أنت هنا

موقع ( المسلم) يحاور اللجنة الأوربية لنصرة خير البرية
24 ذو الحجه 1426

لقاء مع أحد الإخوة أعضاء اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية في الدنمارك حول الموضوع المثار حديثاً، وهو السخرية والاستهزاء بالنبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ من قبل الجهات الصحفية والإعلامية هناك. في البداية نرحب بكم في موقع المسلم، ونود أن نحصل منكم على بعض المعلومات وتعريف بسيط عن اللجنة التي تحملت عبء الدفاع عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ نيابة عن الأمة _جزاكم الله خيراً_.
بداية أحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأثني عليه بما هو أهله، وأسأله _سبحانه وتعالى_ أن يلهمنا الصواب في أمورنا ويتجاوز عن سيئات أعمالنا، كما أنني أشكر موقع المسلم على استضافتي لأقوم وأتشرف بنصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ من هذا الموقع المبارك المعروف بجديته وانتصاره لقضايا الإسلام.
اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية النبي _صلى الله عليه وسلم_ في الدنمارك تتكون من إخواننا وزملائنا ً من جنسيات مختلفة خرجوا إلى الدنمارك؛ بعضهم لبنانيون وبعضهم فلسطينيون وبعضهم من جنسيات غير عربية أقاموا في الدنمارك وعملوا هناك، إما بالتجارة وإما بالدعوة وإما بأمور شتى يطلبون الأمان والسلام ويفرون بدينهم من الظلم الذي لحق بهم في بلدانهم، وعلى أن تلك البلاد لا يُظلم فيها أحد! هكذا كانوا يتوقعون. (رئيس اللجنة) الشيخ رائد حليحل من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من كلية الشريعة، وبقية أعضاء اللجنة مكونة من شخصيات تمثل جمعيات إسلامية رسمية في الدنمارك عددها سبع عشرة جمعية، إضافة إلى إخوة آخرين.

هل هناك جهات رسمية حكومية من أي دولة من دول العالم الإسلامي أو شخصيات ذات صفة رسمية مشاركة معكم في هذه اللجنة؟
لا يوجد، كلها جهات شعبية فقط.

نرغب منكم الآن أن تعطونا فكرة عن بدايات هذه القصة ونوايا من بدؤوا به؟ هل كانت بتخطيط وبقصد أم بدون قصد؟و متى كانت وكيف صارت؟
في بداية الأمر توحي الأحداث أن الأمر غير مخطط له، ولكن تفاعلات الأمر وحيثياته وتداعياته دلت على أن هناك شيئاً كان يخطط في خفاء ويراد له. بداية الأمر كانت أن كاتباً دنماركياً كتب كتاباً عن الإسلام وعلى طريقة الغربيين أراد الترويج لهذا الكتاب بطريقة لافتة وجذابة، فأسعفته قريحته أنه لو وضع على الغلاف صورة للرسول محمد _صلى الله عليه وسلم_ ربما راج الكتاب وازدادت مبيعاته، فخاطب أحد الرسامين يطلب منه أن يتخيل له محمداً ويرسم له صورة لتكون غلافاً، والمفاجأة أن أكثر من رسام من أهل الدنمارك امتنعوا خوفاً من غضبة المسلمين، إذ إنه قبل مدة قُتل مخرج سينمائي في هولندا أخرج فيلماً يسيء للإسلام، فربما خشوا على أنفسهم من هذه العاقبة، وانتشر الأمر أن هناك رسامين خافوا أن يعبروا عن آرائهم.
وصل الخبر إلى مدير تحرير صحيفة يولاند بوستن، الذي أزعجه الأمر وعدّه كتماً للحريات، وبالمناسبة صحيفة يولاند بوستن هي صحيفة الحزب الحاكم في الدنمارك، وتنطق باسم رئاسة الوزارة، وهي صحيفة موثوقة عند الدنماركيين وواسعة الانتشار تضاهي المجازين ونيويورك تايمز، ومبيعاتها في اليوم أكثر من مليون نسخة، والدنماركيون بالذات والدول الاسكندنافية يصدقون الإعلام بشكل جدي وقوي،يعني لا يفكرون أبداً مع وجود الإعلام ويصدقونه في كل ما يبلغهم به. فانبرى هذا الرجل _كما يقول_ غيرة على الديمقراطية وعلى الحرية، انبرى لكيلا تصاب الحرية في مهدها وتضرب الديمقراطية في أرضها، وأنه لا ينبغي أبداً لأحد أن يخشى من أن يعبر عن رأيه في أرض الحريات وفي أرض الديمقراطية، فقام هو وتولى كبر مسألة الدفاع عن هذه التصورات الخاطئة، وأنه يحق لمن شاء أن يفعل ما يشاء دون حدود! فخاطب 40 رساماً في الدنمارك يطالبهم، وربما عبر مسابقة ووضع حوافز برسم صورة متخيلة لمحمد _صلى الله عليه وسلم_ على الطريقة التي يشتهون وبأي طريقة يشاؤون وضمن لهم أنه سينزلها في الصحيفة من غير تحفظ، فأجابه 12 رساماً، وأرسلوا له صوراً – موجودة لدينا – وهي صور شنيعة تدل على رداءة في التفكير وعلى انحطاط حقيقة في المستوى. أحياناً صور لا تدل على شيء أبداً وغير مفهومة , وبعضها لا تدري ما يراد منها، وأحياناً بابا نويل للمسلمين، وأحياناً رسوم تشكيلية غير مفهومة وأخرى قبيحة (راجع شرح الصور في موقع المسلم)، وهي صور مقذعة مقرفة، ولولا ضرورة تعريف المسلمين بهذا المستوى الساقط من التعابير ما كان ينبغي لها أن تنشر أصلاً أو يتكلم عنها.
نشرت الصور قبل رمضان بخمسة أيام كلها، وبقيت الصور تنشر على مدى سبعة أيام متوالية إلى بداية رمضان، أي يكرر كل يوم نشر نفس الصور، ثم دعمت الصور بمقال لرئيس التحرير مترجم لدى الموقع (انظر نصه)، وكلما جاء مشاركة جديدة من رسام جديد كان يلحقها في اليوم التالي وهكذا، وبيّن أن السبب الذي دفعه إلى نشر الصور بمقال دبجه ذكر فيه أنه يريد أن يكسر ويحطم كبرياء المسلمين، وأنه لا ينبغي أن يكون هناك شيء غير قابل للنقد، وأنهم مثلهم مثل غيرهم من الأمم، وعليهم أن يقبلوا النقد سواء بطريقة مرسومة أو بطريقة مكتوبة، وزعم أن المسلمين أو عوام المسلمين أكثر من يقبل النقد لكن المشكلة في قساوسة المسلمين _على حد تعبيره_ ويقصد العلماء والشيوخ الذين يحتكرون موضوع قدسية القرآن الكريم _كما يزعم_.

ثم ماذا حدث بعد ذلك.. هل نُشرت الصور؟
نشروا الصور وكانت الطريقة تبدو كأنها غير مبرمجة، لكن اكتشفنا أنها كانت مبيتة أو كان هناك مخطط مبيت من خلال بعض الرسوم التي تحكي ردة فعل المسلمين وكيفية الرد عليها، وهذا يدل على أن المسألة كان مخططاً لها وهي تدرس ردات الفعل ويحضر للجواب عنها، وكانت ردة فعلنا الأولى من الدنمارك، الإخوة في المراكز الإسلامية والأوقاف الإسلامية والمنتديات والمساجد والجمعيات تنادوا وبدؤوا يتدارسون كيفية الرد على هذه الحملة المسعورة، وذلك في اليوم التالي للنشر مباشرة، وشكلت لجنة لنصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وتشكلت هذه اللجنة من غالب المؤسسات الإسلامية العاملة في الدنمارك.

لماذا الدنمارك؟ معروف أن الدنمارك دولة صغيرة، وأنها مسالمة، فما هو في تصوركم السبب في أنها قامت بهذا الفعل ولم تكن دولة أخرى من الدول الأكثر جفاء للإسلام، ماهو تفسيركم لذلك؟
الدنمارك في سياستها تبع لأمريكا، ولها قوة في العراق وهي تنفذ ما يملى عليها في السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية مباشرة، وينعكس على الدنمارك كل ما يطبق في الأمن الأمريكي ويطبق مباشرة على الجالية المسلمة – خاصة أنها أقلية- فالتأثر بالهجمة الأمريكية شديد وقوي ومشترك.

هل تتوقع أن هناك صلات أو ترتيبات خارج الدنمارك شاركت في هذه الحملة من بعض الدول أو الجهات؟ أم أن الأمر كان داخلياً بحتاً؟
نتوقع أنً هناك تدخلا، ولكن هل كان ذلك منذ البداية أم جاء فيما بعد؟ لا نعلم ، فقد زارت النائبة في البرلمان الهولندي في نفس الوقت الدنمارك واجتمعت برئيس مجلس الوزراء في الوقت الذي رفض فيه أن يستقبل رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية والإسلامية وعددهم 13 سفيراً . رفض مقابلتهم وإعطاءهم موعداً، وادعى الانشغال بينما قابل النائبة الهولندية، وكانت التصريحات التي صدرت عن اللقاء تدل على أنهما كانا يبحثان في نفس الموضوع، حيث قالت النائبة: إنها منذ (22/6/1422) 11 سبتمبر غيرت رأيها في الإسلام، وأن النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ هو مجرد ديكتاتوري مثل صدام حسين، وإنها تريد أن تمثل فيلماً في الدنمارك لتستفيد من أجواء الحرية فيها عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ وتعرف به -على طريقتها طبعاً-، هذه المرأة من أصل صومالي وارتدّت عن الإسلام، وعلى إثر ذلك كُرِّمت وصارت سياسية في هولندا، وهي التي كتبت الفيلم الذي مُثِّل في هولندا، وقُتل مخرجه (فان جوخ)، وأصبحت بعد ذلك تمشي بحراسة مشددة وأمن من الخوف النفسي.
لاأدري كيف يستقبلها -و في نفس الوقت يرفض رئيس الوزراء استقبال رؤساء البعثات الدبلوماسية الإسلامية والعربية- ويكرّمها ويقلّدها وساماً ويعبّر عن إعجابه بحريتها وتقدميتها وهي في نفس الوقت عبّرت عن سرورها بالأجواء الديمقراطية والحرية في الدنمارك، وقررت أن تصنع فيلماً ساخراً عن شخصية الرسول _صلى الله عليه وسلم_، هذا يدل على أن هناك جهات أخرى تشارك في الموضوع.

أخي هل للحزب للحاكم سيطرة على هذه الصحيفة، حيث إن الصحيفة تابعة للحزب، فهل له سيطرة بمعنى أنه يستطيع أن يغيّر أو يقدّم اعتذاراً أو يرشدها أم أنهم فعلاً يتبعون الأساليب القضائية والقانونية في بلدهم، أي أن الحزب كيان سياسي والصحيفة كيان إعلامي، وإذا أردنا أن نتعامل مع الصحيفة فعلينا أن نلجأ للقضاء؟
هذا ما قاله رئيس الوزراء: عندكم المحاكم قدّموا دعوى، نحن لا نستطيع أن نمنع حرية الرأي. هكذا زعموا، لكن أنتم تعلمون جيداً يا إخواني أن الساسة في كل البلدان يستطيعون ولهم طرقهم في التأثير على الصحافة، ولاسيما إذا كانت صحافة مسيسة وتتبع لجهة سياسية وهي البوق للحزب، وتتكلم بلسان حاله وتنشر أفكاره ومبادئه في الدنمارك، وهي الناطقة باسمه، ومقربة جداً جداً للحزب.

هل للصحيفة وللحزب سوابق في الدنمارك في حالات مماثلة؟
على حد علمي أن ليس لهم سوابق، خاصة أن هذا الحزب وصل للحكم حديثاً وليس قديماً، وقد انتقده رئيس الوزراء السابق الذي كان له موقف قوي ومشرف من رئيس الوزراء الحالي، واتهمه بالحمق والسذاجه، وكيف يتبنى مثل هذه الحماقات، وكيف يرفض مقابلة رؤساء بعثات دبلوماسية للدنمارك مصالح كبرى اقتصادية عندها، وأيضاً انتقده دبلوماسيون دنماركيون عملوا في البلدان العربية الإسلامية فخاطبوه بلهجة قاسية هو والحكومة الحالية، واتهموها بعدم الحنكة وعدم المعرفة.

هل رئيس التحرير والكاتب والرسامون ممن نسميهم بالنصارى المتدينين أم أنهم لا دينيين؟ بمعنى إن بعض الغربيين لا يعترف بنصرانية ولا بغيرها، والقانون عنده فوق كل شيء، فهل هم من هذه الفئة أم ممن يلتزمون بالنصرانية المحرفة الحالية؟
هم لا دينيون، مما علمنا عنهم أنهم كذلك. عموماً التدين في الدول الاسكندنافية ضعيف جداً جداً، حتى الكنائس عندهم مهجورة، وهم لا يتورعون حتى عن الاستهزاء بعيسى _عليه الصلاة والسلام_ بل إنهم أنتجوا فيلماً فيه إساءة لعيسى _عليه السلام_.

تردد أن المحكمة والمدعي العام رفضا قبول القضية بحجة أن القوانين في الدنمارك لا تتعامل مع هذه القضية، هل هذا الحدث صحيح؟
نعم تم رفض الدعوى التي رفعها الإخوة المسلمون في الدنمارك على هذه الصحيفة،كما حثنا رئيس الوزراء!!! حيث قال: ارفعوا قضية على الصحيفة وعندكم القضاء، ولكن رفضها المدعي العام وردّها، ولكننا الآن نستأنف القضية، وقد وكّلنا محامين من الدنمارك ومن أمريكا، حيث إن قانون بعض الولايات مماثل لقانون الدنمارك، وكأن أحدهما استنسخ من الآخر، فهناك محامون خبراء من أمريكا قبلوا أن يدخلوا في هذه الدعوى وعلى علم ببعض الثغرات التي تمكنهم من الوصول _إن شاء الله عز وجل_.

هل ستكون القضية في الدنمارك أم في الدنمارك وأمريكا؟
لا، القضية في الدنمارك.

لماذا لا ترفع القضية في الدول العربية، إذا رفضت محاكمهم فما الإشكال في أن ترفع في محاكمنا؟ ولا نتوقع أن يوجد دولة مسلمة ترفض مثل هذه القضية، حيث إن الأمر يتعلق بالرسول الكريم محمد _صلى الله عليه وسلم_ الذي لا يختلف عليه أحد من المسلمين مهما كانت ثقافته، ثم بعد ذلك نلاحق من تثبت عليه التهمة والحكم عن طريق الشرطة الدولية؟
الذي علمته الآن أن اللجنة العالمية للنصرة خاتم الأنبياء _عليه الصلاة والسلام_ والجمعيات في الدنمارك يبحثون هذه المسألة بجدية، ونشكركم على هذا الاقتراح والتحرك الآن سيكون بشكل دولي.

ماذا كانت ردة فعل الصحيفة؟ هل طلبت الجمعيات لقاء رئيس التحرير أو مسؤولين في الصحيفة، وماذا كان ردهم؟
خاطبناهم وطالبناهم بالاعتذار، ولكن لم نطلب مقابلة رئيس التحرير، لكن الصحيفة حاولت مقابلة (رئيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية) الشيخ/ رائد حليحل لتناقش معه الموضوع في مقابلة، فرفض إلا أن تنشر اعتذاراً أو أن تنزل له مقالاً كاملاً من غير تشويه، ثم بعدها يقابلهم، وكتب مقالاً في الرد عليهم فنشروه مشوهاً، وفسّروه ودبجوه بطريقتهم بحيث لا يؤدي الغرض المراد منه، ونشروا الاحتجاجات التي أرسلت إليهم مقتضبة ومختصرة لا تؤدي الغرض.

هل - حسب علمكم - وصلت لهم استنكارات وردود فعل ورسائل من مختلف أنحاء العالم للصحيفة؟
كثيراً جداً جداً، وللسفارات الدنماركية في مصر وفي لبنان بالآلاف، حتى إن السفير الدنماركي في مصر خاطب الخارجية الدنماركية مستغيثاً ومستجيراً، وكان للمفتي الشيخ علي جمعة ومجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر وحتى الخارجية المصرية نشاط كبير في القضية، بل والشعب المسلم في مصر، هذا الشعب المبارك الحي الغيور على دينه انتقد، حيث أرسل رسائل احتجاج على فاكس السفارة الدنمركية وأرسل مراسيل الكترونية ورسائل استنكار ونشط في الدعوة إلى المقاطعة الاقتصادية وفي الانتصار للرسول _صلى الله عليه وسلم_، فكانت هناك استغاثة من سفير الدنمارك في مصر أنهم متورطون ولا يستطيعون مواجه الاحتجاج والضغط، وعلى إثرها تحرك الاتحاد الأوروبي وأرسل إلى رئاسة الوزارة الدنماركية مستنكراً هذا العمل، وتحركت الأمم المتحدة، حيث نشطت الجامعة العربية وناقشت القضية مع كوفي عنان، وبُحث الملف أيضاً في قمة المؤتمر الإسلامي الاستثنائية في مكة وأشير إليه وإن كان إشارة باقتضاب. والآن بدأ الأمر يتفاعل أكثر وأكثر، حيث علمنا عن الموقف الجيد جداً للأستاذ عبد الله بن عبد المحسن التركي، الذي استنكر فيه فعل الدنمارك والنرويج والإساءة لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ من خلال نشر هذه الرسوم وإعادة نشرها في صحف دولة بعد أخرى .

نعود إلى ردة فعل الصحيفة، قلتم: إنهم هم طلبوا لقاء رئيس اللجنة، ولكنه رفض إلا بعد أن ينشروا اعتذاراً أو مقالاً كاملاً دون تشويه ولكنهم شوّهوه، ماذا حدث بعد ذلك بين الجمعيات الإسلامية في الدنمارك وبين الصحيفة؟
في ملفنا الذي معنا وثائق وبيانات من أكثر من هيئة إسلامية في الدنمارك،بعضها خاص وبعضها مشترك مثل الوقف الاسكندنافي في العاصمة كوبنهاجن ومن الوقف الإسلامي في أودنسي ومن غيرهم كلها تخاطب الصحيفة وتخاطب رئاسة الوزراء وسفراء الدول الإسلامية العاملين في الدنمارك بأن المطلوب من الصحيفة أن تسحب الرسوم وتنتهي القضية، ولكن رفضت الصحيفة وقابلت هذا الموضوع بمزيد من الرسوم ومزيد من المقالات المتهجمة حتى أنها – وهذا مما يثير العجب – نشرت مقالاً باللغة العربية في صفحاتها،علماً أن الدول الاسكندنافية متعصبة للغتها، ولكن تخلت عن تعصبها وأنزلت مقالاً تتحدى فيه المسلمين باللغة العربية نشرتها صحيفتها على صفحتها في الإنترنت بعنوان "الكلمة حرة" أكد فيه رئيس التحرير أنه يرفض الاعتذار وأنه ماض في هذا الأمر؛ لأنه يدعم الحرية.

من وجهة نظري فإن الاعتذار لا يكفي، كنت أسألكم ماذا تريدون؟ فقلتم: نريد الاعتذار، لكن الاعتذار حتى لو كان في البداية فإنه لا يكفي، فماذا تريدون الآن من الصحيفة بعد تماديهم؟
كان مطلوباً في البداية أن تعتذر الصحيفة وألا يظهر أن هناك عملاً متعمداً، وبالاعتذار وسحب هذه الرسوم تطييب مشاعر المسلمين داخل الدنمارك، وكان مطلوباً أن يبقى الأمر في إطار الدنمارك كقضية داخلية تهم المسلمين في الدنمارك، وحيث إنهم مواطنون ولهم حق ألا يساء إلى مقدساتهم. كان ذلك مطلباً داخلياً من المسلمين في الدنمارك فقط قبل أن يخرج للعالم الإسلام، أما الآن وقد خرج إلى العالم الإسلامي، فلا شك أن الموضوع يحتاج إلى أكثر من اعتذار، وستقرر الجمعيات الإسلامية في العالم ما هو الاعتذار المقابل.

كان هناك في السابق بعض الإساءات للجالية المسلمة في أمريكا من قبل شركة nike التي تصنع المعدات والتجهيزات الرياضية، وكانت الشركة حقيقة كريمة في ردها واعتذارها مما بنى ألفة بينها وبين المسلمين، فتبنت إنشاء ملاعب وصالات رياضية للجالية المسلمة في أمريكا بقيمة 150 مليون دولار أمريكي كنوع من الاعتذار المادي، وتعهُّد بعدم تكرار ما حدث حينها من قبل الشركة مرة أخرى،. لماذا لا نطالب الصحيفة بامتيازات وفوائد لمصلحة الجالية المسلمة في الدنمارك كنوع من الاعتذار؟
لجنة المناصرة في الدنمارك تدرس الأمر، وهي في اجتماع مفتوح يناقش كل الاحتمالات وكل الخيارات وتضع كل ما يمكن أن يُطلب طبعاً بالتشاور الآن بعد ما خرج الموضوع عن الدنمارك التشاور مع كل المعنيين في العالم الإسلامي، ومنهم موقع المسلم الذي يطالب بالتعويض المادي والصلاحيات والامتيازات الإضافية للجالية كنوع من الاعتذار ولا نقبل بأقل من ذلك _إن شاء الله_ وبإذن الله هذا ما نتمناه، لكننا نريد أن يكون الطلب من خلال بيان رسمي تقوم به اللجنة بعد دراسة كل الاحتمالات التي تعيد الاعتبار إلى كرامة الأمة وإلى كرامة النبي _صلى الله عليه وسلم_.

هل يمكن أن تعطينا فكرة عن قصة الفيلم الذي صوّره المخرج الهولندي فان جوخ، والذي قُتل بعد ذلك؟
باختصار فيلم يراد منه الإساءة إلى الإسلام بشكل سفيه، أحد المشاهد يدلك على ما يحمله هذا الفيلم من سوء وانحطاط، امرأة عارية تكشف أكثر مما تستر مكتوب على جسدها العاري آيات من القرآن الكريم!!!!!!!!!!!!!!!! وصورة لامرأة تصلي كُتب على جسدها العاري أيضا "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة..." إلى آخر الآية، طبعاً هذا مشهد من المشاهد، فتصور ما المستوى الذي يحمله هذا الفيلم، ما القيمة التي يحملها هذا الفيلم؟!!

بدأت القضية بجريدة مشهورة، ثم بعد ذلك استمرأت الصحف المغمورة الأمر ونشرت رسوماً أخرى غير الـ12 رسماً حتى تزيد في مبيعاتها، فاستخدموا الرسوم لزيادة المبيعات، هل هذا صحيح؟
صحيح تماماً وهناك رسوم لم تنشر في الصحف أرسلت إلى بيوت المسلمين تحمل بعضها إما التهديد بالقتل أو صور أكثر قباحة كصورة وجه مختلط بين وجه إنسان ووجه خنزير، يزعمون أنه وجه الرسول الكريم الأمين.

ممن أرسلت؟
من مجهول.

هل تدخلت الشرطة الدنماركية في الأمر، وبدأت في التحقيق لاكتشاف من هم المجهولون الذين فعلوا ذلك؟
لم يفعلوا ذلك .

هل تعرف أحداً من المسلمين طلب تحقيقاً؛ لأن هذا يهدد حياتهم؟
نعم؛ لأن بعض الرسوم تحمل تهديداً بالقتل وتأمر المسلمين بالخروج من الدنمارك، وهو تهديد ينافي الحرية التي ينادون بها وتطرف يشبه النازية، هناك حزب ومجموعات تشبه المجموعات النازية المتعصبة للقومية الدنماركية، وترى أن كل غريب غير دنماركي في الأصل هو أجنبي يجب أن يغادر على غير رجعه.