27 محرم 1429

السؤال

طلابي في الحلقة التحقوا بها ثم تركوها, ما هي الوسائل لإعادتهم؟

أجاب عنها:
فهد السيف

الجواب

تشكو – أخي السائل - من ترك طلابك للحلقة بعد أن التحقوا بها، وتطلب بعض الوسائل لإعادتهم. وقبل الدخول لتلك الوسائل عليك أن تعرف أنه لا يشترط أن يكون انسحاب الطلاب من الحلقة دليلا على سوء الحلقة، بل قد يكون ذلك دليلا على ضعف التربية لأولئك الطلاب، ومحافظتك على عدد قليل لكنه مميز، خير من جمع عدد كبير لا فائدة منه، وحين تكون حريصا على تلك المجموعة وإن كانت ضعيفة فإن عليك أن تجعل أهدافك وفق قدراتك وقدرات أبنائك. ولمعرفة الوسائل المناسبة ينبغي معرفة أسباب تركهم للحلقة، فإذا عُرِف السبب بطل العجب، فقد يكون الاختبارات، وقد يكون السبب الشدة في التعامل، وقد يكون السبب وجود بعض الطلاب المنفرين، وقد يكون بعض المعلمين سببا في ذلك، وقد يكون المنهج الطويل، وقد يكون قلة الدعم، وقد يكون وجود حلقات قريبة نشيطة منافسة، وقد يكون غير ذلك، مما تستطيع معرفته بخبرتك بطلابك، أو بسؤال بعضهم. وهاهنا أدرج إليك بعض المقترحات التي تجعلك تحافظ على طلابك، لئلا ينسلّوا من بين يديك هنا وهناك: 1. التجديد والتطوير، وذلك لئلا يصيب الملل طلابك بسبب الرتابة اليومية، ولن أفصل في البرامج التجديدية لئلا أقيدك بما أذكر، ولأنك أعرف بما يناسب حلقتك، كما يمكنك الحصول عليها من غيرك ممن مشرفي الحلقات، أما التطوير فمن شأنه أن يطورك أنت ومن معك من المشرفين والمعلمين للأساليب التربوية المناسبة وطرق التعامل وغيرها، وكذلك تطوير طلابك وتحفيزهم وحثهم على تطوير أنفسهم والرقي بمستوياتهم. 2. أحثك أيضا على الاهتمام بالجانب الإعلامي في الدعوة إلى حلقتك من حيث الإعلان عنها قبل بدئها، والتواصل الإعلامي مع جماعة المسجد ليتعرفوا على التقدم الذي يحصل لتلاميذك من خلال اللوحات المعلقة في المسجد، مثل: الطالب المثالي، وأفضل طالب وكذلك لوحات المسابقات التنافسية، وكذلك كتابة مطوية تظهر فيها أبرز نتائج الحلقة والتي من شأنها حفز أولياء الأمور والطلاب للانضمام إلى الحلقة، وليكن للخطاب المباشر مع أولياء الأمور دور في إشراك أبنائهم في الحلقة. 3. وبعد مشاركة الطلاب ينبغي أن تتواصل مع آبائهم وتخبرهم بمستويات أبنائهم، وبعض الحلقات يتواصل برسائل الجوال مع الآباء كل يوم يعرّفه أين وصل ابنه ومستواه الدراسي، والأهم من ذلك: إخبارهم في حال غياب أبنائهم. 4. ليكن تعاملك مع طلابك تعامل الأب والأخ الرحيم الشفيق المحب، لكي تكون محبوبا لهم يقبلون نصائحك ويستمعون لتوجيهاتك، ويأتون إلى الحلقة وهم راغبون غير راهبين، أو مرغمين من آبائهم. 5. لا تنس جانب الحوافز المادية والمعنوية التي من شأنها أن ترغب الطلاب في الحلقة، كأن تكون هناك جوائز للطالب المثالي، أو الطالب الذي يحفظ أفضل، أو كلما ختم جزءَا واختبر فيه ونجح. 6. أيضًا: المسابقات التنافسية التي من شأنها تحفيز الطلاب، وترغيبهم في الحلقة، بحيث تكون المسابقة تحوي جودة الحفظ وكثرته، والجودة مقدمة –بلا شك- ، ومن ذلك استخدام البطاقات التي كلما جمع الطالب منها عددا لا بأس به تحدده أنت يحصل على جائزة، والأفكار في ذلك كثيرة تجدها مبثوثة في هذه الشبكة العنكبوتية ولدى الحلقات النشيطة. 7. من المهم أن تكون محل ثقة الآباء، فهم حين يضعون أبناءهم عندك يضعون عندك ثمرات أفئدتهم، ووجود خلل في المتابعة، أو وجود بعض الأخطاء التربوية أو اكتساب بعض السلوكيات الخاطئة من زملائهم، وهذا يكثر عند الحلقات التي آخر عهدها بالطالب كل يوم بعدما ينتهي من التسميع ليخرج عند باب المسجد ويجتمع مع بقية زملائه وغيرهم ممن لا تُعلم سلوكياتهم، وربما تبادلوا رسائل الجوال والبلوتوث التي لا يُدرى عن محتوياتها. 8. احرص على الاستفادة من الحلقات المميزة والتي استطاعت زيادة أعداد طلابها فضلا عن انسحابهم منها، وتعرف منهم على أفضل الجوانب التي تُرَغِّبُ الطلاب في الحلقات، بشرط ألا يكون ذلك على حساب أهدافك، ولتكن لك زيارات منتظمة للاستفادة وتلاقح التجارب. 9. وكما تستفيد من خبرات تلك الحلقات فعليك أن تستفيد من أفكار الحلقات في مواقع الشبكة العنكبوتية، وجمع الأفكار وتمحيصها واختيار ما يناسبك منها، وكذلك يمكنك الاستفادة من الكتب الموجودة في فن الإشراف على الحلقات. 10. من الجيد أن تستفيد من الطاقات الخارجية، وتبحث عمن يعينك على القيام بأمر حلقتك ولا تكون كاليد الواحدة التي لا تصفق، بل يكون لك معين أو أكثر بحسب عدد طلابك، وتكون إدارة الحلقة بالمشورة وتوزيع العمل. 11. أيضًا: يمكنك عندما تعجزك الحيل أن تنضوي تحت حلقة مميزة ونشيطة، فتطلب منهم أن تكون حلقتك شعبة من شعبهم يعينونك على متابعتها وتطويرها وتستفيد من تجاربهم وجهودهم. أرجو أن أكون قدمت لك شيئا مفيداً.