتقوم فكرة هذه البرامج على اجتماع الشباب بالشابات في معهد إعداد الفنانين (كما يسمونه) بغرض الدراسة وعرض حياتهم اليومية كاملة ومباشرة على مدى أربع وعشرين ساعة على القنوات الفضائية وما فيه من الاختلاط والأمور المنافية للعفة والحياء مثل الخلوة والتقبيل والضم، والله أعلم بما وراء ذلك، وأيضاً ما تقوم به قناة ( روتانا) والتي من أعمالها إصدار (فيديو كليب) لمغنين ومغنيات مع عرض صور فاضحة للنساء على أشكال وهيئات مختلفة، الغرض منها تسويق بضاعتهم عن طريق إثارة الغرائز.<BR>فضيلة الشيخ نرجو منكم التكرم بالإجابة على هذه الأسئلة، وهي على النحو التالي:<BR>· ما حكم مشاهدة هذه البرامج وما شابهها؟<BR>· ما حكم توفير وسائل مشاهدة هذه البرامج في المنزل أو الاستراحات أو غيرها، وما الخطر المترتب على من وفرها وشاهدها في الدنيا والآخرة؟<BR>· ما حكم الدعاية لمثل هذه البرامج والترويج لها في الصحف ووسال الإعلام الأخرى؟<BR>· كلمة توجيهية للأمة الإسلامية وتحذير لها من مثل هذه الوسائل؟<BR>· وهل يدخل مَن وضع مثل هذه القنوات في المنزل تحت مسمى الديوث؟<BR>نسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين إنه جواد كريم.. آمين.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله، إن من دواعي العجب والدهشة أن يُسأل عن حكم هذه البرامج وما تشتمل عليه من المنكرات، وعن مشاهدتها والدعاية لها، فإنه لا يخفى على من عنده أدنى بصيرة وبقية من عقل ودين وفطرة سليمة قبح هذه البرامج، وعظم ضررها؛ لأنها من أظهر المنكرات ومن يستحلها فإنه معاند للشريعة أو مكذب لها، لذا أقول: إن مشاهدة هذه البرامج المشتملة على ما ذكر، من أنواع المنكرات والدعاية لها وتوفير وسائلها في البيوت والاستراحات والمقاهي وغيرها، وتوفير خطوط الاتصال للمشاهدين مع القنوات التي تبث هذه البرامج، كل ذلك حرام؛ لأنه نشرٌ للفساد في مجتمعات المسلمين وإفساد لها، ونشر للرذيلة بين الشباب والشابات، ودعوة لهم إلى الفواحش، وكل ما ينفق في هذا السبيل أو يكتسب من المال فهو من الإنفاق في الحرام، ومن الكسب الحرام، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)، وقال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) (الأنعام: من الآية151)، وقال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء:32)، وقال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ، وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ، وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:30، 31)، وقال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: من الآية2)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) (النساء: من الآية29)، وبهذا يعلم أن المؤسسين لهذه القنوات والممولين لها، والمعدين لهذه البرامج والقائمين بها المنفذين، كلهم من المفسدين في الأرض، الجناة على الدين وكرامة الأمة وأعراضها، وعلى كل المشاركين في هذه القنوات والبرامج، مثل آثام من أفسدوهم من المشاهدين والمتصلين لإبداء الإعجاب والترشيح، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى ضلالة فعليه مثل آثام من تبعه من غير أن ينقص من آثامهم شيئاً" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وليعلم الذين يقصدون جمع الأموال بهذه الطريقة أنهم متعرضون لعقوبة الله في الدنيا والآخرة ولمحق ما جمعوا، فيجب على الجميع التوبة إلى الله قبل فوات الأوان كما قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: من الآية31). كما يجب على ولاة أمر الأمة أن يكفوا الشر عنها ويسدوا منافذه، ويجب على ولاة أمر الأسر أن يأخذوا على أيديهم ويحموهم مما حرم الله عليهم، فالكل مسؤول عما ائتمنه الله عليه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..." الحديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه . ولا يخفى أن تهيئة الوسائل لهذه المشاهد في البيوت ثم السكوت عن مشاهدتها ومتابعتها نوع من الرضا بالخنا، فليتق الله كل مسلم، وليحذر عقوبة الله كما وصى الله بذلك في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: من الآية2). نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويصلح ولاة أمرهم ويرد كيد أعدائهم، إنه تعالى على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.