5 صفر 1429

السؤال

فضيلة المشرف العام فضيلة الشيخ ناصر: حفظه الله وسدده. <BR>ما حكم العمل في إدارة الجمارك؟ ولكم جزيل الشكر.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد: فالجمارك تختلف من بلد إلى آخر، فمثلاً في بعض البلاد تنقسم إلى قسمين: 1 – قسم لأخذ الرسوم وهي (المكوس). 2 – قسم لمراقبة دخول الممنوعات إلى البلد. أما ما يتعلق بقسم الضرائب والرسوم والمكوس فمحرم لحديث "لو تابها صاحب مكس لغفر له" رواه مسلم برقم (1695). وهذا دليل على عظم ذنب من أخذ المكوس من الناس ومن شارك في ذلك فقد شارك في الإثم والعدوان والظلم، والله سبحانه يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإْثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية2)، وقال صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه " رواه البخاري (2310) الحديث.. وفي الحديث القدسي: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" رواه مسلم (2577). وأما العمل في مراقبة الممنوعات فإذا كان الضابط في ذلك هو الضابط الشرعي، بحيث تمنع المحرمات شرعاً من دخول البلاد، ويسمح لما سواها فهذا من الحسبة وهو عمل جليل وعظيم ومن التعاون على البر والتقوى كما قال سبحانه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: من الآية2)، وأما إذا لم يكن كذلك فمحرم مما تحكم فيه الأهواء والقوانين المخالفة للشريعة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.