أحمد ياسين: صانع مرحلة المقاومة وصانع جيل التحرير
3 صفر 1425

كما كانت حياة الشيخ الجليل والمجاهد الكبير أحمد ياسين مصدراً من مصادر حياة الأمة من جديد، وانتقالها من مرحلة التسليم بعد التسليم إلى مرحلة المقاومة والصمود، فإن شهادته ستدخل في كتب التاريخ _بمشيئة الله_ باعتبارها منعطفاً سيضاعف _بمشيئة الله_ سرعة خطوات التحرير، بعد أن ساهم الشيخ المجاهد الشهيد الإسهام الأعظم في صناعة جيل التحرير بفلسطين، وإعادة الأمل إلى الجيل المعاصر في سائر أنحاء البلدان العربية والإسلامية، من خلال ما يصنعه أبناؤه البررة بفلسطين، المقاومون والصامدون في وجه العنف الإرهابي الإسرائيلي المتواصل ليل نهار. <BR><BR>لقد أدى الشيخ المجاهد كل ما يمكن أن يؤديه في حياته، وما كان له "حياة خاصة" كسواه، فحياته لفلسطين، وكلماته لفلسطين، وأفكاره لفلسطين، وأعماله لفلسطين، وشهادته اليوم لفلسطين.. ولم يعرف تاريخ فلسطين الحديث أحد ساهم في إعادة مسيرة العمل من أجل التحرير إلى طريقها القويم بحجم إسهامه، فإليه وإلى من سار على دربه (وسيتابع الطريق على دربه) يعود الفضل في الحيلولة دون توجيه الحراب الفلسطينية إلى الصدور الفلسطينية، والفضل في تركيز الجهاد الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، وفي الارتفاع بالقضية من مستوى المراهنات السياسية دون نهاية، إلى مستوى العمل الشعبي الفاعل والانطلاق من قلب الشعب باتجاه هدف التحرير، بعيداً عن كل هدف مزيف آخر، وإليه وإلى إخوانه يعود الفضل في العودة بالقضية إلى موقعها الطبيعي، قضية مصيرية، بمختلف الموازين الإسلامية والقومية والوطنية والإنسانية، دون أي تناقض بين وجه وآخر من وجوهها المتعددة، ودون القبول بحال من الأحوال بها وهي القضية المصيرية الكبرى إلى حضيض المساومات وأوحالها. <BR><BR>إنها الشهادة الكريمة التي تتوج حياة عامرة بالعطاء والجهاد والصمود والمقاومة، لم يعرف خلالها منذ شبابه المبكر هدفاً آخر في حياته سوى تحرير أرضه وشعبه، طالباً في ذلك مرضاة الله _تعالى_ بعيداً عن دنيا الزعامات والمناصب، والجاه والمال، والراحة والرفاه..<BR> لم يعرف مطلباً أنانياً لذاته، فكان - تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه - رمزاً يمشي على الأرض، مجسداً لما تصنع العقيدة الصادقة، والإخلاص الكبير، والصبر الطويل، ومؤكداً أن الانتصارات الكبرى في تاريخ البشرية لا تأتي بالتمنيات، وإنما بالعمل الصادق البصير المتواصل على الطريق القويم، فذاك ما يصنع التحولات الكبرى في حياة الأمة ويخرج بها من نفق اليأس والتيئيس والخذلان والتسليم. <BR><BR>لقد نصب أحمد ياسين بحياته المعطاءة وبشهادته الجليلة منارات في حياة الأمة تبين معالم الطريق في حقبة تاريخية مظلمة، وهي طريق واحدة، سار فيها محمد _صلى الله عليه وسلم_ على درب أنبياء التوحيد خاتماً رسالة التوحيد للبشرية، وما زالت مستمرة، وكما أنجبت العز بن عبد السلام وصلاح الدين الأيوبي، في حقبة التحرير من غزو المغول والصليبيين، فقد أنجبت حديثاً عز الدين القسام وأحمد ياسين في حقبة التحرير من الغزو الصهيو-أمريكي.<BR><BR> ولا تقاس الإنجازات الكبرى في حياة الأمم بحياة الأفراد، بل بحياة الأجيال، ولهذا فإن عظمة الشيخ المجاهد الشهيد تتمثل في أنه _رحمه الله تعالى_ قد صنع روحاً جديداً في الأمة، وصنع جيلاًَ جديداَ لتحريرها، وسيحقق هذا الجيل _بعون الله_ هدف التحرير والنصر، وسيعيد _بإذن الله_ الأمن والسلام لمهد النبوات وأرض الإسراء والمعراج.<BR><BR><br>