13 ذو الحجه 1429

السؤال

كيفية الجمع بين قولي النبي عليه الصلاة والسلام: ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجة برقم: (4245) وحديث: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون". رواه البخاري برقم: ( 5721).

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذان الحديثان لا تعارض بينهما، هو قد يفهم منهما التعارض في قول النبي عليه الصلاة والسلام: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" يُفهم منه أن غير المجاهرين يعافون وفي الحديث الآخر "أنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" مع أنهم لم يجاهروا، فنقول التوفيق بين الحديثين، أما الحديث الأول فأراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذا التحذير من المجاهرة بالذنب هذا هو المراد وأن الإنسان لا يجاهر، ولا يلزم من ذلك أنه لا يعافى المجاهر فقد يعافيه الله عز وجل، لكن في الجملة أن المجاهر لا يعافى كما يفهم من هذا الحديث أن غير المجاهر أنه يعافى أيضاً هذا في الجملة وقد لا يعافى كما في الحديث الآخر، فنقول المعافاة وعدم المعافاة من المجاهر وغير المجاهر هذه أغلبية فبالنسبة للمجاهر أنه لا يعافى هذا هو الغالب، بالنسبة لغير المجاهر أنه يعافى أن هذا هو الغالب، وما كان قيد الأغلبية فالعلماء يقولون لا مفهوم له فلا يلزم من ذلك أن غير المجاهر يعافى وأن المجاهر لا يعافى. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.