أنت هنا

بينظير تصعد من مهاجمتها للمدارس الدينية
15 ذو الحجه 1428

صعدت رئيسة الوزراء السابقة ورئيسة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو من حملتها الموجهة ضد التيارات الدينية في باكستان واتهمت من وصفتهم ببعض المدارس الدينية في بلادها بانها تفرخ الارهابيين وتقوم بتحويل الاطفال الى قتلة باسم الدين والجهاد والشهادة والاستشهاد – على حد قولها. رئيسة الوزراء السابقة والتي تحاول الحصول على منصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة قالت ذلك وهي تخطب في خمس وعشرين الفا من مؤيديها بمدينة اسلافها لاركانة الواقعة باعالي اقليم السند الباكستاني الذي عاصمته كراتشي ميناء باكستان وعصبها الاقتصادي والذي تتقاسم فيه بوتو الولاءات الحزبية مع حركة المهاجرين القومية التي يتراسها الطاف حسين المنفي ذاتيا في لندن. وكررت بينظير توجيه الاتهام للمؤسسة الباكستانية الحاكمة بانها لم تفعل شيئا لوقف العنف الذي يديره المسلحون ضد فئات الشعب الباكستاني. واتهمت هذه المؤسسة بانها "تحاول دائما ايقاف القوى الديموقراطية ولكنها لا تبذل اي جهد يذكر لوضع حد لانشطة المتطرفين والارهابيين والمهووسون الدينيون". وجاءت تعليقات بوتو هذه بعد يومين من التفجير الانتحاري الذي وقع بمسجد بقرية "جار صدا" الواقعة بالقرب من مدينة بيشاور واستهدف وزير الداخلية الباكستاني السابق افتاب شيرباو والذي كان عضوا في حزب بينظير بوتو قبل ان ينشق عنها ويكون حزبا لنفسه يحمل اسما مقاربا لاسم حزبها ويدخل في تحالف مع الرئيس الجنرال مشرف في الحكومة الباكستانية السابقة. وقالت بينظير ان الرئيس مشرف تحدث عن اجراء اصلاحات وتغييرات بالمدارس الدينية ولكنه لم يفعل شيئا في هذا المضمار وكانها تناست مهاجمته في الرابع من يوليو الماضي لمدرسة حفصة الدينية وللمسجد الاحمر. واضافت بينظير انها تكن الاحترام للمدارس الدينية الاصيلة – التي لم تعرفها - ولكنها قالت ان هناك "المدارس الدينية السياسية والتي تعلم تلاميذها كيفية صنع القنابل وكيفية استخدام البنادق وكيف يقتلون النساء والاطفال وكبار السن" – على حد زعمها – حيث لم يعرف بعد بالتاكيد من هم المسؤولون عن الاحداث الاجرامية التي تستهدف الامنين والمدنيين ولا زالت هناك احتمالات قوية بان تكون الاجهزة الاستخباراتية لدول الجوار الباكستاني او حتى اجهزة الاستخبارات الباكستانية ذاتها مسؤولة عنها لكي تثير الفتن في الحالة الاولى ولكي تدعم انضمام باكستان الى الحرب ضد الارهاب في الحالة الثانية ولضمان استمرارية تولى المؤسسة العسكرية للسيطرة والتحكم في باكستان. واستمرت بينظير في مهاجمة المدارس الدينية متسائلة عن "من منحهم الحق ليرسلوا الاطفال بالمتفجرات في عيد الاضحى".
مصادر الشرطة تقول انها تشك في ان المسلحين المتمركزين في مناطق القبائل المتاخمة لحدود باكستان مع افغانستان هم المسؤولون عن التخطيط للعملية الانتحارية وتنفيذها وهي الاخيرة في سلسلة ما تعرضت له باكستان من عمليات انتحارية منذ اقتحام قوات الجيش الباكستاني الخاصة والكوماندو للمسجد الاحمر في يوليو الماضي.
قوات الامن الباكستانية تستخدم اجهزة الكشف عن المعادن لتفحص مؤيدي بوتو الراغبين في حضور الاجتماع الذي نظمه حزبها في استاد لعبة الكركت بمدينة لاركانة. وكانت بوتو قد نجت من محاولة انتحارية مزدوجة لاغتيالها واودت بحياة 150 شخصا لدى عودتها لبلادها من ثمان سنوات من النفي الاختياري. حينها طلبت بينظير جلب محققين اجانب للتحقيق في محاولة اغتيالها والتي لا يستبعد البعض ان يكون حزبها من دبرها لمنحها تعاطفا شعبيا والا لماذا ابتعدت عن موقع التفجير قبل لحظات قليلة من وقوعه.
وقالت بينظير في كلمتها ان "التطرف يصبح اكثر قوة بمناطق القبائل في حين ينعدم الامن والنظام في بقية انحاء البلاد".
وتعتبر باكستان حليفا اساسيا لواشنطون في حربها ضد تنظيم القاعدة وضد حركة طالبان النشطة في افغانستان المجاورة، ولكن في داخل باكستان يقلق الكثير من الباكستانيون من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة بصورة لم تعهدها باكستان من قبل منذ تولي الجنرال مشرف للسلطة.
اضطرت بينظير بوتو لترك السلطة مرتين منفصلتين بتهم الفساد المالي والاداري عندما حكمت لفترتين (88- 1990م ) و ( 93 – 1996م ). ورغما عن ذلك فان اتباعها ومؤيديها يتبعونها بالكامل وينساقون وراءها بشكل قوي دون الاكتراث بسياساتها السابقة التي ساهمت في خروج اموال الدعم والقروض من باكستان وادت الى ارتفاع مستويات التضخم والبطالة. ويمتاز اتباع حزب الشعب الباكستاني بانهم مرتبطون عقائديا وطائفيا مع الحزب منذ ايام مؤسسه الاول ذولفقار على بوتو والد بينظير الذي قضى اعداما ( ابريل 1979م ) على يد حاكم باكستان العسكري الجنرال ضياء الحق الذي قتل ايضا ( 1988م ) في حادث تحطم طائرة عسكرية باكستانية وبرفقته سفير الولايات المتحدة وكبار ضباط الجيش الباكستاني الذين اشرفوا على حرب المجاهدين الافغان ضد الغزو السوفييتي لبلادهم. لا احد يفكر من اتباعها بقضايا الفساد ولا تهمهم اطلاقا فهم يحبون بينظير عقائديا ويدافعون عن عائلة بوتو بالغالي والنفيس ولا يلوون على شيئ.
السباق على عضوية البرلمان الفيدرالي باسلام اباد والبرلمانات الاقليمية الاربعة في كراتشي ولاهور وبيشاور وكويته والتي سوف ينتخب منها رئيس الوزراء القادم واعضاء حكومته يدور بين ثلاثة محاور الان هي بينظير بوتو ونواز شريف والرئيس مشرف. المحللون السياسيون يتوقعون ان تكون نتيجة الانتخابات برلمانا معلقا وهو ما يعني ان اثنين من الاحزاب الاقوى سيشكلان تحالفا برلمانيا يحكم البلاد ويجلس الثالث في مقاعد المعارضة او عليها.
شريف الذي عزله مشرف من منصب رئيس الوزراء في اكتوبر 1999م وعاد في الشهر الماضي من منفاه القسري يحاول ان يدير حملة انتخابية محروم هو من الترشيح لها بسبب اتهامات مشرف له بتهم اجرامية يقول شريف ان دوافعها سياسية، كان مؤخرا يدير حملته من مدينة كراتشي.
اما بالنسبة لقضايا الفساد المشار اليها ضد بينظير بوتو فان الاصابع تشير فيها الى زوجها عاصف زرداري الذي لم يظهر بعد بصورة قوية في الحملة الانتخابية التي تديرها زوجته بينظير بوتو استعدادا لانتخابات الثامن من يناير القادم. يروي لي احدهم انه حضر ذات مرة حفل غداء اقيم على شرف احد الضيوف العرب الكبار ممن ياتون للصيد في باكستان وكان الحفل في مقر اقامة رئيسة الوزراء بينظير بوتو في فترة حكمها الثانية. وكان جالسا الى جواره زوجها عاصف زرداري وهي امامه وبعض الوزراء على الاجزاء الاخرى من الطاولة ولم يزد الحضور عن خمسة عشر ضيفا. من بين الاحاديث التي دارت بين الزوج وزوجته قولها انها تخطط لزيارة دول اسيا الوسطى فما كان من الزوج ذو العقلية الاقطاعية وليست التجارية الا ان طلب منها ان تاخذ معها بضائع باكستانية لتلك الدول وان تعود بالاسمنت الى باكستان من تلك الدول. فقالت له زوجته مندهشة الا تخشى ان تتأثر طائرتي من الحمولة فرد عليها ارسليها برا عبر افغانستان. من هنا انطلقت بينظير تخاطب الحضور قائلة انها تجلس مساء تفكر في احوال الشعب وكيفية ادارة شؤونه ولكن زوجها يقطع تفكيرها وهو يحمل الة حاسبة معه ويطلب منها ان تبحث معه الشؤون المالية بدلا من القضايا السياسية.