8 ذو القعدة 1427

السؤال

فضيلة الشيخ لقد كثرت الأسئلة عن هذا الموقع (damandaman.com) والذي يظهر أن جزءا من تعاملاتها من التعامل الشبكي لكن لهم أعمال أخرى كبيع النطاقات وما إلى ذلك، فما حكم التعامل معهم؟

أجاب عنها:
د. سامي السويلم

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: موقع "ضمان ضمان" يتضمن نوعين من الأنشطة: (1) المتاجرة في أسماء النطاقات على الإنترنت، (2) والتسويق الشبكي. ولا حرج في المتاجرة في أسماء النطاقات من حيث المبدأ، لكن التسويق الهرمي يدخل في الميسر المحرم شرعاً. فتكون الشركة قد خلطت بين ما هو مشروع وما هو محرم. لكن النشاط المحرم هو أساس عمل الشركة وهو الذي يحدد حكم الاشتراك فيها. وبيان ذلك كما يلي: 1. إن المساهمة في الشركة تتم من خلال مساهمين سابقين، ولا تكون عن طريق الشركة إلا لمن يشتري عدداً كبيراً من الأسهم. وهذا يعني أن المساهمة أساساً إنما تكون ضمن التسلسل الهرمي. ويكفي أن يطلع الشخص على تعليقات المساهمين ليرى كيف يحرص كل منهم أن تكون المساهمة عن طريقه هو، كما اشترك هو عن طريق غيره. فنظام المساهمة من حيث المبدأ نظام هرمي. 2. إن أرباح التسويق الهرمي تتجاوز أرباح المتاجرة في أسماء النطاق، ولذلك تصبح هي الهدف من الاشتراك أو المساهمة. وهذا واضح من نظام الشركة الذي يسمح للمساهم أن يربح إلى حد 5% من قيمة أسهم المشتركين تحته إلى حد أقصى 6 مستويات. فلو اشترك تحت المساهم 6 أشخاص، كل منهم تحته 6 أشخاص، إلى 6 مستويات، واشترى كل واحد من هؤلاء 10 أسهم، لكان مجموع الأسهم نحو 460 ألف سهم، وإذا كانت قيمة السهم 5 دولار فقط، فإن إجمالي قيمة الأسهم يصل إلى نحو 2.3 مليون دولار. وهذا يحقق عمولات تتجاوز 116 ألف دولار. وللقارئ أن يقدر أنه إذا كان هناك 5000 مساهم من هذا النوع، فمجموع أرباح التسويق تتجاوز نصف مليار دولار. ومن المتعذر عملياً أن تصل أرباح النطاقات إلى هذا الحد. ولا شك أن هذا يجعل التسويق الهرمي هو المقصود أساساً من المساهمة. 3. إن باب المساهمة في الشركة مفتوح باستمرار للجميع، بل يحرص كل مساهم على استقطاب أكبر عدد ممكن. ومعلوم أنه لا توجد شركة حقيقية مستعدة لأن تفتح المساهمة في رأس المال على هذا النحو، لأن الأرباح في النهاية محدودة، ولأن زيادة رأس المال تعني بالضرورة انخفاض الربح لكل سهم ومن ثم تضرر المساهمين السابقين بسبب اللاحقين. ولو فرض جدلاً أن أرباح المتاجرة بالنطاقات غير محدودة لكان من مصلحة المساهمين السابقين الاستئثار بهذه الأرباح وعدم إشراك الآخرين فيها. ولكن المساهمين السابقين أنفسهم يحرصون على زيادة عدد المساهمين باستمرار، كما سبق، وهذا ممتنع إلا إذا كان مصدر الأرباح هو الاشتراكات نفسها وليس التجارة الفعلية، وهذا هو التسلسل الهرمي القائم على الميسر والقمار. وإذا كان التسلسل الهرمي هو أساس نشاط الشركة، وهو من الميسر المحرم شرعاً، فإن المساهمة فيها تكون محرمة بناء على ذلك. ويجب على القائمين على الموقع أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم وفي المسلمين، وأن يمتنعوا عن إغراء الناس بالربح السريع لإيقاعهم في أكل المال بالباطل. كما يجب على المسلمين أن يحرصوا على التجارة النافعة التي أحلها الله وأمر بها، وليس الاسترباح من الوهم والتغرير والأماني الكاذبة. والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.