المقاومة العراقية بين القوة العسكرية والحضور السياسي
4 رمضان 1424

بسم الله الرحمن الرحيم </br> </br> لا يحتاج موضوع تنامي قوة المقاومة العراقية وتفوقها وتنظيمها وفاعليتها إلى تدليل ، فعمليات المقاومة أصبحت جزءاً رئيساً في نشرات الأخبار التي ترد بأكثر من عملية في اليوم الواحد ضد الوجود الأمريكي في العراق موقعة إصابات بليغة بين قتل وجرح وترهيب. </br> </br> وليس أدل على مدى أثرها ضد المحتل الأمريكي من التسريبات الصحفية الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي حول حيرة القوة الأمريكية وضعفها أمام تزايد عمليات المقاومة وتنظيمها، فالوزير الأمريكي كان إلى وقت قريب أكثر الناس تفاؤلاً، بل وغروراً بنشوة الانتصار الأمريكي السريع في العراق، وكان في لقاءاته الصحفية ومؤتمراته الإعلامية يؤكد على استتباب الآمن في العراق وعلى تفاهة وضعف المقاومة ويأسها . </br> </br> غير أنه صور عبر مذكرته المسربة إلى الصحافة الأمريكية، والموجهة إلى قادته في وزارة الدفاع الأمريكية ضعف النجاح الأمريكي في كبت المقاومة وعجز الجيش الامريكي عن السيطرة على الأوضاع في المدن والأقاليم العراقية على رغم كثافة حضورها وتفوقها في العدد والعتاد .<BR>غير أن ما يلحظه الكل الافتراق الواضح بين القوة العسكرية للمقاومة وبين الحضور السياسي والصوت الإعلامي . </br> فلم نلحظ بعد تبلور قوة سياسية يمكن لها أن تواكب التفوق العسكري فتعبر عما تريده المقامة، وتضع برنامجاً سياسياً ولو بدائياً يستثمر هذا النجاح الكبير للمقاومة، ويوظفه بطريقة سياسية ذكية . <BR>إن تعاطف الناس في داخل العراق وخارجه مع المقاومة ودعمها مبني على ما يمكن أن ينتج عنها من واقع سياسي مختلف . </br> </br> إن القتل والترهيب ليس هدفاً بحد ذاته، بل لما يمكن أن يوصل إليه من تغيير يمس حياة الناس بمختلف جوانبها . </br> إنه لابد للمقاومة العراقية من حضور سياسي وإعلامي يعبر عن هويتها وعما تريد وعما تطمح إليه في بناء عراق جديد . </br> في أولى علميات المقاومة العراقية خرجت عدة تسجيلات لأناس من فصائل متعددة يطرح بعضها شعاراً إسلامياً، وبعضها شعاراً وطنياً وجل ما فيها وعيد وتهديد للمحتل الأمريكي .<BR><BR>غير أن الصوت الإعلامي لم يتجاوز بعد هذه المرحلة البدائية، ولم يتعد إلى وضع برامج إعلامية مشحونة برؤى وبرامج سياسية عبر مراحل زمنية يمكن أن تصل ولو بعد حين إلى مستوى من الحضور ولفت النظر على المستوى الإقليمي والعالمي . </br> إن الحضور السياسي للمقاومة ولو من خلال تشكيلات غير ظاهرة - لدواع منية - هو الكفيل بجني ثمرات المقاومة، وتوظيف عملياتها للوصول إلى الهدف الأكبر، وهو: إخراج المحتل الأمريكي وصنع واقع سياسي مغاير لمصلحة العراقيين وضمان مستقبلهم .<BR>فإذا أراد الناس الوقوف مع المقاومة ودعمها شعبياً فأي شعار يرفعون ؟ وخلف من من الرموز السياسة سوف يسيرون ؟ وأية برامج يتبنون ؟<BR>ذلك سؤال لابد للمقاومين العراقيين أن يهتموا بالإجابة عنه، وألا يشغلهم عن الاهتمام فيه زرع القنابل ورصد قوافل الاحتلال، فالوسيلة لا تعمي عن الغاية. <BR>إنه هم يجب أن يشغل كوادر المقاومة الإسلامية بشكل أخص من غيرهم حتى لا تتكرر تجارب الماضي، حين أشعل الإسلاميون نار المقاومة ضد المحتل الأجنبي في أكثر من بلد، وقضوا وقوداً وماتوا في سبيلها في حين حصد غيرهم ثمرة ذلك. <BR><BR><BR><br>