21 ربيع الثاني 1428

السؤال

أنا طالب في كلية الشريعة، وأحفظ من كتاب الله 5 أجزاء، وَضَعْت أهدافاً لي في هذه السنة: مواصلة حفظ 5 أجزاء التالية من القرآن، وسماع ألبوم شرح الآجرومية لابن عثيمين رحمه الله, ومَرَّ عليَّ الفصل الأول والثاني ولم أحقق شيئاً منها؛ لانشغالي بأمور الحلقة وبرامجها، وضغط الجامعة بالبحوث الصفية والاختبارات وحفظ المتون المقررة من قِبَل الدكاترة، وخدمة أهلي.<BR>أريد توجيهكم لي، حيث إني أشعر بانخفاض معدلي الدراسي. وجزاكم الله خيراً.<BR>

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأشكر لك زيارتك لموقع (المسلم) أخي.. أحيّي فيك همتك العالية، وسعيك في تطوير ذاتك وتحصيل علوم الدين والدنيا. يجيب ألا تشعر في نفسك بمشاعر الإحباط أو الاستياء حين تخفق في تحقيق بعض أهدافك، بل يجب أن يكون ما جرى من الإخفاق – أو ما تظنه إخفاقاً – وسيلة للتغيير نحو الأحسن. في مثل سنك، وهي سن النشاط والحيوية والإقبال على شتى الميادين، تتشوق النفوس نحو العمل والإنجاز والإسهام في مجالات الخير المختلفة . وقد يكون ذلك بسبب الدافع الذاتي القوي الذي تنعم به النفوس الكبيرة ذات الهمم العالية – جعلك الله منهم – أو بسبب دافع الزملاء وشركاء العمل الذين يحمّلون إخوانهم كثيرا من الأعمال ربما أكثر مما يطيقون بحسن نية أو لحاجة ملحة مع نقص الكوادر والطاقات. وحين لا يكون لدى الشخص حدود واضحة فيما يقبل أو يرفض أو فيما يحسن أو لا يحسن تحصل التراكمات وتتزاحم الأعمال فيضطر الشخص إلى التخلي عن بعض ما تكفل به أو يفشل في إنجاز ما طلب منه أو خطط له لضيق الوقت أو لافتقاده الأدوات اللازمة لنجاح العمل من مثل المهارات الذاتية والموارد البشرية والمادية. ولأجل هذا ، يجب أن تنظر إلى الأدوات التالية التي قد تساعدك في التغلب على ما وقعت فيه من إشكال: - <font color="#0000FF">اعرف حدود قدراتك ومهاراتك: </font> وذلك من خلال ما سبق لك من مشاركات وأعمال وانظر إلى مدى إسهامك فيها بقدراتك الشخصية. قد نرغب في عمل أشياء كثيرة أو المشاركة في أسهم الخير المتعددة ولكن تنقصنا المهارات لذلك فلننصرف إلى غيرها وفي كلٍ خير. - <font color="#0000FF">رتب ما يجب عليك القيام به من أمور الدين والدنيا </font>. هذا الترتيب يكون طبقا لأهمية الأمر (إن كان فرضا عينيا أو واجباً كفائياً أو التزاماً عائلياً لا يقوم به غيرك أو التزاما دراسيا إخفاقك فيه قد يعرضك لمشكلات مستقبلية تمنعك فيما بعد عن حياة سوية مستقرة) وطبقا للمدى الزمني الواجب تنفيذها فيه. فما يفوت يقدم على ما لا يرتبط بمناسبة زمنية معينة. - <font color="#0000FF">شمولية الإسلام لا تعني شمولية المسلم: </font> وأعني أن دوحة الإسلام وارفة الظلال وبساتينه ممتدة مليئة بأنواع الأشجار ولكن ليس على كل مسلم أن يأخذ من كل شجرة بطرف وأن يضع له قدما في كل ميدان. بل التخصص والإبداع في جانب واحد أو مهارة مفردة ربما كان أولى؛ وثواب الله وحسن جزءاه تعالى مرده إلى النية لا إلى شكل العمل وقدره. - <font color="#0000FF">راجع خططك الزمنية </font> ومدى نجاحك في تحصيل ما هدفت إليه. هذه المراجعة يمكن أن تتم دوريا بشكل مستمر (كل ستة أشهر مثلا) إلا أن تظهر لك مؤشرات تستدعي مراجعة عاجلة مثل ما ذكرت من انخفاض معدلك الدراسي. - <font color="#0000FF">تعلم قول لا </font>. لا تتحمل أعمالا وأعباء وأنت تدرك - باحتمال كبير - أنك لن تنجح فيها أو لن تنجزها في الموعد المحدد. تعلم أن ترفض التكليفات بطريقة مهذبة لبقة ليس بدعوى التخلص أو التهرب وإنما لانشغالك بما هو أهم وأجدي وأولى. وفي المقابل يمكن أن تتخلى عن ما أنت عليه من عمل إن رأيت أن ما يعرض عليك أهم منه (تتخلى عنه إما بتفويض غيرك لعمله أو تأجيله أو غير ذلك) . - <font color="#0000FF">تحقق من برامجك اليومية والأسبوعية </font>. هل هي فعلا منظمة ومرتبة؟ - <font color="#0000FF">الترويح لأجل مزيد من العمل </font>. لا تغرق في العمل إلى حد الإجهاد فيحدث التراخي والفتور المقعد. ابحث عن ترويح تعيد به شحن طاقتك وترقب في ساعات صفائه وخلو بالك فيه ما أنت عليه وإلى أين تمضى في طريقك؟ وفقنا الله وإياك لكل خير.