13 جمادى الأول 1426

السؤال

هل يجوز التعامل مع البنوك الإسلامية رغم أن أصحابها هم نفس أصحاب البنوك الربوية، وأخد المال الذي يسمونه مرابحة، حيث إن هناك بنوك خفضت نسبة الفائد فانخفض نسبة المرابحة في البنوك الإسلامية؟

أجاب عنها:
د. سامي السويلم

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: المصارف الإسلامية مؤسسات إسلامية وجدت لرفع بلوى الربا عن المجتمعات الإسلامية؛ فالواجب شد أزرها وتأييدها وتسديدها بحسب الإمكان. والقائمون عليها هم في النهاية بشر، يعتريهم ما يعتري غيرهم من النقص والخطأ، لكن لا ينبغي أن يحملنا ما قد يوجد من الخطأ على إنكار الواجب الذي اضطلعوا به. وقد أمرنا الله _تعالى_ بالعدل مع الكفار في قوله _تعالى_: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون َ"(المائدة:8)، فالعدل مع المسلم من باب أولى، وإذا كان القائمون على البنوك الإسلامية هم أصحاب البنوك الربوية، فيجب أن يقال لهم: أحسنتم في البنوك الإسلامية وأسأتم في البنوك الربوية. وأما تأثر معدل الهامش في المرابحة بمعدل الفائدة في القروض الربوية، فهذا لا يعني أن المرابحة ربا. فالاقتصاد اليوم مترابط في معظم أجزائه، وأي تغير في جانب يمكن أن يؤثر في الجوانب الأخرى، وإنما العبرة في المعاملة هل هي بيع حقيقي يضيف قيمة للاقتصاد أم لا.