9 شعبان 1428

السؤال

فضيلة الشيخ: <BR>أنا أطلب العلم وأدرس عند أحد طلبة العلم، ويقول إنه يتبع منهج المتقدمين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، وكثيراً ما يرد أحاديث صححها الألباني ويرد بعض الزيادات على الصحيحين إن كان المخرج واحداً، حتى وإن كانت الزيادة من الثقات، ويقول إن المتأخرين متساهلين في التصحيح. <BR>أرجو توجيهي في هذه المسألة ( منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين)؟<BR>

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : بالنسبة لما ذكرته من حال شيخك الذي تطلب العلم عنده، ويرد كثيراً من تصحيحات الألباني، ويضعف أي زيادة على الصحيحين إذا كان المِخرج واحداً – وإن كان من الثقات – ويعزو ذلك إلى منهج المتقدمين، فأقول: كثر الحديث عن منهج المتقدمين والمتأخرين في الآونة الأخيرة، وظهرت دعوة قوية للرجوع إلى طريقة المتقدمين، وكأي دعوة تصحيحية في أي منهج علمي أو دعوي ينقسم الناس في ذلك إلى ثلاثة أقسام: قسم غالٍ في الطرح وطريقة الدعوة، وقسم جافٍ ومعارض، وقسم متوسط بين ذلك. والصواب – فيما أرى – مع المتوسطين، الذين يدعون إلى التعويل على منهج المتقدمين، مع الاعتدال في الطرح، والأدب في النقاش، والاستفادة من جهود العلماء المتأخرين، والبناء عليها – مهما أمكن – بدلاً من هدمها. والذي يخشى من هذا الاندفاع الحاصل الآن – في مسألة المتقدمين والمتأخرين – هو أنه بدأت تظهر مقالات وآراء جريئة وجازمة، وذلك بإصدار أحكام كلية في مسائل هي من أدق مسائل هذا الفن ونسبتها إلى الأئمة المتقدمين، مع أن البحث العلمي الدقيق لا يساعد على قبولها، كمسائل التدليس، والجهالة، والاتصال والانقطاع، ونحو ذلك. وقد كتبتُ سابقاً – كما كتب بعض أهل العلم – مقالات وأجوبة حول هذه المسألة طرحت في بعض المواقع العلمية كملتقى أهل الحديث، فأوصيك بالرجوع إليها للاستفادة منها، وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.