23 جمادى الأول 1426

السؤال

ما حكم الاكتتاب في شـركة الـمـراعـي؟

أجاب عنها:
د. محمد العصيمي

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فبعد قراءة نشرة الإصدار المفصلة الخاصة بالشركة (133 صفحة)، والمشتملة على جميع التفاصيل الخاصة بالاكتتاب، ومنها ملخص النظام الأساسي للشركة، وتقرير مراجعي الحسابات عن القوائم الشركة المالية عن المدة المنتهية في 31/3/2004م مقارنة بسنتين ماضيتين هما 2003، و2002. وأثني على الشفافية العالية في نشرة الإصدار هذه، وأتمنى أن تحذو الشركات المساهمة حذوها. وحيث إن نشاط الشركة مباح، لكن تبين لي أن الشركة قد اقترضت قروضا ربوية، واستثمرت استثمارات محرمة، وتعاملت في بيوع العملات الآجلة، ومن المعروف أن الأصل عند العلماء تحريم المشاركة في شركة يعلم أنها اقترضت أو استثمرت في الربا؛ لأن المساهم موكل لمجلس الإدارة بالتصرف، ولا يصح مثل ذلك التوكيل، فلا أرى جواز الاكتتاب في المراعي في وضعها الراهن؛ لأنها ليست من الشركات النقية من الربا في قروضها واستثماراتها. وإني أدعو الله لهذه الشركة بالتوفيق في عملها، وأن تسد حاجة كبيرة في الصناعة التي أنشئت لها، وأسأله _تعالى_ أن يوفقها على تحويل القروض الربوية والاستثمار المحرم إلى معاملات إسلامية، خاصة في ظل المسيرة المباركة للبنوك التجارية في المملكة التي تقدم منتجات التمويل الإسلامي بمختلف أنواعها، وفي ظل التحول الكبير في الشركات المساهمة السعودية نحو أسلمة القروض والاستثمارات. كما أسأل الله جلت قدرته أن يوفق القائمين على الشركات المساهمة السعودية لاتباع سبل التمويل الإسلامي المتاحة في المملكة _بفضل الله تعالى_، حتى يستقيموا على أمر الله، وحتى تؤتي تجربة البنوك الإسلامية ثمارها المرتجاة. كما أدعو إخواني وأخواتي القراء لهذه الرسالة أن يتقوا الله _سبحانه وتعالى_ في أمورهم كلها، وأن يجتنبوا الأمور المشتبه، كما هي وصية المصطفى _صلى الله عليه وسلم_. فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم عن النُّعْمان بن بشير _رضي اللّهُ عَنْهما_ قال: سمعتُ رسُولَ اللّهِ _صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم_ يقولُ: "إنَّ الحلال بيِّنٌ وإنَّ الحرَامَ بيِّنٌ وبينَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يعلمهُنَّ كثيرٌ من النّاس، فَمن اتّقى الشُّبُهات فقد استبرأَ لدينهِ وعرْضِهِ، ومنْ وقعَ في الشُّبهاتِ وقعَ في الحرَام؛ كالرَّاعي يرْعَى حوْلَ الحمى يوشِكُ أنْ يقعَ فيه، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمى إلا وإنَّ حمى الله محارمهُ، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضْغَةٌ إذا صَلَحتْ صلحَ الجسدُ كُلُّهُ وإذا فسدتْ فَسَدَ الجسدُ كلُّهُ، ألا وهي القلبُ". وفق الله الجميع لهداه، وجنبنا سخطه، وجعل رزقنا حلالا مباركا فيه. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. <p align="right"><span lang="ar-sa"><img src="http://www.almoslim.net/Moslim_Files/SaudiStocks/images/next.gif" border="0" width="6" height="9"> <a href="http://www.almoslim.net/Moslim_Files/SaudiStocks/show_fatwa_main.cfm?id=...المساهمة في شركة المراعي</b></a></span><a href="http://www.almoslim.net/Moslim_Files/SaudiStocks/show_fatwa_main.cfm?id=... style="color: blue; text-decoration: none"><b> </b></a><span lang="ar-sa"><b>د.عبد الله بن ناصر السلمي<br></b><img src="http://www.almoslim.net/rokn_elmy/name_2fatwa_main.cfm?Expid=134" border="0" width="6" height="9"> <a