27 ربيع الثاني 1428

السؤال

السلام عليكم.<BR>يا شيخ أنا محتار في أمري، فأنا طالب في حلقة، ومدرسي في هذه الحلقة قد أصدر أوامر، وقد أصاب في بعضها وقد أخطأ في البعض الآخر، وأريد أن أناقشه في هذا الموضوع، ونفسي تقول هذا من قلة الأدب. فأرشدني إلى طريقة أناقش بها مدرسي.

أجاب عنها:
اللجنة التربوية

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر لك تواصلك مع موقع المسلم وأسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد إن مما يعين على رفع مستوى العمل والتخلص من الأخطاء والسلبيات في مشاريعنا أن نسعى لتقويم أنفسنا ومن معنا من وقت لأخر وأن يعقب التقويم إصلاح الخطأ وتقويم المسيرة وتعديل المعوج. وما لم يكن لدينا جميعا صغيرنا وكبيرنا ورئيسنا ومرؤوسنا هذا التوجه وهذا الهم فإن مصير العمل هو الفشل لتراكم الأخطاء وانحراف الطريق تدريجيا دون أن ندرك أو نعي ذلك كلما طال بنا المسير وطبيعة البشر هي العرضة للخطأ والحاجة للإصلاح من وقت لآخر. وهذا في الحقيقة هو لب مبدأ الاحتساب والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ديننا الحنيف. وهذا التقويم وذلك النقد لا يستثني شيئا، سواء كان ذلك في ميدان الدعوة أو طلب العلم أو الأمور الدنيوية الأخرى. كما أنه لا يستثني أحدا مهما كبر مقامه فليس من معصوم سوى الأنبياء عليهم السلام. والنقد يجب أن يكون عملية مستمرة ودورية وروتينية وليست مرهونة بحصول مشكلة أو الوقوع في مأزق. ولذلك فأنا أشجعك على المضي في النقد والعمل على تصحيح الأخطاء وإبداء الملاحظات بشجاعة وعدم التردد في ذلك ولن يكون ذلك من قلة الأدب طالما انضبط بالضوابط والشروط ومنها: - أولا الإخلاص في ذلك. فإن النقد إن كان لهوى أو شهوة قلبية أو لدوافع شخصانية فإن مصيره الفشل والإخلاص هو رائد النجاح. - أن نتحقق من كونه خطأ قبل أن نسعى لنقده أو تغييره. وإن كان هناك شك في ذلك فنحول النقد حينئذ إلى عملية استفسار أو تساؤل أو مناقشة أو مراجعة لمن يقوم بالعمل ومحاولة الوصول معه إلى التصور الصحيح عن الأمر. - أن يتم النقد وفق آلية منضبطة شرعيا أخلاقيا فيكون بالحسنى والرفق بشكل مهذب لا يوحي لمن يتوجه إليه أنه انتقاد لشخصه أو لنيته أو أن يكون فيه مظهر انتقاص أو استعداء. ونستخدم له أرق العبارات وألطف الكلمات. وإن كان يحصل عبر رسالة مكتوبة أفضل من محادثة مباشرة فليكن. - أن يكون منضبطا إجرائيا بحيث يكون وفق آلية تضمن وصوله بخصوصية للشخص المقصود وأن لا يحصل بسببه إرباك للعمل أو فوضى أو كثرة القيل والقال. - أن يختار الشخص المناسب للقيام بعملية النقد والتقويم وربما من المناسب في بعض الأحيان أن تحيل الأمر إلى غيرك ممن قد يكون أحكم وأعلم وأدعى للقبول لدى الشخص المنتقد. - إن كان الخطأ يتعلق بعمل عام ولم تحصل استجابة فحينها لابد من الانتقال بالنقد إلى مقام أعلى لدى المسئولين عن العمل حتى يحصل التغيير المقصود. وفقنا الله وإياك لكل خير.