أنت هنا

التطبيع.. أيصبح العدو اللدود صديقاً حميماً! 3
9 ربيع الثاني 1427

سابعاً: مبادرات التطبيع الجديدة: أ - خارطة الطريق:
إن هذه المبادرة ليست معاهدة رسمية، بل هي خطة عملٍ تتطلّب من السلطة الفلسطينية ومن دولة الكيان القيام بأعمالٍ عدةٍ في المجالات الأمنية والإنسانية من أجل تهدئة الأوضاع وتحسين عوامل الثقة بين الطرفين من أجل العودة إلى المفاوضات، وتتكوّن خارطة الطريق من ثلاث مراحل رئيسة:

المرحلة الأولى: استتباب الأمن للكيان الصهيوني بالقضاء على من يسمونهم بـ (الإرهابيين) - المقاومة الفلسطينية - حيث تعلن السلطة الفلسطينية عدم شرعية المقاومة وتعد المقاومين (إرهابيين) خارجين عن القانون يجب محاربتهم واجتثاثهم بالقوة من المجتمع الفلسطيني والقضاء عليهم كلية , وعليها كذلك أن تمنع وتوقف جميع مظاهر التحريض ضد الكيان في أجهزة الإعلام وخطب المساجد والمناهج الدراسية التي ستُبدل إلى منهاجٍ جديدٍ شبيهٍ بالمنهاج الأميركي المُصمّم لمدارس العراق , وتشمل هذه المرحلة أيضاً إصلاحاتٍ جذريةٍ في جميع المؤسسات الحكومية الفلسطينية لكي تتعاون تماماً مع الكيان الصهيوني في جميع مجالات الأمن (أمن الكيان الصهيوني) , وبعد أن تقوم السلطة الفلسطينية بجميع هذه الأعمال تقوم دولة الكيان بتقديم التسهيلات الإنسانية المعيشية للفلسطينيين وتفكيك مستوطنات ما بعد 28 أيلول 2000م وتجميد عمليات اغتصاب الأراضي وبناء المستعمرات عليها.

المرحلة الثانية: قيام دولة فلسطينية في غضون عامين أي عام 2005 م، قابلة للاستمرار وللنمو حسب تصوّر (الرئيس الأميركي) جورج بوش، وهانحن في بداية عام 2006 م ولم ترى هذه الدولة النور بعد!!.

المرحلة الثالثة: وتعد المرحلة النهائية للصراع الفلسطيني الصهيوني حيث يقوم الطرفان بالمفاوضات النهائية من أجل إحلال سلامٍ شاملٍ في المنطقة.

ب – المبادرة العربية:
هذه المبادرة في الأصل مبادرة سعودية (مبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد) ثم سميت بالمبادرة العربية بعد أن تبنتها قمة بيروت وهذه المبادرة لم تأخذ مجمل الحقوق الفلسطينية بعين الاعتبار بل حصرت الحقوق في الانسحاب الإسرائيلي من الضفة والقطاع إلى حدود عام 1967 م وفي الدولة الفلسطينية، ونلاحظ كذلك أن الكيان الصهيوني عندما رحب بهذه المبادرة لم يأخذ منها إلا جانب التطبيع والاعتراف العربي الذي سيحصل عليه، أما ما يترتب عليها من التزامات، وهو الانسحاب الكامل والاعتراف بالدولة المستقلة لم يشر إليه الترحيب اليهودي بل عندما أشار إليه، قال إن ذلك يأتي عبر المفاوضات، ومن أبرز بنود هذه المبادرة:
1- إقامة علاقات كاملة بين الكيان الصهيوني وكل الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية.
2- العمل طبقاً لأسس وبنود قرارات مجلس الأمن الدولي أرقام 242، 338، 425.
3- الالتزام بالقرار 194 لمجلس الأمن خاصة فيما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 م.
4- ضرورة توافر ضمانات كتابية أمريكية لنجاح المبادرة والتزام الكيان الصهيوني في حالة قبولها.
5- تحديد وضع القدس باعتبارها أراضي عربية احتلت صباح يوم 5 يونيو 1967م، وبهذا ينطبق عليه قرارات مجلس الأمن الداعية لانسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود 4 يونيو 1967 م.
6- اعتبار الحدود الدولية هي الحدود التي كانت على أرض الواقع يوم 4 يونيو1967م.
7- تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام وهو ما جاءت به قرارات مؤتمر مدريد للسلام 1991 م.

وقد اعتبر شيمون بيريز (وزير الخارجية الإسرائيلي) المبادرة "مرنة" بشأن القدس، ومواضيع أخرى، وقال لشبكة "فرانس - 2" التلفزيونية، الأربعاء 26-2-2002م: إن تقاسم المدينة المقدسة سوف يتضمن الإبقاء على مواقع إسرائيلية في القدس الشرقية، حيث ستبقى بعض القطاعات بين يدي إسرائيل , وأضاف أن الحلول التي تطرحها المبادرة تقوم على "تبادل أراض" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع اعترافها في الوقت نفسه بأن وضع المستوطنات اليهودية يشكِّل واقعًا من الصعب جدًّا تغييره, واستبعد إجراء أي "اتصال مباشر" مع المسئولين السعوديين في الوقت الراهن,وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد نشرت في 26-2-2002م: إن المبادرة السعودية تنطوي على أهمية كبيرة لإسرائيل، تتمثل في اعتراف 22 دولة أعضاء في الجامعة العربية بها، وإقامة علاقات كاملة معها.

وقد قيل أن المبادرة تأتي في سياق تفاهم أمريكي - عربي في صورة مقايضة بين القضية الفلسطينية والعراق؛ بحيث توافق الدول العربية على إطاحة النظام العراقي في بغداد عبر غزو على غرار غزو أفغانستان مقابل تهدئة الأوضاع في فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وربما لهذا تم التركيز في هذه المبادرة على فكرة (التطبيع الشامل) وتنبع أهميتها كذلك من أنها صادرة عن أهم دولة إسلامية تحتضن المقدسات الإسلامية، وأكبر مصدر للنفط؛ وذلك بغرض إغراء الصهاينة، ودفعهم لتقديم أقصى تنازلات ممكنة، وبعد هذه الأطروحات كلها أكد بوش في خطابه للعالم بخصوص القضية الفلسطينية في 6/ 2002م، على أن:
1- الاحتلال باق وإسرائيل تدافع عن نفسها وهي وأفعالها تحت المظلة الأمريكية.
2- العراق دولة تشجع على الإرهاب.
3- على سورية التزامات بخصوص الحرب على الإرهاب وعليها القيام بها.
4- على الدول العربية إنجاز التطبيع الكامل مع إسرائيل.

جـ - المبادرة الأردنية:
قدمت هذه المبادرة إلى قمة الجزائر الأخيرة، ولقد وصفت القمة بأنها قمة الهرولة نحو التطبيع، خاصة بعد موافقة وزراء الخارجية في الاجتماعات التحضيرية على المبادرة الأردنية، وهي المبادرة التي تنظر إليها أوساط عربية على أنها دعوة إلى الاستسلام وفتح العواصم العربية من دون قيد أو شرط أمام المسئولين الصهاينة، الذين ردوا على مبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمة بيروت باجتياح الضفة الغربية، فيما سمي عملية 'السور الواقي'.

والمثير في الأمر حقًا هو تزامن إعلان الأردن عن المبادرة بعد لقاءات خاصة بين (العاهل الأردني) الملك عبد الله الثاني و(رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني) شارون، كما كانت قبيل لقاء الملك عبدالله الثاني بـ(الرئيس الأمريكي) بوش في واشنطن، والأكثر إثارة هو الإعلان عن عدم مشاركة العاهل الأردني في القمة.

ولكن هذه المبادرة أجهضت ونتيجة لذلك اتهم (وزير الخارجية الإسرائيلي) سيلفان شالوم كلاً من سوريا والجزائر و(الأمين العام للجامعة العربية) عمرو موسى بإعاقة المبادرة التي طرحتها الأردن على قمة الجزائر الأخيرة، وقال شالوم: إن هذه المبادرة كانت تحظى بتأييد إسرائيل، وأظهرت أمريكا عدم رضاها عن القمة من خلال تصريحات رسمية انتقدت القمة العربية، وبالطبع لم تؤسس انتقادها على رفض القمة للتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، وإنما لجأت إلى نقطة الضعف التقليدية في النظام العربي، مشيرة إلى أن القمة فشلت في التوجه نحو المزيد من الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط!.

ومن جانبه أعلن العاهل الأردني أن ما أثير حول المبادرة الأردنية هو مجرد «سوء فهم» للنوايا الأردنية، و«حادث مؤسف» في سلسلة الأحداث المؤسفة التي ارتبطت بالدبلوماسية الأردنية في الآونة الأخيرة.

ثامناً: آخر تطورات التطبيع:
إن المؤشرات الجديدة تتمثل فيما صرح به وزير الخارجية «الصهيوني» سيلفان شالوم، من أن هناك عشر دول عربية سوف تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني في وقت قريب، وهو تصريح يَلْقى مصداقية ـ للأسف ـ مما جرى، ومما أعلن عنه رسمياً في المدة الأخيرة، ومما تناقلته وسائل الإعلام وسط صمت، أو رفض علني رسمي - وهي السياسة المعتمدة دوماً في جسّ النبض لقرارات بدء التطبيع من قِبَل الأجهزة الرسمية العربية - عن لقاءات وزيارات علنية، وأخرى سرية.

ولعلنا نستعرض ما يجري في بعض الدول العربية من ممارسات تدل على قربها من التطبيع: الجزائر:
في أثناء تشييع جنازة الحسن الثاني بالرباط في يوليو 1999 م، صافح (الرئيس الجزائري) بو تفليقة، أيهود باراك (رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق)، كما صرح بوتفليقة للصحافة مراراً بوجود آفاق واسعة للتعاون الاقتصادي بين الجزائر والكيان الصهيوني وبأنه لا يشعر بأي عداء تجاهها، وعلى هامش مؤتمر حوض الأبيض المتوسط المنعقد في أكتوبر 1999 م التقى بو تفليقة بشيمون بيريز وبوزير الأمن الداخلي للكيان الصهيوني شلومو بنعمي، ودعماً لهذه الإشارات أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مشروع إنشاء محطة للتصنت في جنوب الجزائر تابعة لوكالة الأمن الوطني الأمريكية، تهدف إلى التقاط كل المكالمات الهاتفية وشبكة المعلومات وكل وسائل الاتصال الالكترونية وتحليل معلوماتها لأغراض أمنية، كما تعتزم إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في جنوب الجزائر.

تونس:
استغل الموساد الوجود المكثف لليهود التونسيين الذين يتمتعون بحقوق المواطنة التونسية فورط بعضهم في جمع معلومات عن منظمة التحرير الفلسطينية ونشاطها العسكري والسياسي وقد اعتقلت السلطات التونسية اثنين من هؤلاء وأطلقت سراحهما بعد تدخل حاخام اليهود الأكبر في تونس لدى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ومن الشخصيات الفلسطينية المهمة التي جرى اعتقالها في تونس الرجل الثاني في سفارة فلسطين في تونس عدنان ياسين الذي كلف من قبل الموساد الإسرائيلي بجمع معلومات عن مسودات محمود عباس– أبومازن– وذلك قبل لقاء جرى بين أبو مازن وشيمون بيريز في القاهرة، وقد تفاجأ أبو مازن بأن شيمون بيريز كان على إطلاع كامل بتفاصيل الأطروحات الفلسطينية المتعلقة باتفاق غزة أريحا أولاً، وفي 29 يوليو 2001 م تم تعيين بن عامي رئيساً جديداً لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة التونسية خلفاً لـ شالوم كوهن وكلاهما من أصل مغربي، وتأتي دعوة شارون لزيارة تونس التي خرقت السقف العربي، لا سيما في محطاته غير ذات الصلة المباشرة بالصراع، دليلا واضحا على قرب إعلان التطبيع بين البلدين.

ومن الجدير بالذكر أنه قبل زمن الإصلاح الأمريكي المزعوم الذي نعيشه هذه الأيام، كانت الولايات المتحدة تلعب ذات اللعبة وإن على نحو مختلف عن الوقت الراهن، إذ كانت تمارس بعض الضغوط الرامية إلى الابتزاز من خلال بعض المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، في وقت كانت فيه تونس تتصدر التقارير بانتهاكها المستمر لكل ما له علاقة بحقوق الإنسان، لكنها كانت تبيع مواقفها على الإدارة الأمريكية بشكل من الأشكال من خلال مقولة أنها الدولة الأفضل في ميدان محاربة الأصولية، بل إنها تقدم نموذجاً في النجاح من دون التورط في الدم كما جرى في الجزائر ومصر، بل وصل الحال حد التباهي بالقدرة على الحد من ظاهرة التدين في الشارع التونسي، من خلال المنع القسري للمظاهر الإسلامية مثل الحجاب في المدارس والجامعات فضلاً عن أماكن العمل الرسمي.

العراق:
هناك في بلاد الرافدين تجري تطورات خطيرة، تتمثل في وصول عدد الشركات الصهيونية العاملة إلى أكثر من مئة شركة تعمل في مجالات متنوعة كالأمن والأعمال التجارية وغيرها، وسط دلالات على أن مخطط عودة خط البترول القديم من العراق إلى حيفا عبر الأردن بات تنفيذه مسألة وقت ترتبط بهدوء أو ضعف عمليات المقاومة العراقية، بالإضافة إلى النشاط المسعور لجهاز الموساد في تنفيذ أعمال الاغتيالات لرموز أهل السنة وعلماء الطبيعة وشراء المباني والأراضي والتنسيق مع بعض الرافضة في كثير من هذه الأعمال.

اليمن:
أما في اليمن فتجري عمليات تطبيع تتوسع باضطراد، تحت عنوان منح اليهود اليمنيين تسهيلات واسعة.

البحرين:
نقلت مصادر صحفية عن (وزير الخارجية البحريني) الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة قوله: إن البحرين قررت إلغاء الحظر على الواردات من البضائع الإسرائيلية، بعد أن وقعت اتفاقا للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وأوردت صحيفة "الرأي العام" الكويتية في مقال نشرته في عددها يوم 21/9/2005 م، عن الشيخ محمد قوله ــ في نيويورك ــ: "نعم.. اتخذنا بالفعل هذا القرار، وهناك اتفاقية تجارة حرة وقعتها البحرين والولايات المتحدة، واتفاقيات التجارة الحرة لا تطبق قرارات المقاطعة" مشيراً إلى المقاطعة العربية للكيان الصهيوني السارية منذ عقود.

باكستان:
أثر لقاء وزير خارجية الكيان الصهيوني شالوم مع نظيره الباكستاني في تركيا، فقد شكر شالوم الرئيس الباكستاني على دعم السلام بين "إسرائيل" والعالم الإسلامي مؤكداً بأن هذا اللقاء الأول بين البلدين سيمهد المستقبل للسلام وسيكون لمصلحة جميع شعوب المنطقة وأضاف:"لقائي مع نظيري الباكستاني هام جداً كونه مع وزير دولة إسلامية كبيرة، ثم أضاف قائلاً: لدينا اتصالات سرية مع كل الدول العربية، ونأمل أن تصبح علنية قريباً"، وأن تساعد العلاقات الآخذة بالتوطد بين الدولة العبرية ونظام برويز مشرف في باكستان في تبادل المعلومات بينها وبين المخابرات الباكستانية، وذلك من أجل تكثيف الحرب ضد تنظيم القاعدة!.

تركيا:
يشير المراقبون إلى أهمية الدور الذي لعبته تركيا في أن تكون جسراً للحوار بين باكستان والدولة اليهودية في أول محادثات علنية تجري على الإطلاق بين البلدين مما يدعم موقعها الاستراتيجي المميز، ويؤهلها للعب دور أكبر حيوية في المنطقة، وكانت صحيفة ميللى جازيت التركية الإسلامية قد انتقدت حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب إردوغان مؤكدة أن هذه الحكومة مستمرة في تأدية دورها والمهام المكلفة بها في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير بهدف خدمة المصالح "الإسرائيلية" في المنطقة مشيرة إلى أن أنقرة وفى هذا الإطار وبتعليمات من إردوغان شخصياً قامت باستضافة اللقاء الباكستاني الإسرائيلي في اسطنبول، وشددت الصحيفة على أن إردوغان يقترب يوماً بعد يوم من "إسرائيل" جراء ممارسات اللوبي اليهودي الأمريكي مما جعله يتحرك للقيام بدور الوساطة بين باكستان و"إسرائيل" واصفة ما تعيشه العلاقات التركية "الإسرائيلية" هذه الأيام بأنه شهر عسل غير مسبوق.

وقد نشر المركز الفلسطيني للإعلام مقالاً للدكتور (رفعت سيد أحمد) قال فيه:
إن التقارير والوثائق الرسمية تقول إن عدة دول عربية قامت خلال عام 2004م (عام زيادة القتل الصهيوني للفلسطينيين) بإجراء عمليات تبادل تجارى مع الكيان الصهيوني بلغت قيمتها 193 مليوناً و960 ألف دولار إما مباشرة أو عن طريق دول أخرى، وهذه الدول جاءت وفقاً للترتيب التالي:
1 - المملكة الأردنية الهاشمية بقيمة إجمالية لحجم التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني 131 مليوناً 200 ألف دولار وكانت الواردات بقيمة 86 مليوناً و700 ألف دولار.
2 - مصر بإجمالي 48 مليوناً و610 آلاف دولار، وواردات بقيمة 26 مليوناً و500 ألف دولار.
3 - المملكة المغربية بلغ إجمالي قيمة التبادل التجاري 7 ملايين و840 ألف دولار، الواردات فبلغت 6 ملايين و700 ألف دولار.
4 - جيبوتي بإجمالي مليون و270 ألف دولار، وكانت الواردات بقيمة مليون و100 ألف دولار.
5 - المملكة العربية السعودية بإجمالي مليون و270 ألف دولار وكانت الواردات قيمتها مليون و100 ألف دولار.
6 - دولة الإمارات العربية المتحدة بإجمالي 904 ألف دولار وكانت الواردات بقيمة 900 ألف دولار.
7 - لبنان بإجمالي 802 الف دولار وكانت الواردات بقيمة 800 ألف دولار.
8 - الجزائر بإجمالي 501 الف دولار وكانت الواردات بقيمة 500 ألف دولار.
9 - العراق بإجمالي 502 ألف دولار وكانت الواردات بقيمة 500 ألف دولار.

ونتيجة لذلك نجد " أن مؤسسة الحكم الإسرائيلية تعدّ أن تطبيع الدول العربية لعلاقاتها معها سيدفع الفلسطينيين لتخفيض سقف توقعاتهم، وسيمثل أداة ضغط على قيادة السلطة للتقارب مع التصور الإسرائيلي للتسوية، وتشير دوائر صنع القرار العبرية إلى أن هناك الكثير من المؤشرات على ممارسة الدول العربية الضغط على قيادة السلطة من أجل تغيير الكثير من المواقف "التقليدية" المتعلقة بالتصور لتسوية الصراع، لا سيما في مجال دفع السلطة للتنازل بشكل مباشر أو غير مباشر عن حق العودة للاجئين، وهاهو مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي (جاك بورسو) يعبر عن ذلك بشكل صريح فيقول: إن هناك بعض الدول العربية تبدي استعداداً لقبول توطين اللاجئين الفلسطينيين، وإضافة إلى ذلك فقد صرح (دوف فايسغلاس كبير مستشاري شارون) بأن تل أبيب ستطرح على الدول العربية -وبتدخل أمريكي فاعل- القيام بإعادة تأهيل مخيمات اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية وتحويلها إلى أماكن سكن ثابتة ومستقرة، وذلك بتمويل دول الخليج العربي " (بتصرف من مقال لصالح النعامي: موقع الإسلام اليوم).

تاسعاً: مقترحات وبرامج لمقاومة التطبيع:
1 – إن النصر من عند الله وحده، وأنه لا يستحقه إلا المؤمنون حقًا، قال تعالى: "وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الأنفال: 10)، وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7)، وقال تعالى: "وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" (الروم: 47(، وأول الطريق إلى النصر على الأعداء هو الانتصار على النفس في معركة الشهوات والشبهات، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم ينكشف إلا بتوبة، وأن ذنوب الأمة أخوف عليها من عدوها، وأن تقوى الله من أعظم العدة في الحرب، ومن أقوى المكيدة على العدو، وأن كل خطيئة ترتكب في أرض الإسلام فهي حبل من الناس يمد به العدو بمزيد من القوة.

2- إن هذه الأمة منصورة ومرحومة، والعاقبة لها _بإذن الله_، ولا تزال طائفة منها قائمة على أمر الله لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، وقد مرت عبر التاريخ بأطوار من الضعف والانحطاط أعظم مما تمر به هذه الأيام، وقد خرجت من كل ذلك، واستعادت عافيتها، واستأنفت مسيرتها.
3- الاهتمام البالغ بتزكية الأنفس، وتربية الناشئة على الإيمان والجهاد، وحمايتهم من غوائل التغريب والعلمنة، فإن المعركة طويلة الأمد، وقد لا تحسم على يد هذا الجيل، فيجب إعداد العدة لمثل هذا الامتداد على مستوى الزمان كما نعد له على مستوى المكان!
4- الاتحاد والائتلاف: فالتنازع والاختلاف هو بريد الفشل وذهاب الريح، وإن نصر الله لا يتنزل على شيع متنازعة متناحرة، وقد قال _تعالى_: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال: 46).
5- التأكيد الدائم على أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية، وتخليصها - على الأقل في نفوس المؤمنين بالله واليوم الآخر- من الأقنعة العلمانية، والنزاعات العرقية أو الإقليمية.


وختاماً:
إن المتأمل للواقع اليوم في أرض مسرى محمد _صلى الله عليه وسلم_ يرى البشائر تترى على الأمة من هناك على يد فئة قليلة العدد والعدة ولكنها كبيرة بما تملكه من قلوب مؤمنة واثقة بعون الله _تعالى_ ورعايته – نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا – فقد أثمرت تضحياتهم على مدى سنين قليلة ومن خلال عشرات العمليات وسقوط مئات القتلى من يهود، أن تنادى إخوان القردة والخنازير أن احموا أنفسكم وأقيموا الجدار الفاصل، فصدق عليهم قول القوي العزيز: "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ" (الحشر:14)، ثم ها هم وبعد إقامة جزء كبير من الجدار العازل يخربون بيوتهم بأيديهم في مستوطنات قطاع غزة ويخرجون منها أذلة صاغرين، فيتذكر المؤمن قول مولاه _عز وجل_: "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (الحشر2)، ولا يخفى أن هذا الانسحاب وإن كان محدود المساحة لكنه عميق الدلالة على أهمية الجهاد في سبيل الله وعظم نتائجه، وقد كانت عدد من الدول العربية قد طالبت اليهود بالانسحاب من قطاع غزة وعلى مدى عقود جرت فيها عشرات اللقاءات لكنها لم تظفر من ذلك بشيء.

ولنتأمل ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت " اليهودية في 22-9-2005 م، عندما أكدت على حقيقة هامة فقالت:' نحن لم نقض على حماس بقوة القنابل، ولن نقوم بالانتصار عليها بقوة الحواجز المانعة، وآخر البشائر هو فوز حركة حماس الذي فاجأت به العالم في انتخابات المجلس التشريعي وسعيها لتكوين الحكومة الفلسطينية القادمة التي نرجو العليم الخبير أن يجعلها جالبة لنصر من الله وفتح قريب، وهذا الفوز هو دليل على تعطش الأمة للإسلام وأهله، ووالله إن هذه آية وعبرة رآها العالم أجمع، فهل يعتبر المسلمون حكاما ومحكومين أن المستقبل لهذه الأمة، ما استقامت على أمر الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وأنها لا تؤتى إلا من قبل نفسها، وأن ذنوبها أخوف عليها من أعدائها، وأنها قد وعدت بأن تبقى طائفة منها مستقيمة على أمر الله، لا يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتي أمر الله، وأن هذه الطائفة المنصورة هي التي يقوِّم الله بها اعوجاج الأمة، ولهذا فإننا نقول لإخواننا في أرض الإسراء والمعراج: إن نصر الله قريب، ولينصرن الله من ينصره، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.