19 ذو الحجه 1425

السؤال

ابن عمي لا يحب الملتزمين ولا المحاضرات مجرد معاندة، ويحب المعاكسة والتفحيط،<BR>فهل من الممكن يا شيخنا الفاضل أن تدلني على طريقة مناسبة للمعاملة معه وكسبه حتى وإن خرجت معه يملّ؟<BR>

أجاب عنها:
اللجنة التربوية

الجواب

أخي الكريم: الحمد لله الذي رزقك نعمة الهداية، والحمد لله الذي جعلك تحب الخير والهداية للغير. وأنت يا أخي على أجر عظيم؛ لأنك تحرص على هداية ابن عمك، ونهديك حديث الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النَعم"، وتعامل معه بحكمة، وسعة بال، وحسن خُلُق، وتلطّف، ولا تكثر المصادمة والنقاش. وإليك بعض التوجيهات خذ منها ما تراه مناسباً لك وله: 1. عليك بالخلق الحسن وليكن الرسول قدوتك في ذلك، وكيف تعامل مع المشركين وأخرجهم من الشرك إلى الإسلام. 2. ابحث له عن رفقة صالحة لكنها تتسم باللطف وحسن التعامل والأريحية . 3. لا تكثر معه النقاش، خاصة إذا كان الجدل عقيماً فقد يفسد ولا يصلح. 4. هناك من الدعاة من أعطاه الله أسلوبا وحجة ومكانة في قلوب الشباب، خاصة غير الملتزمين فيمكنك زيارته أو التنسيق معه أو حضور محاضراته . 5. ابحث عن المخيمات الدعوية فهي في الغالب تهتم بهذه الفئة وترعاهم، ولديها برامج تحتوي هذه الفئة وتغير من نظرتهم. 6. أعطه بين الفينة والأخرى شريطاً أو كتاباً أو مطويةً، وليكن على شكل فترات، واختر الوقت المناسب. 7. اغرس فيه الجوانب الإيجابية كالكرم أو الشهامة أو غيرها، واشكره عليها فهي مدخل عليه لكسبه. 8. حذره من الوقوع في أعراض الناس وبين له خطورة الكلام فيهم، وماذا حصل للمنافقين؛ لأن المشكلة عنده في الحقيقة (الالتزام) لا الملتزمون، وليكن ذلك عندما يبدأ هو ولا تبدأ معه أنت. 9. بين له أنه تعامل مع صنف محدد، وبين له أنك عشت مع غير التي ذكر هو ويمكنك أن ترى بنفسك تتسم بصفات غير ما ذكرت. 10. حاول بالبدء قبل الدفاع، وضَعْ أنت السؤال. 11. التزم بآداب الحوار معه وإن كان مغلظاً أو تسفه فلتكن حليماً. 12. عليك بالحكمة، وهي : فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي. 13. أكثر من الدعاء له فهو يعيش مشكلة ولا تجعلها أنت مشكلتين "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"(هود: من الآية88) 14. إذا لم تستطع أن تكسبه فلا تخسره. 15. أسلوب "الإقناع" أسلوب مناسب فاحرص عليه. 16. وبعد كل المحاولات فالذي عليك البلاغ "إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ" (الشورى: من الآية48)، ولتعلم أنه ليس عليك هداية فهي من الله "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" (البقرة: من الآية272). 17. لا تيأس ولا تكسل، بل استمر ومن طرق الباب حري أن يفتح له. 18. اجعله يشاركك في بعض الأعمال الدعوية كتوزيع شريط أو زيارة مكتب تعاوني أو جمعية للبر، أو زيارة الفقراء والتصدق عليهم، وبذلك تنقله إلى الالتزام بالطريقة التي يريدها. 19. اطلب منه أن يضع برنامجاً صحيحاً للالتزام وتتعاهدان على أن تسيرا عليه معاً فإن وافق فالحمد لله، وإن رفض فأعلمه أن المشكلة لديه لا عند الملتزمين. 20. استخدم الرسائل المكتوبة وتلطف معه بأفضل العبارات وأنصح الجمل، وبيّن له مدى حبك له وخوفك عليه، وسيحتفظ بها ويقرؤها مراراً وستكون وسيلة قوية، وكذلك رسائل الجوال اختر عبارات السلف والحكم ونحوها فالتواصل أمر مهم. نسأل الله أن يفتح على قلبه، ونسأله أن تكون مباركاً أينما كنت.