( المجلود ) في ( النيوزويك ) ... بان وجه الحقيقة !
7 شوال 1424

لا يحتاج المصلحون والقائمون على تشخيص علل الأمة ومواضع المرض فيها الآن إلا أن يشيروا بالأصابع إلى الجراثيم والطفيليات، وقد بدت على السطح وأخذت ترقص على الجراح بهستيرية وجنون ، فيوقن كل عاقل بفداحة المرض واستفحاله. <BR>لا يحتاج المبصر ومتوسط الذكاء إلى كبير عناء كي يرى جريمة الموتورين والعاقين من أبناء الأمة ..<BR> ممن قلوبهم وأرواحهم تتطلع إلى البعيد حيث مواطن التحرر والانعتاق من الدين والعقيدة .<BR>أقول : لقد كفانا أولئك المهرجون والمرتزقة والموتورون المشقة والعناء في البحث والتقصي عن جرائمهم .<BR>فما عادوا يتكلمون خفية وما عادوا يتبرؤون مما يشاع عنهم من قبل وقد كانوا يخفونه. <BR>ظهرت الحقيقة وسقطت الأقنعة وأطللت تلك الوجوه الكالحة ورشحت تلك الأفكار وبان الصبح لكل ذي عينين. <BR>بدأ صبيان التغريب يظهرون للناس بوجوههم الكريهة وأحاديثهم الموغلة في التحدي والمضادة والمعاندة لما أجمع عليه الناس وما ارتضوه من دين وعقيدة .<BR>باختصار : يكتب كاتبهم في ( النيوزويك ) ويقول للكفار: تعالوا أنقذونا من الإسلام !<BR>نعم هي كذلك بكل وضوح وشفافية وإن لبست غير لبوسها ! <BR>أي دعوى للإصلاح يدعيها أولئك وهم يشيرون ويصيحون بالأجنبي أن تعال !<BR>كيف وقد ركبوا أكبر المنابر الإعلامية وصاحوا من فوقه صيحة منكرة ملؤها الاستعداء لدين الأمة وعقيدتها ؟<BR>كيف وقد نشروا أحاديث كذب وخرافة كي يسوغوا للعدو ويمهدوا له المزيد من الاستعداء وكأنه كان غافلاً قبل ولم يعلم ! <BR>كيف لأولئك أن يدعوا بعد الآن أنهم يحدبون على الأمة ويشفقون عليها ؟<BR>كيف لهم الآن أن يظهروا بمظهر الإخلاص وقد بانت الخيانات وظهرت علائق المحبة والاستنصار والركون إلى أعداء الملة و خصوم الأمة ؟<BR>أي تبرير وأي تسويغ يمكن أن يسوقوه ليقنعوا الناس بصدق نياتهم و حسن أفعالهم في السير مسار الإصلاح ؟<BR>ولكن لا..<BR>ليس عليهم أن يفعلوا ذلك فما عادوا بحاجة إليه !<BR>ليسوا بحاجة إلى أن يقنعوا الأمة فهي – في نظرهم – مريضة لا يمكن لها أن تدرك حقيقة المرض، هي معلولة وليست تدري سبب علتها و لا يعلم طبها إلا هم، وأما المداوي فهو الغرب الصحيح من كل علة ! <BR>إنهم يجتهدون ليقنعوا أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الأمة بالقدوم للقيام بالتغيير اللازم !<BR>التغيير الذي يتفق مع شهواتهم وعقلوهم الصغيرة ومداركهم المريضة. <BR>إنهم يعملون على إقناعهم، ويشيرون إليهم أن تعالوا أنقدونا من الدين وأهل الدين وإن كانوا يسمونه بغير اسمه، فيقولون عنه: الوهابية والوهابيين .<BR>أنهم يرون الأمة كلها في صف ويرون أنفسهم - وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة عدداً – في المعسكر المقابل وقد فتح العدو لهم أحضانه وراءهم طليعة تغريب وردة لم يكن يحلم يوماً بلقياها ؟<BR>ثمة أمر آخر..<BR>في الليبراليين من الأدب والتعقل وشرف الخصومة ما نراه ولا تكاد تخطئه العين، وفيهم من الصدق والأمانة ورعاية مصالح العامة وتقديمها على المصالح الشخصية ما يدل عليه واقعهم في كثير من البلاد.<BR>أما صاحب النيوزويك الهارب من ( الجلد ) - وهو به حقيق - وأشياعه، فلعمري هم أكثر دناءة وأعلى فجوراً في الخصومة وكذباً في الادعاء وتقولاً في النقل..<BR>إنهم يرتكبون جرائم في جريمة<BR>هم أولا يكذبون حين يتحدثون لم يبغضهم المجتمع ويقليهم..ولو صدقوا لقالوا إنهم يقذفون الناس بالفحش والفجور ويردون عليهم حين المحاورة بأفجر الألفاظ وأشنعها <BR>ثم هم يشعلون النار ويجرون الأمة إلى مهاو ونكبات لأجل الأخذ بثارات شخصية وتشف من خصوم لهم وقفوا سداً أمام شهواتهم وتطلعاتهم الصبيانية، ثم هم يريدون أن تنصاع الأمة وتنقاد إلى مسالك ارتضتها عقولهم المريضة وقادتهم إليها ممارسات وتجارب فجة لم تستند إلى علم ، قاموا به وهم أغرار ثم أرادوا أن يكفروا عنها فكفروا بما آمنوا به من قبل جملة وتفصيلا !<BR>خاتمة ..<BR>تذكر كتب السير أن جبلة بن الأيهم أسلم، ثم إنه حج البيت وحينما كان يطوف داس على عباءته رجل فلطمه فاشتكى الرجل إلى الخليفة فطلب الخليفة من جبلة القصاص بأن يلطمه الرجل ليأخذ بحقه !<BR>فعظم الأمر في نفس جبلة : كيف يمكن أن يلطمه رجل من العامة وهو من أشراف العرب ؟<BR>فأسر في نفسه أمراً وطلب المهلة من الخليفة .<BR>ثم إنه خرج خفية وهرب إلى الشام وتنصر هناك ومكث فيها حتى هلك <BR>" ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"<BR><br>