الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: جاءت النصوص من القرآن والسنة في تكريم بني آدم، قال _تعالى_: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا"(الإسراء:70)، وشبه الله الكافرين والمعرضين عن دين الله بالبهائم ، كما قال _عز وجل_:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ"(لأعراف:179)، وبالكلب كما في قوله _تعالى_: "وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"(لأعراف:176)، وبالحمار على سبيل الذم، كما في قوله _تعالى_:" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "(الجمعة:5). وقال _صلى الله عليه وسلم_:" اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعية انبساط الكلب"، أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك _رضي الله عنه_ . وقال _صلى الله عليه وسلم_: " ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه" ،أخرجه البخاري من حديث ابن عباس _رضي الله عنه_ . كل ذلك دال على أن التشبه بالحيوان مذموم شرعاً. لذا فالذي يظهر أنه لا يجوز للمسلم أن يتشبه بالحيوان في هيئته وصوته، ولو كان ذلك على سبيل التعليم، والله أعلم.