5 ذو القعدة 1427

السؤال

س/ فضيلة الشيخ.. أعاني في الحلقة من ضعف الهمة لدى المشرفين ولا أدري أهو عدم إحساس بعظم المسؤولية؟ أو عدم معرفتهم لأهمية عالمية الدعوة؟ علمًا أن الإخوة على قدر كبير من التدين والأخوة والمحبة والألفة والنشاط والخبرة فما الحل لحفز الهمة والرفع من مستوى العمل ؟ أثابكم الله.

أجاب عنها:
فهد السيف

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد سؤالك –أخي الكريم- يحتاج للإجابة عليه إلى تفاصيل أكثر، لمعرفة واقع الحلقة وأسباب المشكلة، ولا نستطيع إلقاء اللوم على المشرفين وضعف همتهم فقط، فأنت تذكر أنهم على قدر كبير من التدين والأخوة والمحبة والألفة والنشاط والخبرة، وهذه إيجابيات كبيرة تحتاج إلى الاستفادة منها، وقد يعاني كثيرون غيرك من نقص هذه الجوانب المضيئة لدى مشرفيك، أما أنت فلم يبق في مشرفيك إلا صقل إيجابياتهم، ومسح الغبار عنها، مع التطوير المستمر. لعل أول ما أود منك أن تضعه منك على بال: أن تحرص على تطوير نفسك في فن إدارة الموارد البشرية، من خلال الدورات الإدارية والقراءة في الكتب المتخصصة وغير ذلك من الأساليب التي من شأنها تزويدك بالوقود الإداري، ليكون تعاملك مع من تحت يدك مبنيا على قواعد، وتمتلك بذلك سنارة صيد بدلا من اكتفائك ببعض السمك، فتستطيع حل مشاكلك الأخرى بنفسك، أو تضع سبلا وقائية للمشكلات. الأمر الثاني: محاولة التعرف على أساس المشكلة فمعرفة المشكلة يُمَكِّنُك من التعرف على سبيل العلاج، وهناك طرق لذلك منها: • جلوسك مع نفسك، وعصف ذهنك لوضع أكثر من سبب ثم تحديد السبب الرئيس أو الأسباب الرئيسة بشكل أوضح، ثم كتابة الحلول. • مناقشة المشكلة مع المشرفين أنفسهم، ليتضح لك ما لم يكن في حسبانك، وكن مستمعا جيدا لا يعترض على أي سبب، ثم تستمع إلى الحلول في الجلسة نفسها أو في جلسة أخرى. • لا بأس من الاسترشاد برأي بعض المتابعين خارج بوتقة الحلقة إن وجد ذو علاقة. • أيضا لا تنس الاستفادة من خبرات الحلقات الأخرى، فكثيرا ما تكون مشكلات الحلقات متقاربة، وما أجمل أن تعقد ورش عمل بين الحلقات لمناقشة المشكلات! ومنها مشكلتك، ويتم فيها استعراض الأسباب والحلول. الأمر الثالث: كن قدوة لمشرفيك في الهمة والإحساس بالمسؤولية. واحرص أن تدير حلقتك من موقع الحدث، لا من برج عاجي، لتشعر بالهم الذي يشعرون به، والمشاكل التي تدور في محيطهم، ومن ذلك أن تحرص على تغطية جوانب النقص التي قد تبدو من مشرفيك –أحيانا- بنفسك، كأن تدير الجانب الإشرافي الذي تأخر أحدهم عن إقامته، وأن تكون بالقرب منهم في عملهم، لتستفيد فوائد منها: أن تشعر بشعورهم، وأن تكون متعاونا معهم، يسرهم تواجدك بينهم، وكذلك: فإنهم يشعرون بالمسؤولية والخجل عند تأخرهم أو تقصيرهم إذا رأوك أنت من يغطي النقص. الأمر الرابع احرص أن تشركهم في صنع القرار. فالخطة التي تضعها ينبغي أن يكون لهم دور في تشكيلها، والقرارات التي تصدرها ينبغي أن تكون بعد استشارتهم، كما ينبغي الحرص على تفعيل اقتراحاتهم وإن لم تكن قناعتك تامة بجدواها، وبذلك يكون عملكم عمل فريق واحد، الجميع يعملون بأفكار الجميع، بل حتى إذا كانت الفكرة صادرة منك، فما أجمل أن تشركهم في صنعها وتطويرها، لتكون فكرة الجميع، لأنهم إذا كانوا يعملون بأوامرك فإن هذا لا يثير في نفوسهم الحماس، وإنما يكون مجرد إرضاء للمسؤول، واجعل الحلقة للجميع، والنتائج يستفيد منها الجميع، ولا تحسب النتائج لصالح المسؤول الأول فقط، فكل نتيجة إيجابية يجب أن تنسب للجميع، والثناء عليهم جميعا بعد ذلك. الأمر الخامس: من الأمور الداعمة: إثارة الحماس بين المشرفين، ولكن ليكن ذلك بفن، فليس المعنى أن تثير الغيرة والحسد، ولتكن إثارتك الحماس إيجابية، أي: أن تثني على العمل الجيد، دون تنتقص أعمال الآخرين، وإن أمكن أن تشرك الآخرين في نجاح أحدهم فهذا أمر جيد. ومن أساليب إثارة الحماس، إطلاعهم على أنشطة حلقات أخرى، وذلك بزيارتها والاطلاع على أعمالها. الأمر السادس: وهو وإن كان قريبا أو تابعا لسابقه فإن إفراده مهم، وهو: شكرهم والثناء على أعمالهم، باللسان وبشاهدات أو دروع الشكر، أو حتى بعض الهدايا التي تشعرهم بامتنانك لجهودهم، وإن من الأمور المحبطة أن يجتهد الإنسان في العمل، ثم لا يسمع كلمة شكر واحدة، فإذا أخل بعمله سمع التقريع الصريح أو سمعه بالتلميح، ويصبح لا يسمع إلا الأوامر المجردة، (افعل ولا تفعل) ويعامل كأنه آلة، وإن كلمات الثناء والشعور بجهودهم لتمسح كثيرا من العرق وتخفف كثيرا من العبء الذي يعتريهم، ومن الخطأ أن يأتي الحفل الختامي للحلقات، فتوزع الجوائز والهدايا على الطلاب، وينسى من وراء هذا الجهد، وينسى الجندي المجهول الذي نذر نفسه للعمل كل يوم لتظهر هذه النتائج التي رآها الناس. الأمر السابع: ما أجمل أن تخدم مشرفي الحلقات عندك بخدمات تشعرهم أولا بأهميتهم، وتخدمهم وتطورهم ثانيا، بالدورات التطويرية، واستضافة بعض العلماء والدعاة وغيرهم، وكذلك هدايا الكتب والأشرطة، وحتى رسائل الجوال المتميزة، وكل ما من شأنه أن يفيدهم ويطورهم. الأمر الثامن: إطلاعهم على نتائج عملهم، وإبراز جهودهم أمامهم، وإشعارهم أن هذه النتائج بجهودهم. الأمر التاسع: من الأمور المهمة: تحسين العلاقات الإنسانية بينك وبينهم، وبين بعضهم، وتطوير العلاقة الشخصية بينكم، وإقامة علاقات خارج جو العمل، فإن من شأن علاقات العمل إثارة جو متوتر، فإن فصلت بعلاقات أخوية كأن أدعى لتنشيط العمل، ومن أمثلة ذلك: دعوات العشاء والقهوة الودية بعيدا عن جو العمل، والسفر المشترك بينكم على وجه الخصوص دون طلاب الحلقة، والنزهة الخلوية، ولستم بحاجة إلى إثارة مشاكل العمل، بل تكون جلساتكم أخوية خالصة، لتسعدوا بعلاقة وطيدة ومحبة عميقة. أعانكم الله ووفقكم وسددنا وإياكم وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمات جليلة لأبناء المسلمين