الحقيقة بين التمثيل بالقتلى والتمثيل بالأسرى
18 ربيع الأول 1425
إبراهيم الأزرق

قبل أسابيع مرت سيارة جند أمريكية فأصابتها نيران المقاومة، وكان محل الحادث أرض الفلوجة الأبية.. <BR>ومع أنه كان من الطبعي أن تحترق السيارة عند استعمال الأسلحة والمتفجرات التي ابتكرها الغربيون..<BR>ومع أنه لم يكن من المتوقع أن يهب رجال المقاومة لإنقاذ وإخراج من في السيارة.. <BR>ومع أن احتراق المستهدفين في مثل هذه الحوادث غدا أمراً طبعياً، وبخاصة في فلسطين على أيدي اليهود الذين تؤيدهم أمريكا..<BR>على الرغم من هذا كله ثارت ثائرة الإدارة الأمريكية، وقررت تأديب المقاومين في أرض الفلوجة.<BR><BR>ولكن الغريب في الموضوع أنها أقحمت مسألة صنعت منها غطاء إعلامياً لجرائمها، تلك المسألة هي قضية " التمثيل بجثث القتلى"!<BR>وأعجب من الصنيع الأمريكي حال بعض المسلمين الذين انساقوا بسذاجة وراء جدل علمي لا علاقة له بالواقعة؛ فهذا مؤيد وذاك شاجب مستنكر للتمثيل المزعوم!<BR><BR>مضت القضية.. وقبل أيام تطالعنا وسائل الإعلام بصور إخوتنا من أرض العراق وهم يسامون سوء العذاب على أيدي نازيي العصر، الذين لم يجدوا فوق الموت حداً للتعذيب فيوصلوا بعض إخوتكم إليه، وحسبك أن بعض الأسرى هشم رأسه –كما أفادت الأنباء أثناء اعتقاله وتعذيبه..<BR><BR>ومع كل هذا التمثيل بالأحياء والأموات، يكتفي السيناتور بات روبرتس (رئيس لجنة المخابرات التابعة للمجلس) أن جلسة الاستماع المغلقة ستعقد اليوم الأربعاء للتحقيق في "عدد من الاتهامات حول قيام أعضاء في المخابرات بإعطاء تعليمات أو تشجيع القيام بأنشطة تم الكشف عنها خلال الأيام القليلة الماضية".<BR>وكالمعتاد سوف يتمخض الأمر إثر تحقيقات ماراثونية –إن تمخض أصلاً- عن إقالة بعض الجند أو منع ترقيته!<BR><BR>ومن جهة أخرى يتكرم "بوش" بحديث لمدة عشر دقائق إلى وسيلتي إعلام ناطقتين بالعربية؛ إحداهما ممولة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية!<BR><BR>لاشك أن هذه المفارقات تبين لكل من كانت لديه مسكة عقل أن إدارات الغرب تزن بمكيالين، وأن ديمقراطياتها فيما بينها، وليست مع دول العالم الثالث، ولاشك كذلك أن كافة المغفلين الذين ظنوا بأن أمريكا قد تجلب ديمقراطية للمنطقة قد بدؤوا يستفيقون، وإن كان تسارع عمل العقول يتفاوت من شخص لآخر!<BR><BR>غير أنه يبقى عملاء يلوكون ويجترون بغير حياء بين الملأ وعلى شاشات الإعلام العبارة المعهودة: ما صنعته أمريكا، يفعل مثله بعض الحكام العرب، فهم ليسوا شراً منهم! وكأن الأمر صار في البحث عن أسوأ السيئين ؟<BR>وينسى أو يتناسى قول الأول:<BR>تلك العصا من هذه العصية هل تلد الحـية إلاّ الحية<BR>عجبت لمن يبرر صنيع جند العدو بصنع جند آخرين، مع أنه أحدهم!<BR><BR><br>