16 صفر 1436

السؤال

فضيلة الشيخ: <BR>أود منكم توضيح حقيقة المراد من قوله سبحانه وتعالى : "أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ " [الأعراف : 99]<BR>

أجاب عنها:
د. خالد السبت

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن هذه الآية قد بُدئت بالاستفهام الإنكاري، فالله ينكر على من أمن مكره، ويبين أن ذلك لا يحصل إلا ممن تحققت خسارته. وهذه الآية تضمنت إثبات صفة المكر لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته، وحقيقة المكر: إيصال الشيء إلى الغير بطريق خفي، وهو نوعان:
1 – مذموم: وذلك حينما يوجه إلى من لا يستحقه.
2 – محمود: وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له.
والله تعالى إنما يفعل من ذلك ما يُحمد عليه عدلاً منه وحكمة، وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب "وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً" (النمل: من الآية50)، "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال: من الآية30).
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.