20 جمادى الأول 1426

السؤال

ما حكم التلفظ بالنية عند ابتداء الصلاة ؟

أجاب عنها:
د.عبد الحي يوسف

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد. النية ركن في سائر العبادات من طهارة وصلاة وصيام وحج وغيرها وهي لا تفتقر إلى نطق اللسان، بل النية محلها القلب باتفاق أئمة الإسلام، ودليل ذلك أنه لو لفظ بلسانه غلطاً خلاف ما في قلبه فالاعتبار بما ينوي لا بما لفظ ولم يذكر أحد في ذلك خلافاً. قال ابن تيمية رحمه الله: التلفظ بالنية نقص في العقل والدين: أما في الدين فلأنه بدعة وأما في العقل فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام فقال : أنوي بوضع يدي في هذا الإناء، أني آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها ثم أبلعها لأشبع، فهذا حمق وجهل. وذلك أن النية تتبع العلم، فمتى ما علم العبد ما يفعل نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نية. ا. هـ وخير الهدي هدي محمد- صلى الله عليه وسلم- ، ولم يكن عليه الصلاة والسلام يقول قبل العبادة في الصلاة أو غيرها: نويت كذا وكذا. كما في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها- قالت : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين) فلم يكن يقول قبل التكبير شيئاً عليه الصلاة والسلام. والله أعلم.