7 ربيع الأول 1428

السؤال

أنا في رحلة دراسية خارج المملكة في دولة إسلامية آسيوية.<BR>يسأل الكثير منهم عن جلسة الاستراحة في الصلاة، بحيث يقولون هذا ثابت في حديث صحيح، فما الذي يدل على أن النبي- صلى الله عليه وسلم- فعله في الكبر، وهل ورد في صفة صلاة المسيء، عندما أخبره - صلى الله عليه وسلم-عن الصلاة الصحيحة ذكر جلسة الاستراحة..<BR>بارك الله فيكم أرجو التوضيح بالتفصيل.<BR>جزاكم ربي خيرا...<BR>

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فبالنسبة لسؤالك عن جلسة الاستراحة ، فالجواب عنها ألخصه في أمرين : الأمر الأول: اعلم ـ وفقك الله ـ جمهور العلماء على أن هذه الجلسة ليست مشروعة إلا لمن كان حاله كحال النبي صلى الله عليه وسلم حينما فعلها على كبر، وبعد أن حطَمَه الناس، وثقل جسمه، وضعفت قوته صلوات ربي وسلامه عليه، أو لمن كان مريضاً، وهذا هو القول الراجح؛ لعشرة أوجه، أذكر منها ثلاثة أوجه فقط حتى لا يطول الجواب: الوجه الأول: أن هذه الصفة ـ جلسة الاستراحة ـ لم ترد إلا في حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه وهو ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم متأخراً، ولذا لم يذكرها بقية الصحابة الذين وصفوا صلاته صلى الله عليه وسلم، وعلى رأس تلك الأحاديث: حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه الذي وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة عشرة من الصحابة رضي الله عنهم ـ منهم: أبو قتادة، وأبو هريرة وغيرهما ـ فأقروه عليها، وهذا من أقوى الأوجه عندي. الوجه الثاني: أنها بالنسبة للنشيط من الناس خفيفة لا تحصل بها الراحة لمن تأمل وجرّبها. الوجه الثالث: أنها هيئة ليس لها تكبير لا في أولها ولا آخرها، ونحن نعلم أن الصلاة لا يوجد فيها انتقال إلا بتكبير، أو تسميع، أو سلام، وهذا لا يوجد في جلسة الاستراحة، ويعكر على القول بمشروعيتها مطلقاً، والله تعالى أعلم. الأمر الثاني: هذه الصفة باتفاق العلماء ليست من أركان الصلاة، وليست من واجباتها، بل هي سنةٌ من السنن التي اختلف في مشروعية فعلها، وعلى هذا فلا يصح أن تكون هذه المسألة من المسائل التي تتسبب في الخصام أو الشقاق، فمن رآها فعلها، ومن لم يرها فلا ينكر من فعلها، ولا بأس من النقاش الهادئ الذي يقصد منه الوصول إلى الحق والسنة . وهذا مع وضوحه إلا أنني أحببت التأكيد عليه؛ لأن بعض الشباب يبالغ في هذه المسائل، حتى يحصل بسببها شقاق ونزاع، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا من قلة الفقه في تنزيل المسائل الشرعية منزلتها. والعلم عند الله تعالى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.