25 رجب 1429

السؤال

ماالفرق بين التورق والربا؟
نسمع دائماًً من المشايخ أن يفرق السائل بين هذين القولين، وهي تعابير تستخدم في التعاملات البنكية الأول حسب قولهم حلال والثاني طبعاًًُ حرام.
ولكم الشكر والمنة.

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالتورق: هو في حقيقة الأمر شراء السلعة بثمن مؤجل، ثم بيعها بأقل من ثمنها نقداً على غير من اشتراها منه.
وسميت بهذا الاسم؛ لأن من سلك هذه الطريقة لا يريد إلا الوَرِق -يعني المال-، فهو يشتري مثلاً سيارة بعشرة آلاف مؤجلة، ثم يأخذها ويبيعها بثمانية آلاف نقداً، ويستفيد من هذه الدراهم، هذا هو التورق.
وقد اختلف فيه العلماء -رحمهم الله-: فمن العلماء مَن أباحه، ومنهم من حرَّمَه، ومنهم من أجازه للحاجة.
وأما بالنسبة للربا: فهو زيادة في أشياء خاصة، ونَسَأَ: أي تأجيل في أشياء خاصة.
وهذا التعريف مجمل، لكن يبينه أن الربا ينقسم قسمين:
القسم الأول: ربا الفضل.
القسم الثاني: ربا النسيئة.
فربا الفضل: هو الزيادة في أحد الربويين الحالين المتحد الجنس؛ مثل الريال بريالين، الجنية بجنيهين، الدينار بدينارين، صاع بر بصاعين بر، صاع أرز بصاعين أرز إلى آخره.
والأموال الربوية التي يجري فيها الربا هي الأثمان، يعني ما كان ثمناً لأشياء.
وأيضاً المطعومات المكيلات والمطعومات الموزونة يدخل فيها الربا، أما بعد هذا فلا يجري فيه الربا، فمثلاً ثوب بثوبين لا يجري فيه الربا، الذي يجري فيه الربا ما كان ثمناً لأشياء؛ مثل الريالات والدينارات والجنيهات والدراهم، وما كان مطعوماً مكيلاً أو مطعوماً موزوناً ،مثل: البر والشعير والأرز واللحم والسكر، وهذا هو ربا الفضل.
وأما ربا النسيئة: فهو تأخير القبض في أحد الربويين اللذين اتحدا في علة الفضل، فمثلاً عندما تبادل ريالات بدينارات يتحدان في علة ربا الفضل؛ لأن كلاً منهما ثمن لأشياء، فعندما تؤخر القبض، فلا تقبض الريالات أو لا تقبض الدينارات، فقد وقعت في ربا النسيئة،عندما تبادل براً بشعير، فهما يتحدان في علة ربا الفضل، وهي أن كلاً منهما مطعوم مكيل، فعندما تؤخر القبض في البر وقعت في ربا النسيئة، وعلى ذلك تقيس.
أيضاً نحن قلنا في تعريفنا النسيئة: إنه تأخير القبض في أحد الربويين اللذين اتحدا في علة الفضل، وأيضاً الزيادة مقابل الدين، فالزيادة مقابل الدين من ربا بالربا، فعندما لا يوفي الدين تزيده نقول وقعت في الربا، والله –تعالى- أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.