7 ربيع الثاني 1426

السؤال

هل يجوز التداوي بدهن الخنزير للأمراض الجلدية؟ < أي للاستعمال الخارجي فقط >

أجاب عنها:
د.عبدالله آل سيف

الجواب

بسم الله : التداوي بدهن الخنزير للأمراض الجلدية لا يجوز ، ولو كان للضرورة و قد ثبت في الصحيح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ "أنه سئل عن الخمر يتداوى بها، فقال : إنها داء وليست بدواء " رواه الإمام أحمد ، ومسلم في صحيحه .. وفي السنن عن أم سلمة _رضي الله عنها_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ نهى عن الدواء بالخبيث، وقال : "إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها" رواه أبو داود والطبراني ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد). وقال عبد الله بن مسعود في السكر : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " ذكره البخاري في صحيحه . وقد رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_. وعن أبي الدرداء : قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : " إن الله أنزل الدواء ، وأنزل الداء ، وجعل لكل داء دواء ، فتداووا ولا تتداووا بحرام " . رواه أبو داود ورجاله ثقات (مجموع الزوائد)، وعن أبي هريرة قال :" نهى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن الدواء بالخبيث" ، رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه . وعن أبي هريرة قال : " نهى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن الدواء الخبيث ، يعني السم " . رواه أحمد ومسلم وابن ماجه والترمذي . قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ : وليس ذلك بضرورة ، فإنه لا يتيقن الشفاء بها ، كما يتيقن الشبع باللحم المحرم؛ ولأن الشفاء لا يتعين له طريق ، بل يحصل بأنواع من الأدوية وبغير ذلك ، بخلاف المخمصة ، فإنها لا تزول إلا بالأكل . وقال : وأما قول الأطباء : إنه لا يبرأ من هذا المرض إلا بهذا الدواء المعين . فهذا قول جاهل ، لا يقوله من يعلم الطب أصلاً ، فضلاً عمن يعرف الله ورسوله ، فإن الشفاء ليس في سبب معين يوجبه في العادة، كما للشبع سبب معين يوجبه في العادة ، إذ من الناس من يشفيه الله بلا دواء ، ومنهم من يشفيه الله بالأدوية الجثمانية ، حلالها وحرامها ، وقد يستعمل فلا يحصل الشفاء لفوات شرط ، أو لوجود مانع ، وهذا بخلاف الأكل فإنه سبب للشبع ، ولهذا أباح الله للمضطر الخبائث أن يأكلها عند الاضطرار إليها في المخمصة ، فإن الجوع يزول بها ، ولا يزول بغيرها، بل يموت أو يمرض من الجوع ، فلما تعينت طريقا إلى المقصود أباحها الله ، بخلاف الأدوية الخبيثة . بل قد قيل : من استشفى بالأدوية الخبيثة كان دليلاً على مرض في قلبه ، وفي إيمانه ، فإنه لو كان من أمة محمد المؤمنين لما جعل الله شفاءه فيما حرم عليه ، ولهذا إذا اضطر إلى الميتة ونحوها وجب عليه الأكل في المشهور من مذاهب الأئمة الأربعة.ا.هـ. والله أعلم