تركيا: هل خرجت فعلا من القمقم الأميركي؟!!
7 ذو القعدة 1428
خالد الزوبع

إذا ما كان للاحتلال الأميركي في العراق من مشكلات أخرى فضلاً عن الكارثة السياسية و العسكرية التي لحقت بالإدارة في واشنطن و من ثمة بنظام الحكم الأميركي برمته، فهو تحويله منطقة الشرق الأوسط كلها إلى أتون نار مشتعلة توشك أن تعيش حروبا أخرى إضافية و يكفي أن تتحرك أية شرارة فيها لتتقد نارا في أكثر من نقطة.
تحت هذا الإطار يمكننا أن نعاين مثلا واقع الحدود العراقية التركية حيث أن ما يجري هنالك هو بعبارة أكثر وضوحا، إيذان بقرب تحول تركيا من دور الحياد الإيجابي إقليميا الذي ظلت تحتفظ به منذ خسرت الخلافة العثمانية رهانها على دول المحور في الحرب العالمية الأولى، لتتحول إلى لعب دور الشريك المؤثر ذي الثقل الاستراتيجي في التوازنات الدقيقة للمنطقة لأن تهديدها باحتمال قيامها بغزو منطقة كردستان العراق لأجل ’اجتثاث‘ عناصر حزب العمال المتخندقين هناك يفيد هذا المعنى و أما بالمفهومين السياسي و العسكري، فيفيد أن حربا أخرى قيد التحضير و أن هذه الحرب ربما لن تكون أقل ضراوة من هذه التي يعيشها العراق يوميا !

الواقع أن المشكلة لا تكمن في كون تركيا قادرة فعلا على شن الحرب أم لا فهي بخلاف باقي دول المنطقة، تملك نظاما ديمقراطيا لا غبار عليه و هذا يمنحها الحق في ’شرعنة‘ أي حرب تريد خوضها دونما خوف من العواقب السياسية التي قد تنتج عن ذلك حيث أن موقفها الرافض لاستعمال أراضيها من قبل الأميركان خلال بدء عملية احتلال العراق ما يزال حاضرا و الكل يذكر كيف عجزت واشنطن و حلفاؤها عن رفض ذلك الموقف لأنه منطلق من إرادة برلمان يحظى بتمثيل شعبي واضح على عكس دول أخرى لم تستطع فعل شيء لأن القرار السياسي فيها يخضع لاعتبارات أخرى لا علاقة لها بالإجماع الوطني أو الدعم الشعبي.
من هنا و على عكس ما يرى بعض المراقبين فإن ما يواجه تركيا في هذا الظرف يتعلق بالنتائج السياسية التي سوف تجنيها من هكذا عملية لأن خبراء العسكرية متأكدون أن الجيش التركي سوف يتمكن من دحر عناصر الحزب الكردي في أيام قليلة إلا أنهم مع ذلك أيضا يدركون أن هذا لن يكون كافيا لأن طبيعة حرب العصابات التي سيشنها الحزب في المقابل، تتيح له المناورة إلى أقصى حد مضافا إلى ذلك العامل الجغرافي المعقد في المنطقة لأن مسلحي الـPKK معتصمون بمنطقة جبال قنديل شديدة الوعورة و هذا ما يطرح صعوبات على المستوى العملياتي دون أن يعني هذا بالضرورة احتمال تحول مسار الحرب لأن الجيش التركي سوف يعتمد بلا شك على القصف المكثف الذي و إن كان غير كاف لإنهاء الحزب بشكل نهائي، فإنه ناجع جدا من حيث كونه سوف يقضي على معظم مقدرات هؤلاء الانفصاليين!

معنى هذا الكلام أن القيادتين السياسية و العسكرية في أنقرة تدركان حجم الخطر و لا تتوقعان الدخول في حرب طويلة الأمد سوف تتحول في حال صارت كذلك، إلى حرب استنزاف خطيرة على الوضع التركي الآخذ في التطور إيجابا من الناحية الاقتصادية فالخزينة التركية في حالة جيدة إلا أنها ليست ’ضخمة‘ كما هي حالة تلك المتواجدة في واشنطن و التي مع حجمها لم تستطع أن تنقذ الجيش الأميركي الذي لا تجاريه قوة أخرى في هذا العالم، و ها هو عاجز تمام العجز عن تحقيق الانتصار في العراق ضد مجموعات تعتبر قليلة مهما بلغ تعداد أفرادها بالنظر إلى توزعها و صعوبة تجمعها من الناحية العسكرية أولا ثم بساطة تجهيزاتها إذ لا أحد قال قبل اليوم أن المقاومة العراقية تملك سلاح جو و لا حتى مضادات جوية في وسعها أن تجعل التغطية الجوية الأميركية التي تتيح التحرك و سرعة الانتقال، خارج اللعبة !
يقودنا هذا إلى الاستنتاج أن ما تواجهه حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لا يتعلق بالجانب الأميركي لأن هذا الأخير في العراق أعجز من أن يفرض شروطا و بالتالي فإن تركيا تمتلك وفق هذه المعطيات معظم الأوراق الرابحة فهل يعني هذا أنها لا محالة داخلة الحرب؟

على حسب أكثر المتابعين للوضع فإن أنقرة ماضية في طريق دخول هذه الحرب و هي ما اختارت التريث إلا لأجل تأمين حشد أكبر قدر من قواتها حتى و لو كانت قد طالبت و في مرات كثيرة من واشنطن (و حكومة بغداد أيضا) التحرك في سبيل وقف هجمات الأكراد مع علمها أن الذين طلبت منهم هذا غير قادرون على مساعدتها فحكومة المالكي غير قادرة على ذلك لأسباب يطول شرحها رغم أن المالكي نفسه وعد بالعمل شخصيا كما أعلن خلال زيارته إلى تركيا في آب/أغسطس الماضي حينما كان يعد مبتسما أمام الكاميرات أنه ضد حزب العمال و أن: "العراق لن يسمح بتحول أراضيه إلى منطلق لأعمال معادية في الدول المجاورة" من غير أن يلحظ أن العراق الذي يتحدث عنه ذو خارطة جغرافية غير تلك التي يتصورها مسعود البرزاني في أربيل و بالتالي فإنه سيكون من المحتمل جدا أن الأتراك قد عرضوا أمام الوفد العراقي الذي جاء بقصد التفاوض معهم في الأسبوع الماضي، مقاطع مصورة من تلك التسجيلات !

و أما الأميركان فإن ما قاله قائدهم العسكري في كردستان العراق، الميجور جنرال بنجامين ميكسون: "إننا لا نملك خططا للتحرك ضد حزب العمال" خير دليل على عجزهم و بالتالي فإن المقررين في أنقرة من المستويين السياسي و العسكري، لا يتوقعون منهم أي فعل !
معنى هذا الكلام إذن أن دخول تركيا إلى الحرب ما لم يحدث أي تطور كبير يبدو مستبعدا، مؤكد و بالتالي فإن اندلاع هذه الحرب وفقا للمعطيات الحالية على الأقل، حتمي لأن أنقرة أولا و أخيرا، غير مستعدة لتحمل مزيد من التحرش بجنودها في أقاليمها الكردية جنوبا و في هذه الأثناء، هنالك ما يزيد عن المائة ألف جندي تركي مرابطين على الحدود ينتظرون إشارة بدء العملية من أردوغان في حين أن الطائرات قد باشرت العمل فعلا عبر قصف معسكرات الـPKK في المناطق الجبلية القريبة جدا من الأراضي العراقية في سيرناك و تنجلي مما أدى إلى صعود مؤشرات النفط في الأسواق العالمية إلى مستويات تاريخية جعلها من رتبة 93 دولارا مع كتابة هذه الأسطر.

و لكن هذا يقود إلى طرح الإشكال التالي: لماذا قرر حزب العمال التحرك و كسر حالة الهدوء و بالتالي، إعادة الجميع إلى نقطة الصفر؟ هل يمكننا الحديث على أن الحزب تلقى ضوءا أخضرا من أية قوة في المنطقة (قد تكون إسرائيل مثلما أنها قد تكون أميركا بشكل مباشر) أقنعته بالتحرك ضد أنقرة "لأن الفرصة سانحة لأجل تحقيق حلم دولة كردستان الكبرى" و إن كان الهدف الأكثر احتمالا هنا هو تحييد تركيا عن مسارها الناجح حتى الساعة خصوصا و أن إقليم الأكراد هناك عاش منذ سنوات في هدنة و أن وصول حزب العدالة و التنمية سدة الحكم هناك كان مؤشرا على قرب حدوث اختراق في الملف الكردي بالنظر إلى تصريحات ’تاريخية‘ أدلى بها أردوغان نفسه حينما أقر و لأول مرة في تاريخ تركيا الحديثة بوجود ’مشكلة كردية‘ مما أدى إلى حصول الحزب على نسب أصوات مرتفعة في ذات الإقليم خلال التشريعيات الأخيرة؟ أم أن الأمر مرده صراع إرادات من الداخل التركي نفسه لأن هذا البلد ليس كتلة خيارات سياسية متجانسة و العلمانيون هناك لا يملكون لحد الساعة الاستعداد الفعلي لنسيان "حلاوة السلطة" و بالتالي، تحركوا ضد حكومة أردوغان من خلال تحريك صقور حزب العمال وصولا إلى إجبار الحكومة على تحمل مسئولياتها تجاه أميركا عبر الدخول في صراع غير محسوم العواقب بمنطقة نفوذ أميركي معلن؟

لقد تأسس حزب العمال الكردستاني في أواخر سبعينيات القرن الماضي و على حسب المصادر الإعلامية الغربية فإن عدد عناصر حزب العمال الكردستاني هو في حدود الثلاثة آلاف فرد مسلحين و مدربين بشكل كبير ثم إنهم من الجنسين بالعودة إلى العقيدة الماركسية له حيث يمكننا مثلا أن نعرف وفقا لصحيفة الديلي تلغراف في عددها ليوم الثلاثاء 23/10 في تحقيق خاض كتبته مراسلتها من كردستان أن النساء في الحزب: "يتساوين بالرجال في المهام إلى حد تولي مناصب قيادية" حيث يشير التحقيق إلى: "التزام الحزب بنسبة تمثيل للمرأة لا تقل عن 40 في المائة وتشارك المقاتلات الكرديات في العمليات ضمن مجموعات نسوية خالصة أو مشتركة مع الرجال" الذي وصفهم تحقيق التلغراف بأنهم: "يقدرون المرأة ويعاملونها بمساواة" و يذكر أن هذه المجموعة المسلحة التي تسعى لفصل إقليم الأكراد التركي عن أنقرة تمهيدا لإقامة دولة كردستان الكبرى، وجدت لها ملاذا آمنا في كردستان العراق منذ انهيار نظام صدام في ربيع العام 2003 و إن كان هذا الإقليم الأخير ظل متمتعا باستقلال عملي منذ نهاية حرب الخليج الأولى في 1991.

ثم إن مما يثير الاهتمام في هذه الأزمة الحالية عشية اندلاع الحرب أن الصحف التركية تجمع على انتقاد منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تنتمي تركيا إليها فهذه المنظمة وفقا للجانب التركي، تقف عاجزة و الحديث عن العجز هنا يعني التلكؤ الأميركي طبعا وفي هذا الصدد يقول إيجمان باجيس الذي هو مستشار الشئون الخارجية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان: "إن الولايات المتحدة بدعوى الحرب على الإرهاب، عبرت المحيط الأطلسي لتحارب في العراق و أفغانستان حيث تشارك معها تركيا في هذه الأخيرة في حين أنه لا يسمح لنا بعبور حدودنا الدولية لفعل الشيء ذاته! أية صداقة هذه؟ إن هذه التصرفات لا يقدم عليها إلا الأعداء!"و يتزامن هذا مع تقارير كثيرة تخرج في هذه الصحف لتعلن أن القوات الأميركية تحديدا تقوم بتسليح الحزب معتبرة العمل: "جزءا من مؤامرة أميركية هدفها إعاقة التجربة الديمقراطية التركية و منع ترسخ نظام شعبي حقيقي فيها" ثم إن تقريرا نشرته صحيفة الصانداي تلغراف اللندنية خلال شهر أيار/مايو المنصرم يثبت هذه العلاقات الأميركية المشبوهة في المنطقة حيث كشف أن الرئيس بوش أعطى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، موافقته على أن تقوم هذه الأخيرة بدعم حركات الانفصاليين الأكراد في إيران المجاورة أين تعيش أقلية كردية ثالثة (الرابعة في سورية) في الشمال الغربي و هؤلاء يتخذون من كردستان العراق ملجآ لهم أيضا كما هي حالة أبناء عمومتهم من أكراد تركيا.

مما يعزز الطرح القائل بالتورط الأميركي ملاحظة حقيقة أن الأميركيين مع كل مشكلاتهم في العراق، هم في النهاية ما يزالون اللاعب الرئيسي في المنطقة بمعنى أن القيادات الكردية العراقية لاحظت التلكؤ الأمريكي الكبير في التعامل مع المسلحين الأكراد الأتراك وقواعدهم في شمال العراق مع أن أنظمة المراقبة الأمريكية تغطي كل بقعة من العراق وجواره، والقيادات العسكرية الأمريكية قادرة، بلا خلاف، على تحديد مواقع قواعد حزب العمال واستهدافها. ولكن وجود الحزب علي الأرض العراقية يوفر للولايات المتحدة ورقة ضغط ومساومة ضرورية في العلاقات بالغة التعقيد بين أنقرة وواشنطن، وربما حتى ما هو أبعد وأكثر خطرا على مستقبل تركيا ووحدتها و لا بد هنا من استحضار مشروع ’الشرق الأوسط الكبير‘ الذي أُعلن عن مضمونه صراحة حيث يحتوي على تصاميم جديدة للمنطقة تنقسم فيها الدول إلى كنتونات طائفية و عرقية لعل أبرزها ستكون دولة كردستان ثم إن "المشروع غير الملزم حول تقسيم العراق" الذي أقره الكونغرس مؤخرا ليس دليلا على بطالة أعضاء هذا المجلس بقدر ما هو دليل إضافي على أن نوايا التقسيم جارية فعلا و أنها تحظى بالإجماع بين الديمقراطيين و الجمهوريين في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن!

معروف أن تورط الأميركيين مع المجموعات العرقية و استخدامهم عبر استثمار مطالبهم المشروعة غالبا، بغرض الضغط على أنظمة الحكم في المنطقة ليس أمرا جديدا فهو تصرف قديم درجت عليه السي آي إيه منذ عز أيام الحرب الباردة خصوصا فيما يتعلق بالقضية الكردية إلا أن هذا لم يكن لسوء حظ الأميركيين مثمرا على طول الخط فمن خلال سعي وكالة الاستخبارات المركزية على تحريك هؤلاء في كل من سورية و إيران لأهداف لا تخفى على أحد، تضررت المصالح الحيوية لأميركا نفسها مع النظام التركي الذي هو فرضا، حليف لها بموجب معاهدة الناتو و هذا ما أدى أيضا إلى تضعضع موقع القوة الذي كانت عليه المؤسسة العسكرية في أنقرة مع تراجع نفوذ هذه الأخيرة على المستوى السياسي هناك مما أدى إلى وقوع ما يمكننا من وصفه ’تقاربا كبيرا‘ بينها و بين نظام طهران لعل من أبرز ملامحه قيام الرئيس الإيراني مؤخرا باختصار جولته إلى أرمينيا لتفادي زيارة النصب التذكاري الذي أقيم هناك تخليدا لما يعرف بجرائم الإبادة التي تعرض الأرمن لها في تركيا، و هذه ’الالتفاتة‘بلا شك أرادها أحمدي نجاد رسالة إلى أنقرة على الرغم من أن منابر إعلامية كثيرة ذهبت إلى تفسير عودة نجاد إلى طهران على أساس أنها ’قطع للزيارة‘ بدلا من كونها ’اختصار لها‘ كما قال بيان الخارجية الإيرانية !

هذا يعني أن تقارب أنقرة مع إيران هو بالتالي محاولة لأجل إحياء معاهدة سعد آباد التي وقعت خلال العام 1937 بين كل من إيران، تركيا و العراق بهدف محاصرة رغبات الانفصال الكردية و تنامي الأحزاب الشيوعية الموالية للاتحاد السوفييتي وقتذاك إلا أن التقارب هذه المرة يقع بمباركة روسية و مساندة صريحة من قبل موسكو التي يهمها شد ساعد أي نشاط ساع إلى الاستقلال عن الارتباط بمصالح أميركا في المنطقة لأن اكتمال هذا المسعى سوف يؤدي بالتالي إلى تحول تركيا لأجل حفظ مصالحها القومية، إلى دولة تهدد بالانضمام إلى محور طهران-دمشق في وجه أميركا وفي وجه فرنسا ساركوزي أيضا الذي يعلن بمناسبة و بغيرها، أنه يعارض انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي !
هي إذن رقعة شطرنج معقدة قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب ويصير المنكسر فيها منتصرا بمجرد وقوع أية حركة خاطئة من الطرف الآخر و إذا ما كانت تركيا كما يرى ذلك عدد غير قليل من المحللين، مقبلة على شن عمليات عسكرية كبرى في شمال العراق إلا أنها في مقابل ذلك أيضا غير قادرة على ضمان انتصار ماحق لأنها و فقط من خلال شن عمليات محدودة زمانيا و مكانيا ثم قدرتها على وقف الحرب في الوقت المناسب منعا إلى أن تحولها منابر الإعلام الغربي المتاجرة بصور الضحايا إلى ’مأساة إنسانية‘ يستثمرها بوش –الذي وصفته النيويورك تايمز مؤخرا بأنه رجل لا يفرق بين البلطجة و الإستراتيجية !- لتنفيس الضغوط المتصاعدة من حوله، سوف تتمكن من توجيه رسائل تكفيها شر الانخراط في مستنقع العراق و تساعد بذات المناسبة، الرئيس ساركوزي على استيعاب حقيقة أن أردوغان ليس مذيعا في محطة CBS لأن أميركا أيضا ستصير مجبرة على التحرك الجدي ضد مسلحي الأكراد ما دام الأمر قابلا للتطور مستقبلا إلى درجة أن تحذو إيران أيضا نفس الطريق فتضرب الانفصاليين الأكراد لديها الذين ينطلقون من كردستان العراق هم أيضا، و عند ذاك فمن غير الممكن سياسيا رفض ممارسة طهران لهذا ’الحق‘ ما دام العالم اليوم متوجه نحو الإقرار لتركيا بالحق ذاته !