أنت هنا

روحانيات صلاة العيد
28 رمضان 1428

إنه منظر بديع رائع , تتلاقى فيه معان إيمانية نقية ,ومعان روحانية رقراقة , وإنها لحظات سعادة غامرة , تلوح في أفق كل مؤمن في صباح ذاك اليوم الكريم .. يوم العيد

لكأني أرى بشاشة العمل الصالح قد لونت وجوه المؤمنين بلون نورانية جديد , بعدما صاموا شهرهم وقاموا ليلهم وتابوا لربهم وعاهدوه عهدا جديدا لن ينكثوه ..

وكأني أرى صفاء الفرحة العذب قد غطى وجوه الأطفال البريئة يمتزج بالسعادة التي يعجزون في التعبير عنها أثناء ارتدائهم لثيابهم لصحبة الكبار إلى مصلى العيد ..

الكل يتنادى وسط عبير نسمات صباح يوم العيد , عبير يذوب فيه الحقد والحسد والغل والغضب , فكلأن موكبهم وهم سائرون هو موكب الأرواح الطاهرة سائرة إلى وعد محبيب آكد من الرضا والقبول ..

تكبيرات ربانية .. ترتفع في أفق السماء الرحب .. معترفة بعظمة الرب الرحيم , الذي فرض فأحسن , والذي تكرم وأكرم , والذي شرع فأصلح , والذي مّن على عباده بكل جميل وهو أهل التقوى وأهل المغفرة ..

وهو الرحيم الأعلى .. لجأ ت إليه أكف المضطرين تضرعا ودعاء , وارتعدت بين يديه قلوب العاصين توبة وإنابة ورجاء , وذرفت له عيون الغافلين خشية وأملا .. وهاهي بعد تعبها وكدها أيام الصوم والقيام تخرج رافعة صوت التكبير اعترافا منها بعدله سبحانه وتفضله عليهم واستشعارا منها بجوده سبحانه ونعمته وظنا حسنا منها في مغفرة مرتجاه وعفو مأمول

وبين صفوف المصلين .. آلاف وآلاف .. من قطرات الندى الساقطة في صباح يوم العيد تؤذن بابتداء عام جديد يفتح أبوابه على قلوب تنتظر كّد أيام أخرى وبينما الصفوف الصالحة تعود بعد الصلاة وقد خالفت طريق الذهاب للصلاة وبينما الملائكة يتابعون الركب , إذا بعيون الركب تغرورق بدمعات حزينة .. لقد تذكرت ذكرى أيام الصوم الربانية التي قد لا تعود !!