12 رمضان 1427

السؤال

ما مشروعية الجماعة في قيام رمضان؟<BR>وما السبب في عدم استمرار النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالجماعة في صلاة التراويح؟<BR>

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

قال أبو محمد بن قدامة في (المغني): والمختار عند أبي عبد الله فعلها في الجماعة، قال في رواية يوسف بن موسى: الجماعة في التراويح أفضل، وإن كان رجل يُقتدى به فصلاّها في بيته خفت أن يقتدي الناس به، وقد جاء عن النبي _صلى الله عليه وسلم_: "اقتدوا بالخلفاء" وقد جاء عن عمر أنه كان يصلي في الجماعة، وبهذا قال المزني، وابن عبد الحكم، وجماعة من أصحاب أبي حنيفة، قال أحمد: كان جابر وعلي وعبد الله يصلونها في جماعة.. إلخ. وأما المرفوع في ذلك ففي صحيح مسلم عن عائشة قالت: صلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ في المسجد ذات ليلة، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، وكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فلما أصبح قال: "قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أنني خشيت أن تفرض عليكم" وذلك في رمضان. وعن أبي هريرة قال: خرج رسول الله فإذا الناس في رمضان يُصلون في ناحية المسجد، فقال: "ما هؤلاء"؟ قيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأُبي بن كعب يُصلي بهم، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "أصابوا، ونعم ما صنعوا" رواه أبو داود. وروى مسلم عن عائشة أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ خرج من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في الليلة الثانية، فصلوا بصلاته، فأصبح الناس يذكرون ذلك، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهلهن فلم يخرج إليهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فطفق رجال منهم يقولون: الصلاة، فلم يخرج إليهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، ثم تشهد، فقال: "أما بعد فإنه لم يخف عليَّ شأنكم الليلة، ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل، فتعجزوا عنها". ففي هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ببعض أصحابه جماعة، ولم يداوم عليها، وعلل تركها بخوفه أن تُفرض عليهم، فلما أمنوا من ذلك بعده جمعهم عليها عمر – رضي الله عنه – فروى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد قال: خرجت مع عمر – رضي الله عنه – ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يُصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب.