المرأة المسلمة والدور المفقود
20 محرم 1425

قبل عدة أيام احتفل العالم بما يسمى "يوم المرأة العالمي"، حيث تم التطرق لأوضاع المرأة في العالم وهمومها من عنف وقهر وتجارة للرقيق الأبيض... إلخ ما تتعرض له المرأة في حياتها في مظاهر سلبية في مختلف مناطق العالم، وشمل ذلك بالطبع المرأة المسلمة. </br></br> ومثل هده الفعاليات التي تتناول المرأة المسلمة تثير في النفس هواجس عدة، فهي غالباً تكون برعاية وأفكار غربية، وتسعى أساساً للتعامل مع المرأة في العالم كأنها جنس واحد ذات دين واحد ولغة واحدة، ومن ثم يراد أن يسري على المرأة المسلمة في السعودية ومصر وباكستان ما يسرى على المرأة في كاليفورينا أو ما نشستر أو ليون ! </br></br>و هذا الطرح حقيقة فيه كثير من المغالطات والتجني ، فهناك فرق حتماً بين المرأة المسلمة وغير المسلمة في كل شيء، وكذلك هناك فرق بين المرأة المسلمة عندما توجد في دولة متقدمة أو دولة متخلفة، فما يسرى من قوانين ونظم على الإنسان في أي مكان تحكم حقوقه وواجباته، سواء كان ذلك في العالم المتقدم أو في الدول المتخلفة. <BR>لكن الشيء المهم هو أنه لابد من التعاطي مع يوم المرأة العالمي بكثير من التحفظ ، ذلك أن المرأة المسلمة تحصل على حقوق كثيرة كفلها لها الإسلام. </br>وما قد يحدث من أخطاء تجاه المرأة المسلمة في بعض البلاد الإسلامية إنما يندرج في إطار ما يقع من أخطاء تقع كذلك على الرجل وكافة فئات المجتمع، فحيث يوجد التخلف يكون الكل مظلوماً والكل ضحية، وليست النساء فقط. </br>ولذلك أرى أن من السلبيات التي تطفو على السطح من حين لآخر هو عدم وجود تنسيق للمسلمين للرد المناسب على محاولات تغريب المرأة المسلمة، والملاحظ أيضاً أن غالب من يرد في هذا الإطار ويتصدى لمحاولات التغريب هم الدعاة والمصلحون من الرجال ، وكان أجدى وأنفع لو تشكلت جمعيات وفعاليات نسائية مسلمة تتولى بنفسها الرد على المزاعم الغربية التي تتهم المرأة المسلمة بالتخلف وتصورها على أنها كائن مهمل يتعرض لكل أنواع الذل والقهر من جانب الرجل. </br></br>إن المرأة نصف المجتمع، ولابد أن يكون لها دورها الفاعل في بناء هذا المجتمع، فكل فرد مسلم يقف على ثغر و يجب ألا يؤتى الإسلام من قبله. لذلك يجب ألا نسمح لأفكار الغرب الخبيثة أن تتسلل إلى عقول نسائنا بمظاهر براقة عن "التحرر" وغيره وكأننا نسجن النساء. الغرب لا يريد سوى أن تصير المرأة المسلمة على شاكلة نسائه؛ عري وتفسخ اجتماعي وضياع حقوق وتجارة للأجساد وخلافه، أما نحن فلا نرى في المرأة سوى الأم الرؤوم التي نفديها بأرواحنا ونبرها تقرباً لربنا، وهي زوجة وربة بيت صانعة للأجيال وعاملة حيث يجب أن تكون وقائدة لفكر تنافح به الأفكار الضالة وتبني به نفسها ومجتمعها. </br></br>إن الإسلام جاء ليرفع مكانة المرأة ويعلي من شأنها، باعتبارها شريكة الرجل في حياته، لذلك كان اعتناء الإسلام بالمرأة، لكونها أيضاً مربية للأبناء، وصانعة الأبطال، وجاءت شريعة الإسلام داعية إلى حفظها وصيانتها من كل ما يضرها وليس أبلغ من قوله _تعالى_: "وعاشروهن بالمعروف" .<BR> أعداء الإسلام يعتقدون أن المرأة سلاح مضاء يمكن به محاربة الإسلام وأهله، فعمدوا إلى إغرائها بالتحرر وجعلها سلعة تُباع وتُشترى. <BR>لكل ذلك نحن أمام مسؤولية إعادة النظر في دور المرأة المنوط بها القيام به حتى تساهم بنفسها في الذود عن عرينها وعن دينها . <BR><br>