6 شوال 1428

السؤال

فضيلة الشيخ: <BR>شخص عزيز على قلبي... <BR>وطلب مبلغ من المال ليحصل به على تصريح لمجلة (......) واقنعني بأنها تنفع أكثر من ما تضر ...<BR>مع العلم أني كنت على علم أنه سيكون فيها صور نساء كاشفات وأخبار عن الفن والفنانين والمغنين....<BR>أعطيته المال، ولكن بعد سؤالي لبعض الزملاء فقالوا لي إنها تدخل في الإثم والعدوان.<BR>ولي يومان الآن وهو يطلب مني مهلة، وأنا أتوقع أنه يستغل هذا الوقت ليصدر التصريح...<BR>فماذا أفعل؟ وما حكم المجلة؟ وهل لو استغل الوقت ونفذ ما بدأ به هل أكون شريكا في الإثم، وماذا يجب علي تجاهه.<BR>

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: لا شك أن المجلات التي يكون فيها صور للنساء أو دعوة إلى مشاهدة النساء أو تشجيع ما حرّم الله عز وجل من هذا الفن المحرم كالغناء والأفلام والمسلسلات المخالفة للشرع أو يكون فيها كتابات تدعو إلى الفسق والرذيلة أو إلى البدع المضلة فإن هذا محرم ولا يجوز، ولا تجوز أيضاً المساعدة في ذلك، لا بإخراج تصريح ولا بإقراض الأموال لأولئك الذين يعنون بمثل هذه المجلات الفاسدة، لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، والله عز وجل يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة: من الآية2)، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن دعا إلى ضلالة فعليه إثم من عمل بضلالته"، وأما بالنسبة لموقفك أنت، فالواجب عليك أولاً ألاّ تتسرع في مثل هذه المشاريع الفاسدة، وأن تسأل وأن تحتاط لدينك؛ إذ أن مثل هذه الأمور، الغالب أنها لا تخفى على جمهور المسلمين، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع الناس عليه"، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله عزوجل وأن تنيب إليه، لأنه يظهر لي أنه حصل منك شيء من التفريط وعدم السؤال أولاً، وعليك أن تطالبه بأن يرد مالك إليك فإذا تبت وأنبت وحرصت على مطالبته فإن ذلك لا يضر _إن شاء الله_ ولا تأثم بإذن الله عز وجل لكن أنت اجتهد في رد الأموال التي أخذها. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.