الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ونحوهم يفسرون الإله بالقادر على الاختراع والإلهية هي القدرة على الاختراع، فمعنى لا إله إلا الله عندهم لا خالق إلا الله أو لا قادر على الاختراع إلا الله، وذلك أن التوحيد عندهم هو الإقرار بأن خالق العالم واحد ويسمون هذا التوحيد توحيد الأفعال ويظنون أن هذا هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأنه هو معنى لا إله إلا الله وقد غلطوا في ذلك فإن المشركين كانوا مقرين بهذا التوحيد ومع ذلك كانوا مشركين ولم يدخلهم هذا الإقرار في الإسلام وعلى هذا فمعنى الرب عندهم هو المالك والخالق والمنعم وكل هذه تفسيرات صحيحة ولكنهم لا يفسرونه بالمعبود والصواب أن من معاني الرب المعبود والله تعالى هو الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه وهو رب العالمين أي خالقهم والمتصرف فيهم والمنعم بجميع النعم "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" (النحل: من الآية53)، فهو سبحانه وتعالى لا إله غيره ولا رب سواه سبحانه وتعالى، وقد جمع الله بين هذين الاسمين في مواضع كثيرة، كما قال تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الفاتحة:2)، والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.